اليمن.. أميركا تسعى لوقف القتال في مأرب وهجوم حوثي جديد على السعودية

المساعد الاقتصادي لقائد فيلق القدس الإيراني رستم قاسمي أقر بوجود عدد ممن وصفهم بالخبراء الإيرانيين في اليمن لتقديم الاستشارات للحوثيين

Tribal fighter loyal to Yemen's government walks past an army tank at a position during fighting atainst Houthi rebels in an area between Yemen's northern provoices of al-Jawf and Marib
قوات الجيش اليمني مسنودة برجال القبائل تواجه الهجوم الحوثي المتصاعد على مأرب (رويترز)

أكدت الولايات المتحدة الأميركية، أن إنهاء هجوم الحوثيين على مدينة مأرب (شرقي اليمن) يمثل أولوية إنسانية عاجلة، بينما شنت الجماعة هجوما جديدا على الأراضي السعودية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة نشرها حساب المكتب الإعلامي للوزارة على "تويتر" الأربعاء، "تدعم الولايات المتحدة دعوة مجلس الأمن الدولي الحوثيين لإنهاء الهجوم على مأرب، فهو أمر يمثل أولوية إنسانية عاجلة، لأنه يهدد مليون نازح داخل اليمن".

والسبت، أدان مجلس الأمن في جلسة خاصة لمناقشة الأزمة اليمنية التصعيد المستمر في مدينة مأرب، معتبرا أنه يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد جهود التسوية السياسية، ويعرض أكثر من مليون نازح لخطر جسيم.

ومنذ فبراير/شباط الماضي، صعّد الحوثيون هجماتهم في مأرب من أجل السيطرة عليها، كونها تعد أهم معاقل الحكومة اليمنية، والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

كما دعا برايس، إلى السماح بدخول شحنات الوقود إلى اليمن بشكل منتظم لتجنب حدوث المزيد من الكوارث الإنسانية، دون مزيد من التفاصيل.

وتعاني المناطق الخاضعة للحوثيين من حين لآخر شحا كبيرا في الوقود، في حين تتهم الجماعة كلا من التحالف العربي والحكومة اليمنية باحتجاز السفن النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة.

وتشترط الحكومة اليمنية أن يتم إيداع كافة إيرادات السفن الداخلة إلى ميناء الحديدة في حساب لا يخضع لسيطرة الحوثيين واستخدامها في تسليم رواتب الموظفين بعموم اليمن.

هجوم حوثي

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام سعودية بأن الدفاعات الجوية السعودية ‏اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون تجاه منطقة خميس مشيط، دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.

من جهته، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إنه تم تنفيذ عملية هجومية على قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط السعودية بطائرة مسيرة استهدفت موقعا عسكريا مهما، حسب تعبيره.

بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص باليمن تيموثي ليندركينغ، إن هناك حوالي 70 ألف مواطن أميركي يعيشون في السعودية و"أخشى ما نخشاه أن يُقتل أميركيون في هجوم حوثي".

وأبلغ ليندركينغ جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أن إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة، من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على صقل برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ.

وأكد أن السعودية والحكومة اليمنية أعلنتا دعمهما لوقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، وهناك الآن قبول أكبر بأنه سيكون للحوثيين دور بارز في الحكومة بعد الصراع.

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على السعودية والحكومة اليمنية للتأكد من اتخاذهما الخطوات الضرورية لإنهاء الصراع بطريقة مسؤولة وتخفيف الأزمة الإنسانية، كما شدد على الحاجة إلى مزيد من العمل لدفع الحوثيين إلى وضع أسلحتهم والتنازل من أجل إحلال السلام.

ورحب المبعوث الأميركي الخاص لليمن بأداء إيران دورا بنّاءً في حل الصراع في اليمن، إذا كانت على استعداد للقيام بهذا الدور، مؤكدا أنه لم ير أي مؤشر على أداء إيران لهذا الدور بعد.

دعم إيراني

وفي سياق متصل، قال المساعد الاقتصادي لقائد فيلق القدس الإيراني رستم قاسمي إن "عددا ممن وصفهم بالخبراء الإيرانيين موجودون في اليمن لتقديم الاستشارات".

وفي تصريحات للتلفزيون الروسي، نفى قاسمي تقديم أي سلاح للحوثيين في الوقت الحالي.

وردا على هذه التصريحات، قال وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، إن التصريحات تعيد تسليط الضوء على الدور الإيراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، على حد وصفه.

وأضاف في تغريدة على تويتر، أن اعترافات قيادات النظام الإيراني الواضحة بدور طهران في الانقلاب، وعن تقديمها دعما عسكريا لمليشيا الحوثي، وانخراطِها في القتال إلى جانب الحوثيين على الأرض، كل هذا انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتحد سافر لإرادة المجتمع الدولي.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات