بعد مواجهات عنيفة.. الاحتلال يعزز انتشاره بالقدس ويعرقل وصول الفلسطينيين للأقصى

مسنة فلسطينية أمام أحد حواجز الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية (وكالة الأناضول)

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدادا كبيرة من الفلسطينيين من عبور الحواجز العسكرية إلى مدينة القدس المحتلة لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأقصى.

وعززت قوات الاحتلال وجودها في القدس الشرقية ومحيط المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد يوم من مواجهة دامية بين الشباب الفلسطينيين من جهة، وعشرات المستوطنين تدعمهم قوات الاحتلال من جهة أخرى.

وقال فلسطينيون إن قوات الاحتلال المنتشرة على الحواجز تطلب من الفلسطينيين الحصول على جرعتي التطعيم ضد فيروس كورونا وتصريح دخول إلى مدينة القدس كشرط لعبورهم.

ولا تتوفر كميات كافية من اللقاحات في الضفة الغربية، حيث يقتصر التطعيم على أصحاب الأمراض المزمنة ومن هم فوق سن الـ60، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وشهد حاجز قلنديا العسكري شمال مدينة القدس حركة نشطة من قبل الفلسطينيين مع ساعات الفجر الأولى، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح إلا بدخول أعداد قليلة.

ويقتصر أداء الصلوات في المسجد الأقصى على سكان مدينة القدس الشرقية، والمناطق العربية في إسرائيل، ولأعداد محدودة من فلسطينيي الضفة وغزة الحاصلين على تصاريح خاصة.

مواجهات دامية

وفي سياق متصل، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية اليوم الجمعة أنه تم اعتقال قرابة 50 شابا فلسطينيا من القدس المحتلة خلال المواجهات التي اندلعت أمس الخميس في محيط البلدة القديمة بالقدس.

واندلعت المواجهات بعد اعتداء مستوطنين وقوات الاحتلال على المصلين عقب انتهاء صلاة التراويح واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى، في حين ادعت شرطة الاحتلال أن نحو 20 من أفرادها أصيبوا بجروح، وأنها اعتقلت 50 شخصا من الجانبين.

وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن "جنود الاحتلال الإسرائيلي اعتدوا على عشرات الفلسطينيين في مناطق باب العامود والمصرارة وباب الساهرة في القدس المحتلة".

وأكد الهلال الأحمر أن الشرطة أطلقت الغاز المدمع والرصاص المطاطي على الفلسطينيين، مما أدى لإصابة 105، نقل 30 منهم إلى مستشفيات القدس لتلقي العلاج.

وتشهد مدينة القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة منذ بداية شهر رمضان الجاري مناوشات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.

تنديد فلسطيني

بدورها، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب، وبحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وناشدت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) المجتمع الدولي لحماية أبناء شعبنا في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن "مدينة القدس لا يمكن أن تخضع للاحتلال وسياسته الفاشية".

وأكد هنية أن ما يجري في المدينة المقدسة الآن هو تأكيد على عروبة وإسلامية وفلسطينية هذه المدينة.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ إن "ما يجري في القدس من تصد بطولي للمستوطنين هو معركة السيادة والإصرار على فلسطينية عاصمتنا الأبدية".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه على تويتر أن هذه هي المعركة الحقيقية في الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا.

مخططات إسرائيلية

بدورها، حذرت مؤسسة القدس الدولية اليوم من أن استهداف الشباب المقدسيين في منطقة باب العامود يأتي في سياق مخطط إسرائيلي لتغيير وجه الحي جذريا، مما يجعله منطقة محاصرة عسكريا عبر الحواجز ونقاط المراقبة الإسرائيلية، وغير مؤهلة لاستيعاب تجمعات الشبان المقدسيين.

وأضافت المؤسسة في بيان رسمي أن منظمات المعبد اليهودية تحرض المستوطنين المتطرفين على تنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى في 28 رمضان الجاري بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" بالتقويم العبري.

ودعت لأن يكون باب العامود عنوانا لهبة مقدسية جديدة تمنع الاحتلال من فرض سيطرته على منطقة الباب، وتتصدى لاقتحام المستوطنين للأقصى في 28 رمضان الجاري.

واستغربت المؤسسة التفاعل الضعيف جدا من جهة القوى والفصائل الفلسطينية، والذي يحمل رسائل سلبية جدا تتلخص بأن القدس هي الحاضر قولا والغائب فعلا في برامج هذه القوى والفصائل.

ويعتبر باب العامود أو باب دمشق من أهم وأجمل أبواب مدينة القدس المحتلة، ويكتسب أهميته كونه المدخل الرئيسي للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق.

ويقع في الجهة الشمالية من السور المحيط بالبلدة القديمة في القدس عند بداية انحدار الوادي الذي يقطع البلدة القديمة من الشمال إلى الجنوب، والذي يعرف حاليا عند أهل القدس باسم طريق الواد.

المصدر : الجزيرة + وكالات