غزة تحت قصف عنيف.. إسرائيل تحشد قواتها وتهدد بعملية برية والمقاومة تتوعدها وتجدد قصف تل أبيب

صواريخ أطلقت ليلا من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية (رويترز)

بدأت إسرائيل حشد قواتها حول غزة استعدادا لعملية برية محتملة فيها، وقصفت القطاع بعنف، مدمرةً المباني المدنية فوق رؤوس ساكنيها؛ مما أوقع العديد من الشهداء والجرحى، في حين جددت المقاومة الفلسطينية قصف تل أبيب، وتوعدت الاحتلال في حال أقدم على توغل بري.

فقد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنهم يحشدون قواتهم على تخوم غزة استعدادا لاحتمال القيام بعملية برية.

وكان جيش الاحتلال قال قبل ذلك إنه مستعد لاحتمال القيام بمناورة برية بعد توسيع نطاق عملياته في القطاع.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن إسرائيل قررت استدعاء 16 ألف جندي احتياط، بينهم 7 آلاف جندي لدعم منظومة القبة الحديدية التي تستخدم لاعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، مشير إلى أن القرار يأتي عقب اجتماع ضم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وقائد الأركان أفيف كوخافي، وأُقر خلاله أيضا إلغاء إجازات العسكريين.

وأشار المراسل إلى أن أرتالا من الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه قطاع غزة، وباتت على بعد كيلومتر واحد تقريبا من السياج الحدودي، موضحا أن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه القوات ستقوم بعملية برية.

وفي مواجهة التهديد الإسرائيلي بعملية برية، قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتاب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم، إن المقاومة جاهزة لتلقين إسرائيل درسا قاسيا. وأضاف "أي توغل بري في أي منطقة بقطاع غزة سيكون فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو".

من جهته، حذر أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، من أنه في حال فكرت إسرائيل في المعركة البرية، فسيكون ذلك أقصر طريق للمقاومة كي تنتصر.

وتأتي التصريحات الإسرائيلية عن عملية برية محتملة في وقت بدت فيه حكومة بنيامين نتنياهو ماضية نحو تصعيد أكبر لعملياتها العسكرية، بعد أن رفضت الاستجابة لدعوات دولية للتهدئة.

عشرات الشهداء

وفي اليوم الرابع من عملية "حارس الأسوار"، الذي وافق أول أيام عيد الفطر؛ نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم قصفا عنيفا -جوا وبرا وبحرا- على معظم قطاع غزة مما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

وفي حصيلة جديدة نشرتها مساء اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع حصيلة الهجمات الإسرائيلية إلى 103 شهداء -بينهم 27 طفلا و11 سيدة- بالإضافة إلى 580 أصيبوا بجروح مختلفة.

وأفاد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح باستشهاد 4 أشخاص -بينهم رجل وامرأة وابنهما- بعد قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، مشيرا إلى استشهاد اثنين آخرين في قصف مماثل لمنزل في حي لجنينة (شرقي رفح).

من جهته، ذكر مراسل الجزيرة هشام زقوت أن طائرات الاحتلال دمرت 8 أبنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا (شمالي القطاع)، وقال إن القصف خلّف العديد من الشهداء، مشيرا إلى انتشال 3 جثامين.

وبينما كانت فرق الإنقاذ تنتشل الجثامين اليوم، نفذ طيران الاحتلال غارة على منطقة قريبة.

من جهته، قال مصدر طبي إن 4 استشهدوا وأصيب 50 في قصف إسرائيلي متفرق على شمالي قطاع غزة.

وأشار مراسلو الجزيرة إلى غارات عنيفة استهدفت رفح وخان يونس (جنوبي القطاع)، وأخرى استهدفت بيت لاهيا والقرية البدوية (شمالا)، ورافق الغارات قصف بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات، ومن البوارج الحربية.

وفي سياق التصعيد الجاري، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بغارات جوية منزل مسؤول الطائرات المسيرة في حركة حماس سامر أبو دقة، وأحد مواقع إطلاق الصواريخ بعيدة المدى التابعة للحركة شمالي قطاع غزة.

بدوره، أفاد مراسل الجزيرة إلياس كرام -نقلا عن مصادر إسرائيلية- بأن جيش الاحتلال استهدف غرف عمليات لقادة ميدانيين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

المقاومة تجدد قصف تل أبيب ومدن أخرى

وفي مقابل التصعيد الإسرائيلي، أفاد مراسل الجزيرة بأن المقاومة الفلسطينية أطلقت مساء اليوم مجددا رشقة صاروخية نحو تل أبيب، في حين سمع دوي صفارات الإنذار في محيط مطار بن غوريون، وفي مناطق أخرى قريبة من المدينة.

وقبل ذلك بقليل، أعلنت كتائب القسام أنها وجهات ضربة صاروخية كبيرة لكل من عسقلان وأسدود، وكانت استهدف في وقت سابق اليوم مدينة بئر السبع برشقة صاروخية من طراز "سجيل"، ومواقع وحشودا عسكرية إسرائيلية شرق غزة.

وصباحا، شملت ضربات المقاومة تل أبيب والقدس وأسدود وعسقلان، وأفاد مراسل الجزيرة بأن صواريخ المقاومة وصلت إلى منطقة إيلات على البحر الأحمر، مشيرا إلى أن ذلك يعد تطورا لافتا.

وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قال إن صاروخا جديدا من طراز "عياش 250" أطلق باتجاه مطار رامون (جنوب منطقة النقب)، ودعا شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها إلى إسرائيل.

وأكد أبو عبيدة أنه لا خطوط حمراء أو قواعد اشتباك "مقدسة" عندما يتعلق الأمر بالرد على العدوان الإسرائيلي، متوعدا تل أبيب بالمزيد من الضربات.

كما أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت ظهر اليوم بطائرات مسيرة مفخخة حشودا عسكرية على تخوم قطاع غزة.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر إسرائيلية أن 4 مسيرات أطلقت من غزة محملة بمتفجرات باتجاه مواقع إسرائيلية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إسقاط طائرة مسيرة عبرت اليوم من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية.

وإلى جانب كتائب القسام، نفذت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) ضربات صاروخية على تل أبيب ومناطق أخرى، مؤكدة أيضا أنها قصفت مستوطنة سديروت القريبة من القطاع أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إليها.

وشاركت فصائل فلسطينية أخرى -بينها ألوية الناصر صلاح الدين- في قصف مواقع إسرائيلية قريبة من غزة، بينها قصف مبنى لمخابرات الجيش الإسرائيلي، والجناح العسكري، وكذلك شاركت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في قصف أهداف إسرائيلية متاخمة للقطاع.

صاروخ عياش 250
صاروخ عياش 250 الذي أطلقته كتائب القسام (الجزيرة)

تقدير إسرائيلي لعدد الصواريخ

من جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل تعرضت لنحو 1700 صاروخ منذ بدء المواجهة الحالية، سقط ثلثها في غزة.

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم باستحالة اعتراض كل الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، قائلا إن إعادة الهدوء إلى إسرائيل ستتحقق سواء بالدفاع أو الهجوم، حسب تعبيره.

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اليوم أنه تقرر سحب 120 من العسكريين والمدنيين الأميركيين من إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات