ستراتفور: موزمبيق بحاجة لمساعدة عسكرية خارجية لمواجهة هجمات تنظيم الدولة

A Dyck Advisory Group helicopter lands in Palma
مروحية داعمة للقوات الحكومية تهبط في مدينة بالما أمس الثلاثاء (رويترز)

أورد تقرير لموقع "ستراتفور" (Stratfor) الأميركي أن هجمات تنظيم "أهل السنة والجماعة" بموزمبيق التابع لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة بالما (شمال البلاد) تعرّض صناعة الغاز الطبيعي المسال فيها للخطر وكذلك مستقبلها المالي، وأن البلاد بحاجة لمساعدة عسكرية إقليمية أو دولية لمواجهة التنظيم.

وكانت الحكومة الموزمبيقية أكدت أن التنظيم المسلح قتل خلال هجوم أخير له وقع خلال الفترة بين 24 إلى 28 من الشهر الجاري على بالما عشرات المدنيين، واستولى على المدينة.

وتقع بالما في منطقة تقود فيها شركة "توتال" (Total) مشروعا استثماريا قرب مصنعها للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة أفونجي، وقد توقف المشروع في يناير/كانون الثاني الماضي بسبب التوترات الأمنية وتصاعد حركة التمرد في محافظة كابو دلغادو (شمالي موزمبيق).

الهجوم الأخطر حتى اليوم

وذكر الموقع في تقرير له أنه بدون حدوث تحسن كبير في البيئة الأمنية، سيتم تأخير أو تعليق خطط الاستثمار المستقبلية في الغاز الطبيعي المسال، خاصة أن بالما تقع على بعد 10 كيلومترات فقط من موقع توتال للغاز الطبيعي المسال، وهو الهجوم الأكبر وربما الأفضل تنظيما من قبل "أهل السنة والجماعة" حتى الآن.

وأضاف أن الهجوم كان معقدا، وشارك فيه مئات المسلحين، كما كان على مستوى عال من التخطيط العملياتي على غرار الاستيلاء في أغسطس/آب الماضي على بلدة موكيمبوا دا برايا القريبة، والتي ما تزال تحت سيطرة المجموعة المسلحة.

وأدى الهجوم على بالما إلى فرار نصف سكان المدينة البالغ عددهم 75 ألف نسمة، ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن ما بين 40 و50 أجنبيا لقوا حتفهم خلال الهجوم، مما يجعله الأكثر دموية على الأجانب في موزمبيق.

توقعات بازدياد الهجمات الشهر المقبل

وقال الموقع إنه يبدو أن المجموعة المسلحة تركز عملياتها بالقرب من موقع توتال للغاز، ومن المرجّح أن تزداد وتيرة الهجمات بعد انتهاء موسم الأمطار في أبريل/نيسان، خاصة إذا استمرت الجماعة في السيطرة على بالما، وسيكون تعطيل صناعة الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق بمثابة دعاية كبيرة لتنظيم "أهل السنة والجماعة" والدولة الإسلامية.

موزمبيق 1600
موزمبيق 1600 (الجزيرة)

وكان تنظيم "أهل السنة والجماعة" قد نفذ في ديسمبر/كانون الأول الماضي 6 هجمات قرب موقع الغاز الطبيعي المسال، كما استمرت في يناير/كانون الثاني.

ورغم أن الحكومة الموزمبيقية تقول إن عملياتها لمكافحة التمرد تمضي بشكل جيّد؛ إلا أن الهجوم الناجح الأخير على بالما يشير إلى أن القدرة التنفيذية للجماعة لم تتآكل.

واستمر الموقع بقول إن تأثير هذه الهجمات على صناعة الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، والعدد الكبير من الرعايا الأجانب، الذين قُتلوا سيؤدي إلى زيادة الضغط على رئيس الموزمبيق، فيليبي نيوسي، لقبول دعم أجنبي أكبر لمواجهة تقدم المجموعة.

حاجة للتدخل الخارجي

وفي حال عدم قبول مثل هذا الدعم، من غير المرجح أن يتحسن الوضع الأمني، ويبدو أن إستراتيجية موزمبيق (وتوتال) الحالية غير كافية للتعامل مع الأزمة الأمنية.

ومن المحتمل، يقول الموقع، أن تحتاج موزمبيق إلى مساعدات خارجية كبيرة وتدريب وربما حتى تدخل إقليمي من أجل احتواء التهديد المتزايد، على الرغم من أن الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي قد صاغت خططا لنشر لوائها الاحتياطي الموجود في حالة استعداد بشكل مستمر.

وأضاف أن الرئيس نيوسي لم يدعم مثل هذه الخطط علنا، ولم يظهر في الاجتماعات الأمنية للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي عندما حضر رؤساء الدول الآخرون، وكان مترددا في قبول تدخل متعدد الأطراف بشأن مخاوف السيادة؛ مما يدل على أنه لا يضع هذه الأزمة الأمنية ضمن أولويات حكومته، لكن الآن بعد الهجوم الأخير وتهديده ثروة البلاد والحزب الحاكم، فربما تعيد حكومة نيوسي تقييم موقفها.

يُذكر أن هناك 3 مشاريع للغاز الطبيعي المسال في موزمبيق تابعة لكل من توتال و"إكسون موبيل" (ExxonMobil) و"إيني" (ENI) الإيطالية، تقدر عائداتها للحكومة خلال 25 عاما بحوالي 95 مليار دولار، وأن مشروع إكسون موبيل هو الأكبر (نصف العائدات).

وللمقارنة، يُشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لموزمبيق في عام 2019 كان حوالي 15 مليار دولار.

المصدر : ستراتفور