ذكرى العاشر من رمضان تجدد أمل المصريين في نصر جديد بحرب المياه

صورة1 القاهرة تتخوف من تداعيات سد النهضة على حصتها في مياه النيل-تصوير المراسل- مصر أسوان نهر النيل
مصر تتخوّف من تداعيات سد النهضة الإثيوبي على حصتها في مياه النيل (الجزيرة)

مرت الساعة الثانية والنصف من ظهر الخميس ولم يسمع المصريون النبأ المنتظر بضرب سد النهضة الإثيوبي، كما تمنى البعض أو منّى نفسه بضربة سريعة توقف خطر السد الذي يهدد الأمن المائي للبلد الذي ارتبط حاضره كما تاريخه بنهر النيل.

وتوافق أمس الخميس مع ذكرى موعد عبور الجيش المصري خط بارليف الإسرائيلي الحصين في أول ساعات الحرب التي انطلقت في السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، وهو اليوم الذي وافق العاشر من شهر رمضان عام 1393 لهجرة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

وخلال الأيام الماضية تحدث مغردون عن تمنيات بأن تتوافق ذكرى العاشر من رمضان مع وضع حد لأزمة السد الذي يهدد مستقبل مصر وأمنها القومي.

وما بين شماتة الذين راهنوا على ألا شيء سيحدث، وإحباط الذين تمنوا حدوث ضربة سريعة وخاطفة ومؤثرة، تباينت تغريدات المصريين.

وعلى مدى الأيام الماضية طغى الحديث عن خطر سد النهضة عما عداه من اهتمامات المصريين، خصوصا مع التصريحات المتتابعة لمسؤولين إثيوبيين تكشف عن المضي قدما في الملء الثاني لبحيرة السد دون اعتبار لمطالب دولتي المصب مصر والسودان.

وتحت وسم (#لو_متحركناش_هتخرب)، توالت تغريدات مغردين يطالبون الجيش بسرعة التحرك حتى لا تعطش مصر، وتبور الأراضي الزراعية، منتقدين انصراف الدولة لمشاريع أقل أهمية وعمل اجتماعات لكبار المسؤولين لا تتطرق للقضية الأخطر.

وطالب بعضهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانسحاب من اتفاق المبادئ الذي وقعه عام 2015 ومنح بموجبه إثيوبيا الحق رسميا في بناء السد، بعد أن كانت الاتفاقيات السابقة هي الضامنة لحقوق مصر في نصيبها من مياه النهر.

وبلغ الأمر بمغردين حد كتابة صيغة متخيلة لبيان القوات المسلحة رقم واحد الذي سيذاع عقب الضربة.

 

في المقابل شارك في الوسم مغردون معارضون للنظام الحالي، ذهبوا لمدى أبعد مطالبين بأن يكون التحرك ضد النظام نفسه، بدعوى أن وجوده على رأس السلطة يمنع تحرك الجيش لضرب السد، واتهموا النظام بأنه يراعي مصالح حلفائه الداعمين لبناء السد.

على الجانب الآخر، بدا أن هناك طرفا يريد لهذا الحماس أن ينطفئ، بدعوى أن السد سينهار من تلقاء ذاته نتاج وجود صراعات مسلحة على أطرافه، ولذلك "فلا داعي للقلق والدعوة للحرب أصلا"، فضلا عن وجود بدائل عدة لنهر النيل.

وسخر مغردون من هذه الأمنيات ومن دعوة البعض للقوات المسلحة بالتحرك، مؤكدين أنه لا مؤشرات إيجابية على ذلك، بل إن تصريحات المسؤولين تؤكد عكس هذه التمنيات.

 

 

وفشلت مفاوضات مصر وإثيوبيا والسودان بخصوص طريقة ملء وتشغيل السد، حيث تمسك الجانب الإثيوبي بوجهة نظره، ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأربعاء، لعقد اجتماع للاتحاد الأفريقي لإنهاء أزمة المحادثات التي توقفت الأسبوع الماضي في الكونغو دون نتائج.

وأضاف آبي أحمد "إذا تفاوضت الأطراف بحسن نية، فإن النتائج في متناول أيدينا"، معتبرا أن بلاده "ما زالت تعتقد أن أفضل طريقة للمضي قدمًا هي مواصلة المفاوضات الثلاثية في إطار العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين".

وتأتي رسالة آبي أحمد بعد بضعة أيام من هجوم إثيوبيا على كل من مصر والسودان في رسالة إلى مجلس الأمن، متهمة البلدين برفض تقديم تنازلات وخوض مفاوضات بحسن النية حول حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وتطالب مصر والسودان بإشراك آلية وساطة رباعية دولية، تضم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في المفاوضات المتعثرة الخاصة بسد النهضة، وهو ما ترفضه إثيوبيا.

وفي سياق متصل، يقوم وزير الخارجية المصري سامح شكري، منذ أيام بجولة أفريقية تشمل كينيا وجز القمر وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية والسنغال وتونس حاملاً رسائل خاصة من السيسي، لشرح تطورات ملف سد النهضة ودعم مسار التوصل لاتفاق قانوني مُلزم.

وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها المائية التي تقدَّر بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها في تلبية احتياجاتها بأكثر من 90%. وحذّر الرئيس السيسي قبل أسابيع من المساس بمياه النيل، مؤكدًا أن "جميع الخيارات مطروحة".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي