جائحة كورونا تلقي بظلالها على احتفالات عيد العمال

May Day Protests In Paris
احتجاجات في عيد العمال بالعاصمة الفرنسية باريس (غيتي)

يحتفل العالم اليوم السبت الأول من مايو/أيار بعيد العمال العالمي، وللعام الثاني على التوالي تلقي جائحة كورونا بظلالها على الاحتفالات في مختلف دول العالم، حيث تم تقليص فعاليات هذا اليوم إلى حدودها الدنيا.

وفي فرنسا، نظمت مظاهرات في عدة مدن -بينها باريس وليل ومرسيليا- وذلك للمطالبة بتنفيذ جملة من الإصلاحات.

وطالب المتظاهرون الحكومة بمكافحة البطالة، وإجراء إصلاحات في قانون التقاعد، وزيادة الأجور والرواتب، وتحسين ظروف العمل.

وفي ألمانيا، شهدت العديد من المدن فعاليات محدودة، ففي مدينة هامبورغ شارك 200 شخص فقط بسبب تدابير جائحة كورونا.

وفي كلمة خلال الفعالية قال رئيس اتحاد النقابات رانير هوفمان إن تبعات جائحة كورونا الاجتماعية والاقتصادية كبيرة للغاية.

كما شهدت العاصمة برلين فعالية أمام بوابة براندنبورغ التاريخية بحضور رئيس نقابة المعادن والكيمياء والطاقة ميشيل فاسيلياديس، حيث أوضح في كلمة أن ذوي الدخل المحدود هم الفئة الأكثر تضررا بسبب الجائحة.

May Day Protests In Berlin
مظاهرات في العاصمة الألمانية برلين (غيتي)

احتجاجات واعتقالات

وفي تركيا، اعتقلت السلطات التركية عدة متظاهرين كانوا يحاولون الاحتفال بعيد العمال، وذلك على الرغم من الإغلاق الوطني.

ودخلت تركيا إغلاقا صارما الخميس الماضي، للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ومن المقرر أن يستمر الإغلاق بدون انقطاع حتى 17 مايو/أيار الحالي.

وقالت وسائل إعلام محلية -بما فيها صحيفة "جمهوريت"- إن الشرطة في إسطنبول طوقت الشوارع التي تؤدي إلى ميدان "تقسيم" الشهير بمركبات مدرعة لمكافحة الشغب.

وأضافت الصحيفة أن مناوشات اندلعت بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا السير إلى ميدان تقسيم، وتم اعتقال حوالي 100 شخص في إسطنبول.

وتشهد ساحة "تقسيم" صدامات عادة يوم عيد العمال منذ أدت مواجهات فيها إلى مقتل 34 شخصا في الأول من مايو/أيار 1977 خلال فترة اضطرابات في تاريخ تركيا الحديث.

May Day demonstration in Istanbul
المحتجون اشتبكوا مع الشرطة في إسطنبول (رويترز)

مطالبة بالحرية

وفي ميانمار، خرج متظاهرون إلى الشوارع في مدن عدة، للمطالبة بالحرية والعدالة بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في الأول من فبراير/شباط الماضي.

وحمل الكثيرون في مناطق ماندالاي ويانغون وباغو لافتات عليها شعارات كتب عليها "نحن نواصل القتال حتى النهاية"، "لا يمكن للمجلس العسكري أبدا أن يحكمنا".

وأشاد المتظاهرون في يانغون بهؤلاء الذين انضموا إلى حركة "العصيان المدني" على الرغم من التهديد المستمر بالعنف ضد المدنيين.

وطبقا لرابطة مساعدة السجناء السياسيين، فقد قتل 759 شخصا على الأقل وتم اعتقال أكثر من 4500 شخص منذ انقلاب الأول من فبراير/شباط الماضي، فيما يواصل الجيش اتخاذ إجراءات عنيفة ضد المظاهرات السلمية في الأغلب.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت أمس الجمعة من أن الوضع في ميانمار يتدهور على جميع الجبهات، حيث ينتشر الفقر وفيروس كورونا بشكل متزايد.

تبون: أكد حرص الدولة على التخفيف التدريجي من نسبة البطالة (رويترز)

مصاعب وانهيار

وفي العالم العربي، طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم السبت بمراعاة مصالح المواطنين خلال المظاهرات والاحتجاجات العمالية في مختلف القطاعات.

وأكد تبون حرص الدولة على التخفيف التدريجي من نسبة البطالة من خلال دعم اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة.

وفي تونس، قال أمين عام الاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إن اقتصاد بلاده شارف على الانهيار وبات مهددا بالإفلاس. جاء ذلك في كلمة بمناسبة يوم العمال العالمي بثها الاتحاد على موقعه الرسمي.

وأفاد الطبوبي بأن هناك مؤشرات تنذر بأسوأ العواقب للاقتصاد التونسي.

وأضاف أن الانهيار لا يعود فقط إلى تداعيات جائحة كورونا، بل إلى هشاشة متأصلة في النموذج الاقتصادي التونسي.

ويعد الاتحاد التونسي للشغل أقدم منظمة نقابية في تونس، حيث تأسس عام 1946، ويضم أكثر من 500 ألف عضو في عموم البلاد.

يشار إلى أن تونس تعاني -فضلا عن الأزمة السياسية- من أزمتين اقتصادية واجتماعية فاقمتهما جائحة كورونا، حيث شهد الاقتصاد انكماشا بنسبة 8.8% العام الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات