تلقى تهديدات عنصرية.. لاجئ سوري يسحب ترشحه لبرلمان ألمانيا

العوس قرر الانسحاب بالكامل من الحياة العامة لبعض الوقت خوفا على سلامته (رويترز)

أعلن حزب الخُضر اليوم، الثلاثاء، أن اللاجئ السوري طارق العوس تراجع عن مسعاه للفوز بمقعد في البرلمان الألماني؛ بسبب مخاوف أمنية، بعد أن أثار ترشحه موجة من الإهانات العنصرية.

وقال الرجل وهو محام (31 عاما)، إن "المستوى المرتفع من التهديد الموجه لي وخصوصا لأقربائي هو السبب الأهم لسحب ترشحي".

وأضاف "لقد أثبت ترشحي أننا بحاجة في جميع الأحزاب، في السياسة والمجتمع، إلى هيكليات قوية لمكافحة العنصرية البنيوية ومساعدة الأشخاص الذين تطالهم".

 ولم يعدل عن الترشح فحسب؛ بل قرر الانسحاب بالكامل من الحياة العامة "لبعض الوقت".

وكان العوس أعلن في الشهر الماضي أنه يعتزم الترشح عن حزب الخُضر في منطقة اشتهرت في السابق باستخراج الفحم (غرب ألمانيا)، في الانتخابات الوطنية التي تجرى يوم 26 سبتمبر/أيلول المقبل إذا تمت الموافقة على طلبه للحصول على الجنسية الألمانية بحلول ذلك الوقت.

وفي وقت سابق، قال حزب الخُضر إن العوس في حال فوزه كان سيصبح أول لاجئ يتم انتخابه في البرلمان الاتحادي.

 وقد تعرض العوس لموجة من الهجمات عبر الإنترنت من اليمين المتطرف، خاصة بعد اقتراحه تغيير عبارة "إلى الشعب الألماني" على مبنى البرلمان، وكتابة "من أجل كل من يعيشون في ألمانيا" بدلا منها.

شيء مخز

وعلى تويتر كتبت زعيمة حزب الخضر في البرلمان، كاترين غورينغ، "عدم تمكن طارق العوس من الترشح للبوندستاغ (البرلمان) بدون أن تتعرض سلامته هو وأسرته للخطر شيء مخزٍ للغاية لمجتمعنا الديمقراطي".

وعبر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، عن أسفه لهذا القرار، وكتب على تويتر "إنه أمر رهيب لديمقراطيتنا أن يفشل (هذا الترشيح) في مواجهة التهديدات والعنصرية"، معبرا عن تضامنه مع طارق العوس.

وبدأت مغامرة العوس نحو أوروبا عندما ركب بحر إيجه على متن قارب مطاطي أوصله إلى سواحل اليونان، ومن أثينا سار على قدميه حتى فيينا.

وهو واحد من مئات آلاف المهاجرين، الذين دخلوا ألمانيا بعد أن فتحت المستشارة أنجيلا ميركل الحدود في 2015 أمام الفارين من الفقر والحروب في الشرق الأوسط وخارجه.

لكن هذا التوافد بأعداد كبيرة أدى إلى زيادة التأييد لليمين المتطرف؛ مما أسهم في وصول حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة إلى البرلمان عام 2017.

المصدر : وكالات