أفشلوا هجمة لإخلاء المسجد.. المرابطون بالأقصى صامدون رغم اقتحامه في يوم المسيرة الاستفزازية

المرابطون تصدوا لقوات الاحتلال التي أطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز (ناشطون)

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الاثنين واعتدت على المرابطين فيه، حيث أصيب أكثر من 300 فلسطيني، وذلك قبل ساعات من مسيرة المستوطنين الاستفزازية فيما يسمونه "يوم توحيد القدس".

وأطلقت قوات الاحتلال وابلا من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي على المسجد القبلي وصحن قبة الصخرة والمصلى المرواني، وحاصرت المعتكفين داخل المسجد القبلي الذي تركزت عنده المواجهات. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال اقتحموا مصلى باب الرحمة.

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 305 فلسطينيين أصيبوا اليوم في المواجهات بالمسجد الأقصى ومحيط البلدة القديمة بالقدس، بينهم 7 في حالة حرجة، كما أكد إصابة عدد من المسعفين.

وأكد الناطق باسم الهلال الأحمر مأمون عباسي في حديث للجزيرة وقوع أعداد كبيرة من الإصابات، من بينها إصابات مباشرة في الرأس بالرصاص المعدني.

ومن داخل عيادة المسجد الأقصى، أفاد الصحفي أسَيد عمارنة أن قوات الاحتلال منعت الفرق الطبية من الوصول إلى المصابين الذين عجز المسعفون عن تقديم العون الطبي لهم بسبب كثرة الإصابات وخطورة بعضها.

من جانبه، وصف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني المشهد لدى اقتحام قوات الاحتلال للمسجد بأنه أشبه بساحة حرب.

وقال في حديث للجزيرة خلال تلك اللحظات إن قوات الاحتلال حاصرته داخل مكتبه، وأطلقت قنابل الغاز نحو صحن قبة الصخرة.

جنود الاحتلال انتشروا في باحات الأقصى ولاحقوا المعتكفين (الفرنسية)

وعند باب الأسباط، رصدت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة منع قوات الاحتلال المسعفين الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى والاعتداء على بعضهم وإطلاق قنابل الغاز.

ومع تصاعد التوتر، طردت قوات الاحتلال الفلسطينيين والفرق الطبية والصحفيين بعيدا عن باب الأسباط إلى خارج أسوار البلدة القديمة.

وقالت مراسلة الجزيرة إن هذه ربما تكون إجراءات لتهيئة الأجواء لمسيرات المستوطنين المتوقعة في القدس بعد ظهر اليوم.

اعتداء مباغت

وقال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن قوات الاحتلال حشدت لهذا الاقتحام قوات كبيرة في البلدة القديمة بالقدس.

وأوضح أن الاقتحام بدأ من باب المغاربة في حدود الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك على حين غرة ودون أي ذريعة. ووصلت تباعا قوات إضافية من جيش الاحتلال وشرطته من جهات وأبواب مختلفة.

المرابطون حاولوا صد قوات الاحتلال بالحجارة (الفرنسية)

وأظهرت لقطات صورها ناشطون، قوات الاحتلال وهي تحطم نوافذ المسجد القبلي لإطلاق قنابل الصوت والغاز.

وانسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى بعد الهجمة التي استمرت 4 ساعات، وأعيد فتح الأبواب ليتمكن مزيد من المصلين من دخول المسجد، في حين خرج بعض المرابطين الذين ظلوا محاصرين أثناء الاقتحام.

وجاء الاقتحام بالرغم من إعلان الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم في بيان صحفي أنها قررت عدم السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالوصول إلى الأقصى بعدما قامت بتقييم الوضع.

وقد رابط المئات من الفلسطينيين في الأقصى منذ الفجر لمنع أي اقتحام إسرائيلي، بعدما أعلنت جماعات استيطانية أنها تحضر "لاقتحام كبير" اليوم بمناسبة ما يسمونه يوم "توحيد القدس"، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.

مسيرة الأعلام

وعقب أداء الفلسطينيين صلاة الظهر في الأقصى، بدأ مستوطنون يهود في التوافد إلى محيط المسجد الأقصى تحضيرا لاقتحامه.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن قوات الاحتلال أقامت حواجز حديدية في ساحة باب العامود لتأمين مسار المستوطنين، الذين اعتادوا في الأعوام الماضية أداء ما يسمونها "رقصة الأعلام" في هذه الساحة لاستفزاز الفلسطينيين ثم الدخول إلى البلدة القديمة ومن ثم محاولة اقتحام المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن شرطة الاحتلال قالت بادئ الأمر إنها تدرس تغيير مسار المستوطنين وإبعادهم عن الأحياء العربية لتجنب تصعيد التوتر في القدس، لكنها في النهاية أوكلت الأمر إلى الحكومة التي اتخذت قرارا سياسيا بإبقاء المسار المخطط له.

وقد عززت الشرطة قواتها بالقدس وفي محيط المسجد الأقصى بنحو 3 آلاف عنصر إضافي، قبل المسيرة التي تخرج عصر اليوم ويتوقع أن يشارك فيها 30 ألف مستوطن.

وتعتبر هذه المسيرة الاحتفالية الأبرز للمستوطنين، وتنطلق من أمام مقبرة مأمن الله غرب البلدة القديمة، بتجمع المشاركين هناك والسير باتجاه باب العامود.

وتشهد المدينة إجراءات أمنية مشددة في كل من البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ودفعت سلطات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وأمنية عند أبواب المسجد الأقصى، كما انتشرت قوات شرطة الاحتلال في مختلف أزقة مدينة القدس الشرقية ونصبت الحواجز الحديدية.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أرجأت جلستها المقررة اليوم الاثنين للنطق بالحكم في قضية طرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة، وقد أعلنت المحكمة أنها ستعود للنظر في القضية في غضون شهر.

ليلة ساخنة

وجاءت هذه الأحداث بعد ليلة ساخنة من الصدامات في القدس المحتلة شملت عدة مناطق، مما أسفر عن إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، في حين توسعت رقعة الغضب الفلسطيني لتشمل الخط الأخضر وغزة.

واستمرت المواجهات الليلية على مدى ساعات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال في باب العامود وباب الساهرة وحي الشيخ جراح، وذلك على خلفية مخطط إسرائيلي لتهجير عائلات فلسطينية مقدسية من الحي.

وفي السياق، شهدت مداخل الجامعة العبرية في القدس مواجهات بين طلاب فلسطينيين وإسرائيليين على خلفية التصعيد الحاصل في المدينة، وألقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المدمع لتفريق المتظاهرين، واعتقلت عددا من الطلاب الفلسطينيين.

وغير بعيد عن القدس، شهدت رام الله هي الأخرى مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة رفع فيها المتظاهرون شعارات تدعو للتوجه إلى خطوط التماس، لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في القدس.

وأطلقت قوات الاحتلال وابلا من قنابل الغاز على متظاهرين عند حاجز بيت إيل بين رام الله والبيرة، وذلك بعد قيام شبان فلسطينيين بإشعال الإطارات المطاطية.

وفي الوقت نفسه قمعت قوات الاحتلال احتجاجات في الناصرة وحيفا، وقال مراسل الجزيرة إن متظاهرَين أصيبا واعتقل 18 خلال مظاهرة في حيفا دعما للمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

المصدر : الجزيرة + وكالات