روسيا تحذر من تأثير "مدمر" للعقوبات الغربية الجديدة وتهدد بالرد بالمثل

Russian President Vladimir Putin's annual press conference in Moscow
بيسكوف وصف الاتهامات الغربية لجهاز الأمن الفدرالي الروسي بتسميم نافالني بالشائنة (وكالة الأناضول)

نددت روسيا بالعقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب قضية المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني، وهددت بالرد بالمثل، محذرة من تأثير مدمر لهذه العقوبات على العلاقات الثنائية مع الطرفين.

وهددت موسكو بالرد بعد الإعلان في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء عن عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف مسؤولين روسا لهم علاقة بملف نافالني الذي اعتقل في يناير/كانون الثاني الماضي لدى عودته من ألمانيا، ثم حكم عليه في فبراير/شباط بأكثر من عامين سجنا.

وتكمن العقوبات الجديدة أساسا في تجميد أموال الأشخاص المعنيين أو حظر سفرهم للولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف اليوم الأربعاء إن روسيا سترد على العقوبات الأميركية بالمثل، وبأفضل الطرق التي تحفظ مصالحها.

ووصف بيسكوف العقوبات الأميركية والأوروبية بغير المقبولة، محذرا من أنه سيكون لها تأثير مدمر على العلاقات الثنائية.

وذكر أن موسكو ستفعل كل شيء حتى لا تتضرر مصالحها بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن وبروكسل.

ووصف المتحدث الروسي الاتهامات الأميركية والأوروبية بضلوع جهاز الأمن الفدرالي الروسي في تسميم نافالني بـ"الشائنة".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الخارجية الروسية أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على موسكو "طعنة عدائية لروسيا"، وإنها سترد على ما وصفته بأنه ضربة أخرى للعلاقات بين البلدين.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان إن العقوبات ما هي إلا ذريعة لمواصلة التدخل السافر في شؤون روسيا الداخلية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس الثلاثاء إن موسكو سترد بالمثل على أي عقوبات أميركية جديدة، كما قال مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي إن بلاده سترد على العقوبات التي فرضها الاتحاد على 4 مسؤولين روس كبار.

تفاصيل العقوبات

وكانت واشنطن أعلنت أمس الثلاثاء أنها فرضت بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين كبار وكيانات في روسيا، على خلفية اتهامات لموسكو بتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وقال مسؤول أميركي إن العقوبات التي فرضتها واشنطن تشمل 7 مسؤولين رفيعي المستوى، ووجه المسؤول تحذيرا لروسيا قائلا إن عليها أن تعلم أن استخدامها أسلحة كيميائية ستكون له تداعيات شديدة، لافتا إلى أن تقديرات بلاده الاستخباراتية خلصت إلى أن السطات الروسية تقف وراء تسميم نافالني.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن سياسة بلاده تجاه روسيا ستكون مختلفة عن تلك التي انتهجتها الإدارة السابقة، وإن كانت واشنطن لا تسعى للتصعيد مع موسكو، على حد تعبيره.

وشملت العقوبات، التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، والمدعي العام إيغور كراسنوف، ورئيس الوزراء السابق سيرغي كيريينكو.

وبدوره، قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 4 مسؤولين روس، لضلوعهم فيما وصفها بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في روسيا.

وشملت العقوبات رئيس لجنة التحقيق في الاتحاد الروسي، والمدعي العام، ورئيس الحرس الوطني، ورئيس مصلحة السجون الفدرالية، لدورهم في توقيف نافالني وسجنه وقمع الاحتجاجات السلمية التي أعقبت ذلك.

وتعد هذه أول عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي في إطار نظام عقوبات جديد خاص بحقوق الإنسان، تم اعتماده في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ونقل المعارض الروسي الصيف الماضي إلى ألمانيا للعلاج، وأكدت دول أوروبية تعرضه للتسميم بواسطة غاز "نوفوتشيك" للأعصاب المصنع في الاتحاد السوفياتي السابق.

ويقول نافالني إن أجهزة الأمن الروسية دبّرت لاغتياله بأمر مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين، لكن موسكو تنفي ذلك جملة وتفصيلا، منددة بهذه الرواية التي عدّتها مؤامرة غربية، وشككت في النمط الصحي لحياة المعارض.

المصدر : الجزيرة + وكالات