ماذا تفعل الشرطة المصرية بأسر المتهمين؟.. مسلسل "الاختيار 2" يواصل إثارة الجدل

ناشطون اتهموا مسلسل الاختيار بمحاولة تزوير التاريخ عبر الدراما (مواقع التواصل)
ناشطون اتهموا مسلسل الاختيار بمحاولة تزوير التاريخ عبر الدراما (مواقع التواصل)

من جديد عاد مسلسل "الاختيار 2" ليثير ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وذلك بعد مشهد لأحد أبطال المسلسل نفى فيه قيام الشرطة المصرية باستهداف أُسر المتهمين والمطلوبين، وهو ما أثار موجة واسعة من الغضب الممزوج بالسخرية.

وفي هذا المشهد ظهرت إحدى المتهمات وهي تطلب من ضابط أمن الدولة -الذي يقوم بدوره النجم كريم عبد العزيز- أن يعدها بعدم حدوث مكروه لأسرتها، فتقول له "إوعدني الأول أبويا وأمي وإخواتي ميحصلهمش حاجة"، فكان رد ضابط أمن الدولة "احنا مالنا ومال أهلك.. إحنا بنحاسب اللي بيغلط بس إنما أهلك في عينينا ونحميهم كمان".

المشهد أثار غضب وسخرية المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الحوادث المتكررة للقبض على أسر معتقلين أو مطلوبين للضغط عليهم لتسليم أنفسهم، أو التوقف عن أنشطة لا ترغب فيها السلطة المصرية.

وتبارى ناشطون بمواقع التواصل في ذكر نماذج شهيرة أبرزها علا ابنة العلامة يوسف القرضاوي، وزوجها حسام خلف القابعَين في السجن منذ ما يقرب من 4 أعوام، فيما يبدو انتقاما من الشيخ القرضاوي الذي يناصبه النظام المصري العداء.

وتضمنت الأمثلة أيضا ابنة خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك القبض على أقارب الناشط محمد سلطان، بعد قيامه برفع قضية ضد حازم الببلاوي -رئيس وزراء مصر السابق- أمام القضاء الأميركي، قبل أن تفرج عنهم السلطات المصرية، بالتزامن مع قدوم الرئيس جو بايدن للسلطة في الولايات المتحدة.

ويوجد أمثلة أخرى ذكرها المتابعون؛ منها القبض على أشقاء الإعلاميين المعارضين للضغط عليهم كي يتوقفوا عن انتقاد النظام المصري، وهو ما حدث مع الإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر وسامي كمال الدين وهشام عبد الله، إضافة إلى اليوتيوبر الشهير عبد الله الشريف والحقوقي هيثم أبو خليل الذي تم القبض على شقيقه عمرو أبو خليل استشاري الطب النفسي دون جريرة، وتوفى لاحقا في السجن.

كما قام عدد من الشباب والنشطاء -الذين تم القبض على أفراد أسرهم- بنشر المشهد مقترنا بحكايات اعتقال أشخاص من ذويهم، وتلفيق التهم لهم، بسبب نشاطهم المعارض للنظام المصري.

 

 

 

 

 

 

 

وعبّر ناشطون عن اعتقادهم بأن النظام المصري استهدف من إنتاج الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار" تزييف التاريخ وشيطنة المعارضة وتغيير الصورة الذهنية عن الجيش والشرطة، وتعزيز سلطة النظام في ظل مؤشرات حول تراجع شعبيته.

وتلقى بطل المسلسل كريم عبد العزيز جانبا كبيرا من هجوم مواقع التواصل، حيث تداول نشطاء مشهدا سابقا له في مسلسل "الهروب" -الذي تم إنتاجه في أعقاب ثورة يناير- تحدث فيه بلسان المظلومين الذين يواجهون ضابط أمن الدولة، وعدّد فيه المظالم التي يتعرض لها المواطنون في مواجهة ظلم الجهاز الأمني.

 

 

 

 

 

 

جدير بالذكر أن مسلسل "الاختيار 2" يذاع على عدد من القنوات الفضائية المصرية والعربية، وهو من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية "سينرجي"(Synergy) التي تعد بمثابة الذراع الإعلامي للمخابرات المصرية.

وقد أثار المسلسل جدلا كبيرا في مصر واعتبره كثير من المتابعين والنشطاء محاولة لتغيير التاريخ وتزويره عن طريق الدراما عبر ترسيخ روايات غير حقيقية لعدة أحداث؛ من بينها الفض الدموي لاعتصام ميدان رابعة العدوية في أغسطس/آب 2013 وما أعقبه من أحداث.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي