نيويورك تايمز: الدانمارك أول دولة بالاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من حق اللجوء

A group of refugees and migrants who were walking north stand on the highway in southern Denmark on Wednesday, Sept. 9, 2015. The migrants have crossed the border from Germany, and after staying at a local school, they say they are now making their way to Sweden, to seek asylum. (Ernst van Norde/Polfoto via AP) DENMARK OUT
لاجئون ومهاجرون يسيرون على طريق سريع جنوبي الدانمارك في 2015 لعبور الحدود مع ألمانيا (أسوشيتد برس)

أوردت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية أن الدانمارك أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم اللاجئين السوريين من حق اللجوء، حتى مع استمرار حالة الانهيار في سوريا.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الدانمارك تفعل ذلك رغم وصف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة معظم المناطق في سوريا بأنها غير مستقرة بما يكفي لاعتبارها آمنة للعائدين.

وأوضحت أن من بين الذين طُلب منهم المغادرة طلاب مدارس ثانوية وجامعات وسائقو شاحنات وموظفو مصانع وأصحاب متاجر ومتطوعون في المنظمات غير الحكومية، وأشارت إلى أن هؤلاء جميعهم معرضون لخطر اقتلاعهم من بلد بنوا فيه حياة جديدة.

ونقلت الصحيفة عن لاجئين سوريين في الدانمارك قولهم إن العودة إلى وطنهم ليست خيارا، كما أن المنظمات الحقوقية حذرت من أن هذه السياسة ستمزق بعض العائلات.

إحدى الحالات

وسجل تقرير الصحيفة حالة إحدى اللاجئات السوريات بالدانمارك، واسمها غالية العاصي (27 عاما)، وأوضحت أنها بدأت لتوّها دراسة الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية في الجامعة التقنية في الدانمارك عندما استدعتها خدمات الهجرة بالبلاد في فبراير/شباط الماضي لإجراء مقابلة معها.

وذكر التقرير أن المقابلة مع العاصي استمرت 5 ساعات، سألها موظفو الهجرة خلالها عن كفاءتها في اللغة الدانماركية التي تتحدثها بطلاقة، واستفسروا عن مدى اندماجها في الدانمارك، حيث تعيش مع أسرتها منذ فرارها من سوريا عام 2015.

وقال موظف الهجرة للعاصي خلال المقابلة إن الوضع الأمني ​​في مسقط رأسها دمشق قد تحسّن، وإنه كان من الآمن لها العودة إلى سوريا. وفقدت العاصي حقها في العيش في الدانمارك، حتى مع بقاء إخوتها الأربعة ووالديها، ولم يكن لديها مكان آخر تذهب إليه.

ومضى التقرير يقول إنه منذ أن أعلنت خدمات الهجرة الدانماركية في عام 2019 أنها تعتبر دمشق والمناطق المحيطة بها آمنة، راجعت تصاريح الإقامة لنحو 1250 سوريا، وألغت حتى الآن أو لم تمدد تصاريح الإقامة لأكثر من 250 منهم.

دنماركيون يرفعون لافتة " أوقفوا الترحيل القسري" في ساحة بلدية كوبنهاغن
دانماركيون يرفعون لافتة مكتوب عليها "أوقفوا الترحيل القسري" في ساحة بلدية كوبنهاغن (الفرنسية)

الأحدث في سلسلة من الإجراءات

وأضاف أن معظم السوريين البالغ عددهم 34 ألفا الذين حصلوا على تصاريح إقامة في الدانمارك منذ بدء الحرب في بلادهم عام 2011، لم تتم مراجعة إقاماتهم، ومع ذلك فإن التحرك لتجريد المئات من وضعهم القانوني هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الدانمارك والتي تقول جماعات حقوقية إنها استهدفت المهاجرين والأقليات.

وكانت السلطات الدانماركية قد أجرت تعديلات في الجهاز القانوني في البلاد بشأن الهجرة، وحولت أولوية سياسة الهجرة من الاندماج إلى العودة السريعة للاجئين إلى بلدانهم الأصلية. وفقد مئات اللاجئين الصوماليين تصاريح إقاماتهم بعد أن اعتبرت الدانمارك أن الصومال آمن للعودة إليه.

ونسبت نيويورك تايمز إلى بير موريتسين الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة آرهوس بالدانمارك قوله إن كوبنهاغن شددت موقفها بشأن الهجرة في السنوات الأخيرة لتجنب خسارة الأصوات لصالح اليمين، قائلا إنها معضلة واجهتها العديد من أحزاب يسار الوسط في جميع أنحاء أوروبا.

منع اللجوء

وذكر تقرير الصحيفة أن العام الماضي شهد تجاوز عدد اللاجئين المغادرين عدد الوافدين، في الوقت الذي تعهدت فيه رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن بتحقيق سياسة حكومته التي تهدف إلى "عدم وجود أي طالب للجوء".

وقالت وزيرة الهجرة ماتياس تسفاي إن الدانمارك كانت "صادقة منذ اليوم الأول مع اللاجئين السوريين وأوضحت لهم أن تصاريح إقاماتهم مؤقتة".

وقالت ميشالا بنديكسن المنسقة الدانماركية في منظمة "الترحيب باللاجئين"، وهي منظمة غير ربحية، إن هذه السياسة تهدد بتمزيق العائلات السورية، وإن الهدف الوحيد منها هو جعل الدانمارك آخر مكان يتم اختياره من قبل طلاب اللجوء.

إلى مراكز المغادرة

وأوضحت نيويورك تايمز أنه نظرا إلى أن الدانمارك ليس لديها علاقات دبلوماسية مع حكومة بشار الأسد، فلا يمكن للسلطات ترحيل اللاجئين قسرا، ونظرا إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين غير مستعدين للعودة طواعية، فمن المرجح أن يتم إرسال من يخسرون استئنافاتهم إلى مراكز المغادرة.

وذكر التقرير أن السلطات الدانماركية لم ترد على أسئلة حول سبب تطبيق هذه السياسة على السوريين، وعدد الذين تم إرسالهم إلى مراكز المغادرة.

وتحدثت مجموعات حقوقية عن تهديدات مختلفة للاجئين العائدين، بما في ذلك التجنيد الإجباري للشباب، والاعتقال بناء على الاشتباه في تأييد المعارضة.

المصدر : نيويورك تايمز