منظمة الصحة العالمية: وفيات كورونا أكبر بمرتين أو ثلاث مما هو معلن

دراسة تبين أن أفريقيا تسجل وفيات أعلى بين المصابين بأعراض خطيرة مقارنة مع قارات أخرى

Healthcare workers place the body of a person, who died due to the coronavirus disease (COVID-19), on the ground for cremation at a crematorium ground in New Delhi
جثث موتى بفيروس كورونا في مدينة دلهي الهندية (رويترز)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها.

وقالت سميرة أسماء، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية المكلفة بالبيانات، بمناسبة صدور التقرير السنوي للمنظمة حول الإحصاءات الصحية العالمية، إن "العدد الإجمالي للوفيات أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات على الأقل مما تم الإبلاغ عنه رسميا".

وتحدث التقرير عن 3 ملايين حالة وفاة بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الفيروس في 2020، بالمقارنة مع العدد الإجمالي المعلن عنه في البيانات الرسمية للدول، والبالغ 1.8 مليون وفاة.

الوفيات الزائدة

وأضافت سميرة أسماء، خلال مؤتمر صحفي، أن هذه الحصيلة "تطابق التقديرات المماثلة التي تنص جميعها على أن العدد الإجمالي للوفيات أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات على الأقل مما تم الإبلاغ عنه رسميا".

وأشارت إلى أن الوباء تسبب حتى الآن بحسب أرقام منظمة الصحة "بحوالى 6 إلى 8 ملايين" وفاة مباشرة وغير مباشرة. وشددت على أن "وباء كورونا يشكل خطرا كبيرا على صحة الشعوب ورفاهها في العالم بأسره".

وأضافت أن منظمة الصحة كانت تعمل مع الدول "من أجل تبيان الحصيلة البشرية الحقيقية للوباء حتى نكون مستعدين بشكل أفضل للحالة الطارئة المقبلة".

والفارق بين ما يطلق عليه الخبراء تسمية "الوفيات الزائدة" الناجمة عن وباء كورونا مرده إلى عدة عوامل، فبعض الدول تتأخر في الإبلاغ عن الوفيات، كما أن بعض الضحايا لا يخضعون لاختبار كشف الإصابة بالفيروس، في حين أن عددا منهم يقضون جراء أمراض لم يتمكنوا من تلقي العلاج لها، إما خوفا من الذهاب إلى المستشفيات والعيادات أو بسبب تدابير الحجر المفروضة.

وقال الطبيب وليام مسيمبوري المحلل بقسم البيانات في منظمة الصحة، إن "معدل الوفيات الزائدة يعطينا صورة أفضل، لأنه يأخذ بهذه العوامل المباشرة وغير المباشرة".

وفيات أفريقيا

وفي السياق ذاته، ومقارنة بقارات أخرى، تسجل في قارة أفريقيا نسبة وفيات أعلى بين المصابين بأعراض خطيرة، وذلك لأسباب قد يكون منها نقص مستلزمات الرعاية الضرورية، حسب ما أظهرت دراسة نشرت اليوم الجمعة.

وتفيد الإحصاءات بأن الأفارقة حتى الآن تجنبوا أسوأ الأضرار من جراء كورونا مقارنة بمناطق أخرى في حصيلة الوفيات والإصابات، لكن معدّي الدراسة توصلوا إلى أن معدل الوفيات بين المرضى يمكن أن يكون أعلى من الأرقام المعلنة بسبب نقص المعطيات.

وشدد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء في بيان تم تبنّيه بالإجماع، على ضرورة زيادة المساعدات لأفريقيا لتعزيز تصديها لجائحة "كوفيد-19″، خصوصا على صعيد اللقاحات، معتبرا أن حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في القارة غير كافية.

وقال بروس بيكارد، من مستشفى غرون شور وجامعة كايب تاون في بيان، "دراستنا هي الأولى من نوعها التي تعطي صورة مفصلة وشاملة لما يحدث للأشخاص المصابين بأعراض شديدة من كوفيد-19 في أفريقيا".

وأضاف بيكارد -الذي شارك في البحث- "مع الأسف يشير ذلك إلى أن قدرتنا على تقديم الرعاية الكافية تعاني من نقص في أَسرّة العناية الضرورية والموارد المحدودة في وحدات العناية المركزة لدينا".

وفيات أدنى بمناطق أخرى

وتابعت الدراسة حالات 3 آلاف مريض بكورونا نقلوا إلى وحدات العناية المركزة في 10 دول أفريقية بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول العام الماضي.

وقضى نحو نصف هؤلاء المرضى في غضون 30 يوما من دخولهم المستشفى. وعندما قارن الباحثون البيانات مع دراسة مماثلة من قارات أخرى، وجدوا أن نسبة الوفيات أدنى في مناطق أخرى.

وفي المعدل فإن 31.5% من المرضى المصابين بأعراض خطيرة يموتون بعد نقلهم لأقسام العناية المشددة في آسيا وأوروبا والأميركيتين، بينما يموت 48.2% في دول أفريقية.

وقال بيكارد إن "عدم التمكن من الوصول إلى علاجات ضرورية لإنقاذ الأرواح (…) قد يكون من أسباب وفاة هؤلاء المرضى، وربما يفسر جزئيا سبب وقف العلاج أو الحد منه لدى واحد من بين 8 مرضى".

ويقدر الباحثون بأن الوصول إلى علاجات مثل غسيل الكلى وضخ الأكسجين في دم مريض خارج الجسم، كان أدنى بما بين 7 مرات و14 مرة، مقارنة بما هو ضروري لعلاج المرضى في حالات خطيرة.

ولم يكن مستغربا أن أظهرت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى مثل داء السكري والإيدز أو مشكلات في الكلى، أكثر عرضة للموت مقارنة بمن لا يعانون من أمراض.

مستشفيات جامعية

وغالبية المراكز الطبية المشمولة بالدراسة وعددها 64، مستشفيات جامعية بتمويل حكومي وتكون عموما أفضل تجهيزا من سواها.

ودرس الباحثون ملفات مرضى في مصر وإثيوبيا وغانا وكينيا وليبيا وملاوي وموزمبيق والنيجر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، وبعض تلك الدول -خصوصا مصر وجنوب أفريقيا- تتمتع بموارد طبية أفضل من سواها في القارة.

وتوفي قرابة 130 ألف شخص بوباء كورونا في أفريقيا مقارنة بأكثر من 1.1 مليون في أوروبا وأكثر من 3.4 ملايين على مستوى العالم، وفق إحصاءات لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.

لكن التكلفة الاقتصادية كانت مدمرة، وبطء عمليات التلقيح تثير مخاوف من تفشي متحورات في القارة يمكن أن تصيب الأفارقة ثم تنتشر في العالم.

المصدر : وكالات