أزمة سد النهضة تتعمق.. إثيوبيا تنتقد مصر والسودان إثر رفض عرضها الأخير

FILE PHOTO: Ethiopia's Grand Renaissance Dam is seen as it undergoes construction on the river Nile in Guba Woreda, Benishangul Gumuz Region, Ethiopia, September 26, 2019. REUTERS/Tiksa Negeri/File Photo
إثيوبيا دعت مصر والسودان إلى ترشيح مشغلي السدود لديهما من أجل تبادل المعلومات بشأن سد النهضة (رويترز)

وجهت إثيوبيا انتقادات لكل من مصر والسودان على ضوء التطورات الأخيرة في أزمة سد النهضة، واعتبرت أنها قدمت أكثر ما يمكنها تقديمه لحل الخلاف.

واستنكرت في بيان أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم الاثنين رفض السودان بدء المرحلة الثانية من ملء السد الإثيوبي المقام على النيل الأزرق، مؤكدة أنها عالجت جميع المخاوف التي تثير حفيظة الخرطوم.

وذكر البيان أن أديس أبابا قدمت البيانات والمعلومات الضرورية بهذا الشأن، وقال إن سلامة السد قضية تهم إثيوبيا في المقام الأول.

وأضافت الخارجية الإثيوبية أن المسؤولين السودانيين أشادوا لسنوات بأهمية السد لمنع الفيضانات وتنظيم تدفق المياه للري.

وفي ما يتعلق بمصر، رأت أديس أبابا أن القاهرة لم تعترف بسخاء إثيوبيا وتفهمها لعقد مفاوضات بحسن نية، حسب تعبير البيان.

وقال مدير مكتب الجزيرة في إثيوبيا محمد طه توكل، إن بيان الخارجية الإثيوبية يأتي بعد رفض كل من السودان ومصر العرض الذي قدمته أديس أبابا السبت حيث دعت البلدين رسميا إلى ترشيح مشغلي السدود لديهما، من أجل تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة.

وأشار توكل إلى أن أزمة الثقة بين البلدان الثلاثة تزداد يوما بعد آخر، وقال إن أديس أبابا اعتبرت هذا العرض الذي قدمته تنازلا مهما من جانبها لتجاوز الخلافات.

وقالت وزارة الري السودانية السبت، إن الخرطوم ترى أن تبادل المعلومات إجراء ضروري، لكن العرض الإثيوبي لتبادل المعلومات بالطريقة التي أشارت إليها الرسالة ينطوي على انتقائية مريبة في التعامل مع ما تم الاتفاق عليه.

أما وزارة الري المصرية فرفضت المقترح الإثيوبي، وقالت إن قبوله سيعد بمثابة إقرار بالتعبئة الثانية لسد النهضة.

مباحثات مصرية روسية

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم خلال استقباله في القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحفاظ على "حقوق مصر التاريخية في مياه النيل" يعد "مسألة أمن قومي"، مؤكدا رفض بلاده أي إجراءات أحادية من الجانب الإثيوبي.

وأضاف أن عدم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن تعبئة سد النهضة سيؤثر سلبا على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

من جهته، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن أسفه لتعثر مفاوضات سد النهضة التي يرعاها الاتحاد الأفريقي بسبب ما وصفه بالتعنت الإثيوبي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، قال شكري إن مصر تعول على روسيا لما لها من قدرة على التأثير للحيلولة دون اتخاذ إجراءات أحادية.

من جهته، أكد لافروف ضرورة التوصل إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة بما يحفظ مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وقال إن موسكو ترى أهمية كبرى لدور الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن.

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل، حتى من دون اتفاق، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغة 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليارا للسودان.

المصدر : الجزيرة