سد النهضة.. إثيوبيا ومصر تتبادلان الاتهامات بإفشال المفاوضات والقاهرة تعول على دور أميركي

سد النهضة
تصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، مصر والسودان (الجزيرة)

أكد محمد غانم المتحدث باسم وزارة الري المصرية والمسؤول الفني بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي الأربعاء، إن بلاده عرضت 15 سيناريو لحل أزمة ملء وتشغيل السد، ورفضتها أديس أبابا، بينما قال وزير الدولة بالخارجية الإثيوبية رضوان حسين إن "مخاوف السودان بشأن سد النهضة تمت معالجتها".

وجاء تصريح غانم في مداخلة هاتفية مع نشرة "منتصف الليل" الإخبارية بقناة الجزيرة، والتي تعد الأولى لمسؤول بهذا المستوى منذ اتفاق المصالحة بين رباعي عربي بينه القاهرة مع الدوحة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأشار غانم إلى أن بلاده "شديدة الوضوح وهي تريد اتفاقا قانونيا ملزما (لملء وتشغيل السد) وأبدت في ذلك كل أشكال المرونة".

وأضاف أن العقدة الرئيسية التي تفشل المفاوضات هي عدم وجود رغبة سياسية للجانب الإثيوبي للوصول لاتفاق، وفي كل مرحلة تصل لاتفاق شفوي تتهرب أديس أبابا من التوقيع عليه.

وتابع "عرضنا على إثيوبيا 15 سيناريو، جميعها تفي بمتطلباتها (أديس أبابا) من إنتاج الكهرباء، وفي الوقت نفسه تحول دون حدوث ضرر لدولتي المصب؛ ورغم ذلك رفضت".

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا بشأن تلك الاتهامات، غير أنها تؤكد عادة أن السد لا يلحق ضررا بدولتي المصب مصر والسودان، وتشيده لتوليد كهرباء تحتاجها البلاد.

ونفى غانم في المداخلة الهاتفية ذاتها اتفاق بلاده مع إثيوبيا على جداول لملء السد، قائلا "هذه جزء من أكاذيب إثيوبية، فقد تم مناقشة تلك الجداول المعنية بتحديد الملء والتشغيل (خلال اجتماعات سابقة) ولم نصل لاتفاق بشأنها".

في المقابل، قال وزير الدولة بالخارجية الإثيوبية رضوان حسين، إن "على المجتمع الدولي أن يعرف أن جميع مخاوف السودان بشأن سد النهضة قد تمت معالجتها بشكل مناسب".

وأضاف حسين خلال إحاطة قدمها لسفراء الدول الآسيوية في إثيوبيا، أن مصر ما زالت مستمرة في طرح مطالباتها غير العقلانية بشأن ملف سد النهضة، على حد قوله.

وأشار رضوان إلى أن إثيوبيا تأمل أن تؤدي العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي إلى حل يرضي الجانبين، ويأخذ في الاعتبار رفض البلاد التوقيع على اتفاق يَحرم الأجيال القادمة من حقوقها في التنمية، على حد وصفه.

دور أميركي

وكان السفير المصري لدى واشنطن معتز زهران شدد على أهمية الدور الأميركي في إعادة الروح إلى مفاوضات سد النهضة التي وصفها بالمتعثرة.

وأشار السفير في مقال بمجلة فورين بوليسي إلى أن بإمكان إدارة الرئيس جو بايدن أن تقدم حلاًّ ترضاه الأطراف الثلاثة.

وشدد الدبلوماسي المصري على الأضرار البيئية البالغة التي سيخلفها إنشاء السد وعلى النقص المائي الذي ستعاني منه مصر والسودان جراء ذلك.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، مصر والسودان.

في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

وقامت إثيوبيا منتصف يوليو/تموز 2020، بالملء الأول لسد "النهضة"، في إجراء أحادي الجانب، وسط رفض من البلدين.

المصدر : الجزيرة + الأناضول