سد النهضة.. إثيوبيا تدعو مجلس الأمن للضغط على مصر والسودان للعودة للتفاوض والقاهرة تتهمها بالمغالطة

نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين (رويترز)

دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى حث مصر والسودان على العودة إلى المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، واحترام المسار الذي يقوده الاتحاد الأفريقي، في حين اتهمت مصر إثيوبيا بالمغالطة وانتهاج سياسة الأمر الواقع.

وقال المسؤول الإثيوبي في رسالة إلى الرئيس الحالي للمجلس إن هذا المسار حظي بالدعم الكامل من مجلس الأمن على أساس مبادئ التكامل، لإيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية.

واتهم ميكونين مصر والسودان بأنهما لا يتفاوضان بحسن نية، وليسا مستعدين لتقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين.

وأضاف أن البلدين اختارا "إفشال" المفاوضات و"تدويل" القضية لممارسة ضغط لا داعي له على إثيوبيا، حسب تعبيره.

اتهامات مصرية

من جانبها، اتهمت وزارة الري المصرية، إثيوبيا بتقديم مغالطات كبيرة بشأن تصريف نهر النيل والتعبئة الثانية لسد النهضة.

واعتبرت الوزارة المصرية في بيان أن "الإجراءات الإثيوبية الأحادية من شأنها إحداث ضرر بدولتي المصب".

كما أكدت أن شروع الجانب الإثيوبي في بدء عملية التعبئة "هو استمرار للنهج المتبع بفرض سياسة الأمر الواقع".

وحذرت وزارة الري المصرية، أمس الاثنين، من معاناة ووضع سيزداد سوءا مع الملء الثاني للسد الإثيوبي حال ورود فيضان منخفض.

وأشارت الوزارة إلى ما قالت إنها مغالطات كبيرة تقدمها إثيوبيا بشأن تصريف نهر النيل والتعبئة الثانية للسد، معتبرة أن حديث نظيرتها الإثيوبية، بأن المخارج المنخفضة، وهما فتحتان، قادرة على إمرار متوسط تصرفات النيل الأزرق، هو ادعاء غير صحيح.

وأكدت أن القدرة الحالية للتصرف لا تتعدى 50 مليون متر مكعب كل يوم لكلتا الفتحتين، وهي كمية لا تفي باحتياجات دولتي المصب (مصر والسودان)، ولا تكافئ متوسط تصرفات النيل الأزرق.

جولة أفريقية

وفيما يبدو محاولة مصرية لشرح موقف بلاده لبعض الأطراف الأفريقية؛ بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري من كينيا جولة أفريقية، حيث سلم رسالة من الرئيس المصري لنظيره الكيني.

وقالت الخارجية المصرية إن الرسالة تضمنت موقف القاهرة إزاء مفاوضات سد النهضة، بناء على مخرجات اجتماعات كينشاسا مطلع الشهر الجاري.

وبعد كينيا، انتقل وزير الخارجية المصري إلى موروني عاصمة جزر القمر حيث التقى نظيره القمري ظهير ذو الكمال.

وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، قالت في وقت سابق إن موقف بلادها الثابت يتمثل في ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة، وأبلغت الخرطوم مجلس الأمن الدولي بشأن التعقيدات التي تمر بها مفاوضات السد.

وبينما تصر إثيوبيا على ملء ثان لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد مع مصر والسودان، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق حول الملء والتشغيل يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

وعلى مدار 10 سنوات تجري الدول الثلاث مفاوضات متعثرة، ويرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

المصدر : الجزيرة