أحداث الكابيتول.. تقرير جديد يسلط الضوء على الأسباب وسبل تفادي تكرار ما جرى

Trump supporters storm Capitol building in Washington
العنف والشغب المصاحبان لاقتحام مبنى الكابيتول كانا قد تسببا في مقتل 5 أشخاص (الأناضول)

قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن اقتحام مبنى الكابيتول وما صاحبه من أحداث في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي كان "أمرا صادما" للجميع إلا لفئة من الباحثين كانوا يتابعون عن كثب قصة التضليل المتصاعد بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذين أصدروا مؤخرا تقريرا يساعد على فهم حقيقة ما جرى وكيف يمكن تفاديه مستقبلا.

وذكرت الصحيفة -في افتتاحيتها– أن مجموعة "الشراكة من أجل نزاهة الانتخابات" (Election Integrity Partnership)، وهي إحدى الهيئات الأميركية المهتمة بتعقب ودراسة الدعايات والأخبار المضللة ونظريات المؤامرة على الإنترنت وسعت لربط أزيد من 10 آلاف مركز انتخابي محلي وعلى مستوى الولايات بالوكالات الفدرالية، توصلت إلى فهم التسلسل والأسباب التي أفضت إلى أحداث العنف والشغب خلال اقتحام مبنى الكابيتول.

القصة، كما عكسها التقرير، ببساطة هي أن الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاءه، بما في ذلك المعلقون اليمينيون البارزون في كل من شبكات الأخبار التقليدية والمنصات الرقمية، جعلوا أنصار الرئيس ومؤيديه يتوقعون حدوث "سرقة للانتخابات"، وبعدها جرى نشر هذه الادعاءات المضللة في كل اتجاه وبشتى الطرق والأساليب.

وقام المؤثرون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ببث وقائع هي محض افتراء لتأكيد فرضية السرقة، كما اختلقوا أحيانا أخرى أكاذيب متقنة خاصة بهم، فتردد تدريجيا وبشكل متصاعد صدى هذه "الروايات المصغرة" التي تخدم "الرواية الكبرى" (أي سرقة الانتخابات) على مختلف المنصات.

واستفاد هؤلاء المؤثرون -وفق نتائج التقرير- من خصوصيات كل موقع أو منصة بهدف زيادة نسب الوصول إلى الجماهير، كما تمكنوا من تفادي الحظر أو الإغلاق التام لحساباتهم من خلال استغلال الاختلافات الموجودة بين كل منصة وأخرى في سياسات الاستخدام وطرف تنفيذها.

ورغم أن منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حاولت تعديل سياساتها عندما كانت الانتخابات تأخذ مجراها، فإن ذلك لم يكن كافيا لوقف حملات التضليل والحد من تداعياتها.

بنية حيوية

وتؤكد الصحيفة أنه يتوجب من الآن فصاعدا على الحكومة الفدرالية أن تتعامل مع منظومة الإعلام الإلكتروني ومنصات التواصل كبنية تحتية حيوية من خلال توضيح أدوار ومسؤوليات كل طرف عبر وكالاتها المختلفة لحماية الخطاب المرتبط بالانتخابات وإصدار تقييمات لحجم التهديدات المحتملة.

وسيشمل هذا المجهود أيضا التنسيق مع المنصات وفيما بينها، ومع مسؤولي الولايات والمسؤولين المحليين الذين يجب عليهم أن يهتموا بشكل أكبر بتحسين مستوى التواصل مع الناخبين بشأن مسار بطاقات الاقتراع الخاصة بهم.

ويشير تقرير مجموعة "الشراكة من أجل نزاهة الانتخابات" إلى أنه على الرغم من كل الجهود التي ستبذل، فإنه لن يكون ممكنا تخليص المجتمع الأميركي من المعلومات السيئة والمضللة، لكن بالإمكان بدلا من ذلك بناء "قدرة على التحمل" بحيث يستطيع المجتمع في المرات المقبلة تجريد "مثيري الفتنة والقلاقل" من كل أسلحتهم من خلال التوقع والوقاية والرصد والفضح والتخطيط الجماعي المسبق.

المصدر : واشنطن بوست