مسؤول أوروبي: أطفال اليوم سيواجهون حروبا على الغذاء والماء

التغير المناخي.. تحد كبير يواجه البشرية - تعليم العربية
هناك ضرورة لتضحيات الجيل الأكبر ليعيش الأطفال في مناخ آمن (أسوشيتد برس)

دعا نائب رئيس الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانز كبار السن لتقديم تضحيات في الحرب ضد تغير المناخ، محذرا من أنه إذا لم يحدث ذلك فسيضطر أطفال اليوم إلى خوض حروب من أجل الماء والغذاء.

ونقلت صحيفة غارديان البريطانية (Guardian) في مقابلة مع تيمرمانز قوله إنه إذا لم يتم الجمع بين السياسة الاجتماعية وسياسة المناخ، لتقاسم التكاليف والفوائد المترتبة على إنشاء اقتصاد منخفض الكربون بشكل عادل، فسيواجه العالم رد فعل عنيفا ممن يخشون فقدان وظائفهم أو دخلهم.

وحذر من أن هناك حاجة إلى تضحيات من الجيل الأكبر سنا لضمان أن يعيش الأطفال في مناخ آمن. وقال إن كبار السن اليوم هم المستفيدون من تضحيات الجيل السابق، ويتم الآن دعوتهم لإجراء تغييرات بأنفسهم.

وضع مُلح وصعب

وأكد تيمرمانز أن الأمر ليس ملحا فقط، بل هو صعب للغاية، ومع ذلك يجب تحويل الاقتصاد ليكون منخفض الكربون، مضيفا أن هناك فوائد ضخمة، لكنها تمثل تحديا كبيرا. وقال إن أكبر تهديد هو الجانب الاجتماعي "إذا لم نصلح هذا، سيشن أطفالنا حروبا على الماء والغذاء، ليس هناك شك في ذهني".

واستمر يقول إن معالجة تغير المناخ ستكون أرخص بعدة مرات من الاضطراب الذي سيحدثه الاحتباس الحراري، فضلا عن فوائده على الصحة، وقد انخفضت التكاليف بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن تكاليف التغيير ستقع بشكل غير متساو على قطاعات مختلفة من المجتمع ما لم يتدخل السياسيون، لأن التحول عن الوقود الأحفوري سيعني نهاية بعض الوظائف التقليدية مثل مناجم الفحم.

القضية الاجتماعية

ودعا تيمرمانز الذين يدركون ضرورة التحرك السريع وكذلك كل من ينتمي إلى حركة المناخ، للانضمام إليه في التركيز على القضية الاجتماعية أكثر مما فعلوا في الماضي، "لأن القضية الاجتماعية يمكن أن تصبح أكبر حجر عثرة".

وأضاف أن تغيير حياة الناس اليوم سيكون صعبا، لكن الفوائد سيشعر بها أطفال اليوم. وستكون التضحيات خفيفة بالنسبة لمعظم الناس، مثل الإزعاج من تجديد منزل ليلبي معايير الخفض المطلوب للكربون، أو التحول إلى النقل الكهربائي، وتناول كميات أقل من اللحوم، لكن بالنسبة للبعض قد ينطوي ذلك على تغيير في الوظيفة أو أنماط المعيشة.

وعلقت غارديان بأن تحذيرات تيمرمانز تعكس قلقا متزايدا بين خبراء المناخ من أن السياسيين فشلوا في إظهار فوائد المجتمع منخفض الكربون، والتي تشمل الهواء النظيف والمياه النظيفة، والمدن الأكثر ملاءمة للعيش، ومستويات أعلى من الصحة والرفاهية، وكذلك نزع فتيل أزمة المناخ.

الصفقة الخضراء

يُشار إلى أن تيمرمانز يلعب دورا محوريا هذا العام داخل الاتحاد الأوروبي وعلى مستوى العالم، حيث يقود جهود الاتحاد الأوروبي حول ما يُطلق عليها "الصفقة الخضراء"، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الأوروبي إلى اقتصاد منخفض الكربون، كما يقود جهود الاتحاد في محادثات المناخ الحيوية للأمم المتحدة "Cop26″، التي تستضيفها بريطانيا في غلاسغو نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان تيمرمانز قد سافر الخميس الماضي إلى لندن في أول زيارة رسمية له خارج بروكسل منذ بدء عمليات الإغلاق الوبائي، وبحث مع ألوك شارما رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ قضايا المؤتمر لمدة 4 ساعات، كما أنه على اتصال أسبوعي مع جون كيري مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن للمناخ ومع كبير مسؤولي المناخ في الصين شي جينهوا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد وضع هدفه المناخي الخاص "خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990" في شكل قانون.

المصدر : غارديان