سد النهضة.. السيسي يبحث الأزمة مع رئيس جيبوتي ووزيرة خارجية السودان تبدأ جولة أفريقية جديدة

تصرّ إثيوبيا على الملء الثاني لبحيرة سد النهضة حتى دون اتفاق مع مصر والسودان (مواقع التواصل)

دعا رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، خلال استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة للوصول لاتفاق توافقي بين مصر والسودان وإثيوبيا، في حين بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي جولة أفريقية لحشد الدعم لموقف الخرطوم بشأن سد النهضة الإثيوبي.

بدوره، أكد السيسي ضرورة التوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشددا على رفض مصر لسياسة فرض الأمر الواقع بخطوات أحادية لا تراعي مصالح دولتي المصب.

ويقوم السيسي بزيارة لجيبوتي تدوم ساعات، هي الأولى لرئيس مصري إلى هذا البلد منذ استقلاله عام 1977.

وقالت مصادر للجزيرة إن الزيارة تبحث قضايا عربية وأفريقية منها القضية الفلسطينية والأمن في البحر الأحمر ومستجدات سد النهضة فضلا عن النزاعات في القرن الأفريقي.

وأكدت الرئاسة المصرية أن الجانبين اتفقا على تكثيف اللقاءات الثنائية بين كبار مسؤولي البلدين، للتنسيق الحثيث والمتبادل بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، بخاصة في منطقتي شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.

وأضافت الرئاسة -في بيان- أنه تم التوافق على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، بما يحافظ على الاستقرار الإقليمي.

ومنذ عام 1977 يرتبط البلدان بعلاقات دبلوماسية، غير أنها اتسمت بالفتور على مدى عقود.
لكن مصر سعت أخيرا إلى تعزيز هذه العلاقات، ضمن جهودها للحفاظ على أمنها المائي، في ظل خلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.

وتقع جيبوتي على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وهو الشريان الحيوي والمدخل الرئيس لقناة السويس المصرية، وتحدّها من الغرب والجنوب إثيوبيا، ومن الشمال إريتريا، في حين تطل شرقا على البحر الأحمر وخليج عدن.

ولأهمية موقعها الجغرافي، يرى مراقبون مصريون ضرورة إقامة بلادهم قاعدة عسكرية في جيبوتي، لحماية مصالح القاهرة المائية والأمنية.

وتوجد في جيبوتي قواعد عسكرية أجنبية لكل من الولايات المتحدة والصين واليابان والسعودية.

تحركات سودانية

وفي سياق متصل، بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، اليوم الخميس، زيارة إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، ضمن جولة تشمل 4 دول أفريقية وتستهدف حشد الدعم لموقف الخرطوم بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وقالت الخارجية السودانية، في بيان، إن "الوزيرة توجهت إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، على رئاسة وفد دبلوماسي وقانوني وفني".

وأضافت أن هذه الجولة تأتي ضمن حرص السودان على تكثيف التواصل مع القادة الأفارقة، وتقديم موقفه المنطلق من مرجعيات قانونية، ولدعم الجهود الحالية للاتحاد الأفريقي في مفاوضات سد النهضة بين الأطراف الثلاثة (السودان، ومصر وإثيوبيا).

وخلال جولتها، تلتقي الوزيرة السودانية، حسب البيان، رؤساء كل من نيجيريا وغانا والسنغال والنيجر، لتناول ملف سد النهضة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومطلع مايو/أيار الجاري، بدأت مريم المهدي جولة أفريقية شملت كينيا ورواندا وأوغندا والكونغو الديمقراطية، وسعت أيضا إلى شرح موقف السودان من السد.

والثلاثاء، أعلن كبير المفاوضين السودانيين في ملف السد، مصطفى حسين الزبير، خلال مؤتمر صحفي، أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني للسد.

وتصرّ إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على الملء الأول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع الأطراف المعنية.

في حين يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على منشآتهما المائية، وضمان استمرار تدفق حصة كل منهما السنوية من مياه نهر النيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات