تهدئة أوروبية أميركية وإيران تعلن: لن نعود للتفاوض مجددا بشأن البرنامج النووي

قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن إيران رحبت ببذل مزيد من الجهود لتوضيح القضايا العالقة بشأن ملفها النووي.

Groundbreaking ceremony of Bushehr Nuclear Power Plant- - BUSHEHR, IRAN - NOVEMBER 10: The groundbreaking ceremony of Bushehr Nuclear Power Plant, held in Bushehr, Iran on November 10, 2019. Construction works continue at the site.
إيران تشدد على سلمية برنامجها النووي وتنفي سعيها لامتلاك قنبلة ذرية (وكالة الأناضول)

اتخذت الولايات المتحدة والدول الأوروبية خطوة في اتجاه وقف التصعيد مع إيران بشأن الملف النووي، في حين شددت طهران على أنها لن تعود للتفاوض من جديد بشأن الملف.

وقد قرّر الأوروبيون التخلي عن طرح مشروع قرار ينتقد إيران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مسعى لاستمالة طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وكان هذا المشروع الذي تقف وراءه ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والمدعوم من الولايات المتحدة، يندد بقرار إيران تقليص عمليات التفتيش المرتبطة ببرنامجها النووي.

وقال مصدر فرنسي إن الدول المعنية قررت تعليق القرار في وقت متأخر من يوم الأربعاء، مشيرا إلى "مؤشرات مشجّعة" من جانب الإيرانيين.

ما تريده واشنطن

وقد رحبت واشنطن بنتائج اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني، وقالت إن تخلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن مشروع قرار لإدانة طهران في الوكالة جاء بدعم أميركي.

ومع تراجع التوتر إثر هذه الخطوة، قالت الخارجية الأميركية إنها تتطلع باهتمام كبير إلى رغبة إيران في المشاركة بعملية تفاوضية ملموسة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة جادة بشأن وضع قيود تمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.

وأشارت الوزارة إلى أنها قدمت عرضا قبله الأوروبيون للانخراط في مفاوضات مع الإيرانيين في إطار مجموعة 5+1.

وقالت الولايات المتحدة في بيان أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة إنه يتعين على طهران أن تبدد مخاوف الوكالة بشكل نهائي وموثوق بشأن جزيئات اليورانيوم.

ورأت أن إيران حصلت على فرصة لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل للمجلس.

وأضاف البيان أن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب، وستعمل على غرار جميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة على تقييم وجهات النظر بشأن الخطوات التالية بناء على الموقف الإيراني.

من جهته، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن إيران رحبت ببذل مزيد من الجهود لتوضيح القضايا العالقة بشأن ملفها النووي.

وصرح غروسي في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة النمساوية فيينا (مقر الوكالة) بأن إيران قبلت مبادرة للمشاركة في جهود محددة ومنتظمة لتوضيح أمور عالقة، مثل جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في منشآت إيرانية قديمة.

وأضاف أن اللقاءات الفنية بهذا الشأن ستبدأ في إيران مطلع أبريل/نيسان المقبل.

مطالب إيران

في السياق نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) عن دبلوماسيين قولهم إن طهران تريد الاتفاق على خطوات مسبقة مع واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي.

وذكرت المصادر نفسها أن إيران تريد التأكد من أن أي اجتماع بهذا الخصوص سيسفر عن خطوات أولية لتخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وفي وقت سابق، قالت الخارجية الإيرانية إن التحركات الدبلوماسية أدت إلى سحب مشروع قرار إدانة إيران في الوكالة.

 وأعربت عن أملها في أن تستفيد كل الأطراف من هذه الفرصة للتعاون وضمان تنفيذ الاتفاق النووي من قبل الجميع.

ورأت أن هذا التطور سيحافظ على الدبلوماسية، وسيهيئ الظروف لعودة كل الأطراف إلى التزاماتها.

وفي السياق نفسه، قال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي إن "بصيص أمل يلوح في الأفق" بفضل المشاورات المكثفة لتفادي أي توتر غير ضروري، حسب تعبيره.

لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن طريق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي واضح، وإنه لا حاجة لإعادة التفاوض مجددا إذا توفرت الإرادة لدى الإدارة الأميركية.

وأضاف روحاني في تصريحاته -خلال اجتماع القمة الـ14 لزعماء منظمة التعاون الاقتصادي المنعقد عبر الفيديو- أن بلاده سترد على أي خطوة من جانب الولايات المتحدة بخطوة مكافئة.

وأكد أن واشنطن انتهكت الاتفاق، وعليها أن تعود إليه بخطوات عملية، وأن ترفع جميع العقوبات.

وعلى تويتر كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد "متمسكون بالاتفاق النووي ولن نعود للتفاوض بشأنه".

ودعا ظريف إلى التوقف "عما فعلته الأطراف المعنية بين 2003 و2012 دون جدوى" والبدء في تنفيذ الاتفاق النووي.

أطراف أخرى

في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، جرى خلاله استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر تطورات المنطقة لا سيما في إيران.

ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إنهاء العقوبات المفروضة من جانب واحد على إيران وعودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي سيسهمان في تحقيق الرخاء والاستقرار الاقتصادي بالمنطقة.

أما مندوب روسيا لدى الوكالة ميخائيل أوليانوف فقال إن سحب الدول الأوروبية قرارها ضد إيران منع التصعيد، مضيفا أن الوقت الآن للدبلوماسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات