بايدن يتعهد بمنع أي تهديد إرهابي في أفغانستان وقوات بلاده تواصل الانسحاب وتسليم قواعدها

رئيس الأركان الأميركي توقع اكتمال انسحاب قوات بلاده من أفغانستان قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل

الرئيس الأميركي جو بايدن
بايدن قال إن مشاركته من داخل البيت الأبيض بقيادة عملية قتل بن لادن قبل 10 سنوات لحظة لن ينساها (الأوروبية)

تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة الولايات المتحدة رصد وتعطيل أي تهديد إرهابي ينشأ في أفغانستان، في وقت سلمت فيه القوات الأميركية قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية، مع توقع رئيس الأركان الأميركي اكتمال انسحاب قوات بلاده قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

وشدد بايدن -في بيان نشره البيت الأبيض بمناسبة مرور 10 سنوات على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن- على أن بلاده ستظل يقظة بشأن تهديدات الجماعات الإرهابية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

وأكد الرئيس الأميركي أن مواجهة هذه التهديدات ستكون بالتعاون مع الحلفاء والشركاء عبر العالم، موضحا أن تنظيم القاعدة في أفغانستان تدهور بشكل كبير.

واعتبر بايدن أن بلاده أوفت بوعودها بتعقب تنظيم القاعدة وقياداته في أفغانستان، كما أنها لن تتراجع عن التزامها بمنع حدوث هجوم آخر بعد هجمات "11سبتمبر".

قتل بن لادن

وقال بايدن في البيان "لاحقنا بن لادن حتى أبواب الجحيم، ونلنا منه". وأضاف "لقد وفينا بوعدنا لجميع الذين فقدوا أحباءهم في 11 سبتمبر/أيلول.. لن ننسى أبدا من فقدناهم، والولايات المتحدة لن تتراجع أبدا عن التزامنا بمنع هجوم آخر على وطننا".

بايدن الذي أعلن الشهر الماضي أنه سينهي أطول حروب واشنطن بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، أشاد بالرئيس الأسبق باراك أوباما لموافقته عام 2011 على العملية السرية التي استهدفت زعيم القاعدة، وأثنى على القوات الخاصة التي نفذتها في باكستان.

بايدن كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما عندما قتلت قوات أميركية خاصة أسامة بن لادن في باكستان (غيتي)

وأضاف الرئيس الأميركي أن مشاهدة العملية عن بُعد من غرفة مزدحمة في البيت الأبيض كانت "لحظة لن أنساها أبدا؛ خبراء المخابرات الذين تعقبوه بصبر، وضوح واقتناع الرئيس أوباما في إجراء المكالمة، شجاعة ومهارة فريقنا على الميدان".

مستقبل غامض

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إن قوات بلاده من المحتمل أن تكمل انسحابها من أفغانستان قبل موعد 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

وأقرّ ميلي -في حديث لوكالة أسوشيتد برس- بأن القوات الحكومية الأفغانية تواجه مستقبلا غامضا بعد انسحاب القوات الأميركية.

وأضاف أنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية بين الحكومة في كابل وحركة طالبان، وأن من شأن ذلك أن يجنّب الحرب الأهلية الهائلة التي يخشى البعض وقوعها، وفق تعبيره.

تسليم قواعد

من جهته، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأفغانية للجزيرة إن القوات الأميركية سلمت القوات الأفغانية قاعدة "أنتونيك" العسكرية في ولاية هلمند (جنوبي أفغانستان).

وأضاف المسؤول أن القوات الخاصة الأفغانية ستستخدم هذه القاعدة في مكافحة الإرهاب والتصدي لهجمات طالبان في الجنوب الأفغاني، كما تحدث عن عودة القوات الأميركية إلى قاعدة بغرام (قرب العاصمة كابل) استعدادا للعودة إلى بلادها.

وبدأت الولايات المتحدة أمس السبت سحب قواتها من أفغانستان، بعد 20 عاما من غزوها للبلاد، في حين استنكرت حركة طالبان تأخر هذه الخطوة عن الموعد المحدد، وقالت إن مقاتليها ينتظرون قرار قيادة الحركة للقيام بالرد المناسب.

ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأفغانية قوله إن عملية تسليم القواعد الأميركية إلى الحكومة الأفغانية قد بدأت، وتم تشكيل لجان مشتركة للإشراف على ذلك.

وكان من المقرر إتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار الجاري، بموجب الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع حركة طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير/شباط 2020.

لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي -بعد مراجعة الوضع- أن الانسحاب سيبدأ في الأول من مايو/أيار الجاري، ويستمر بشكل منظم وتدريجي، على أن يكتمل بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات