مبعوثة الأمم المتحدة تلتقي وفد طالبان بالدوحة وروسيا تدعو لمؤتمر دولي لسلام أفغانستان

التقت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان ديبورا لايونز اليوم الثلاثاء مع وفد حركة طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة، ومن جانبها وجهت روسيا الدعوة للأطراف الأفغانية للمشاركة بمؤتمر يعقد في موسكو هذا الشهر.

وبحسب بعثة الأممية في أفغانستان، فإن لايونز بحثت مع وفد طالبان تسريع المفاوضات المباشرة مع الحكومة للتوصل لتسوية في البلاد.

وأكدت البعثة أن لايونز ستعقد مباحثات مماثلة مع وفد الحكومة الأفغانية، كما ستلتقي المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، ومسؤولين قطريين.

وقالت مصادر دبلوماسية إن مباحثات لايونز هدفها دفع مفاوضات السلام الشامل المتعثرة في أفغانستان.

وحسب ما نقلته وكالة رويترز، فإن هذه الاجتماعات مهمة لأن نتيجتها ستحدد مصير المحادثات التي استمرت عاما في الدوحة، وما إذا كان يتعين مواصلتها أو تعليقها.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتحريك محادثات السلام، المتعثرة بين الطرفين المتحاربين، التي تستضيفها قطر، بما يشمل مقترحات بتشكيل حكومة انتقالية.

وفي الوقت الذي تضغط فيه واشنطن لتسريع مسار التسوية، دخلت روسيا على خط الأزمة موجهة الدعوة للأطراف الأفغانية لمؤتمر يعقد في موسكو هذا الشهر.

مؤتمر في روسيا

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم لجنة المصالحة الأفغانية فريدون خوزون إن الحكومة تلقت دعوة من روسيا لحضور مؤتمر دولي في موسكو يضم عددا من الدول الإقليمية الفاعلة بالملف الأفغاني، إضافة إلى ممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان من أجل بحث مستقبل السلام في البلاد.

كما أكد المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان أن الحركة تلقت دعوة من روسيا لحضور المؤتمر المقرر عقده في 18 مارس/آذار الجاري.

بدورها، أعلنت موسكو أن الاجتماع الدولي بشأن أفغانستان، المزمع عقده في الثامن عشر من هذا الشهر في موسكو، يهدف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات الدوحة.

وأوضح زمير كابولوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان أن الاجتماع يهدف أيضا إلى دفع الأطراف الأفغانية إلى مفاوضات جوهرية، مشيرا إلى مشاركة بلاده والصين والولايات المتحدة وباكستان، بالإضافة إلى وفود من حكومة كابل، وطالبان، والمجلس الأعلى للمصالحة.

2020 Afghanistan Conference, in Geneva
المبعوثة الأممية إلى أفغانستان تجري لقاءات مهمة في الدوحة (رويترز)

محاولات أميركية

وفي ظل عدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام، وتصاعد العنف في أفغانستان، تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى إجماع حول خيارات بديلة مع جميع الأطراف الأفغانية واللاعبين الإقليميين.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس إن بلاده تبحث أفكارا لتسريع المسار التفاوضي في أفغانستان، وتؤمن أن العملية السياسية في جوهرها تبقى بين الأفغان.

وأشار برايس إلى أن الولايات المتحدة لها دور مساند من أجل التوصل لحل سياسي.

ورفض -خلال مؤتمر صحفي الاثنين- التعليق على الرسالة المنسوبة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، بشأن التسوية السياسية للصراع في أفغانستان.

وكشف المتحدث باسم الخارجية عن أن خليل زاد سيبقى في الدوحة بعض الوقت أو وقتا أطول، على حد قوله.

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني إننا أمام ما يمكن اعتباره خطة بايدن لسلام أفغانستان، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الأميركية نشرت تفاصيل هذه الخطة التي من شأنها إنشاء حكومة جديدة مستقلة.

وبيّن أن الولايات المتحدة تسعى إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات، مع تشكيل وحدات أمنية موحدة.

خليل زاد (يسار) أجرى قبل زيارته للدوحة لقاءات بالعاصمة كابل (رويترز)

مسودة الخطة

وقالت وكالة أسوشيتد برس إنها حصلت على مسودة رؤية أعدتها الولايات المتحدة بشأن سلام أفغانستان، تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية بديلة عن الحالية، إلى حين الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات عامة على أساسه.

وبموجب الخطة المقترحة، يمكن خلال الفترة الانتقالية توسيع البرلمان ليشمل أعضاء من طالبان، أو تعليق ذلك إلى ما بعد الانتخابات.

وستتولى تسيير شؤون أفغانستان، خلال الفترة الانتقالية، إدارة يقودها رئيس يجري التوافق عليه من جميع الأطراف.

ووفق الخطة، فإن الحكومة "الوطنية" المقبلة لن توازيها حكومات أو قوات أمن.

وينص المقترح الأميركي على أنه لا يمكن لأفغانستان أن تؤوي من وصفهم بالإرهابيين، أو تسمح بأنشطة على أراضيها تهدد دولا أخرى.

كما تطالب الخطة حركة طالبان بالتخلي عما سمتها الملاذات الآمنة والروابط العسكرية لها بالدول المجاورة.

Afghan security forces inspect near a dead body of a victim after an explosion in Kabul
أعمال العنف في أفغانستان تصاعدت الآونة الأخيرة (رويترز)

تصاعد العنف

ووقعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتفاقا مع طالبان في فبراير/شباط 2020 ينص على انسحاب جميع القوات الدولية من البلاد بحلول الأول من مايو/أيار 2021.

لكن العنف تصاعد، ويقول مسؤولون من حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن بعض شروط الاتفاق، ومنها أن تقطع طالبان صلاتها بجماعات دولية متشددة، لم يتم الوفاء بها، وهو ما تنفيه الحركة.

وقالت الإدارة الأميركية يوم الأحد إن جميع الخيارات ما زالت مطروحة فيما يتعلق بقواتها الباقية في أفغانستان -البالغ قوامها 2500 جندي- وإنها لم تتخذ أي قرارات بشأن التزامها العسكري بعد الأول من مايو/أيار المقبل.

المصدر : الجزيرة + رويترز