ميدل إيست آي: أطراف مسلوبة.. معاقو الحرب في اليمن يتطلعون بأمل ضئيل للمستقبل

Men with amputated legs test artificial legs at a prosthetic limbs centre in Sanaa, Yemen
الذين فقدوا أرجلهم أو أجزاء منها بسبب الحرب في اليمن لم يعد بإمكانهم الأمل في المشي بشكل طبيعي مجددا (رويترز)

قال موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) الإخباري البريطاني إن الصراع الدائر في اليمن منذ 6 سنوات أضر بالكثير من اليمنيين، لكنه سلب بشكل خاص من الذين فقدوا أطرافهم جراء الحرب مستقبلهم واستقلالهم وحريتهم.

وذكر الموقع -في تقرير من مدينة تعز جنوبي البلاد- أن اليمنيين الذين فقدوا منازلهم يأملون في إعادة بنائها، وأن العاطلين عن العمل يأملون في العودة إلى أعمالهم، لكن الذين فقدوا أرجلهم أو أجزاء منها بسبب النزاع لم يعد بإمكانهم الأمل في المشي بشكل طبيعي مجددا.

وتحدث الموقع البريطاني إلى 3 يمنيين قال إنه على الرغم من كونهم كانوا ضحايا أسلحة مختلفة -مثل الألغام الأرضية والقصف والغارات الجوية- فإنهم جميعا يتشاركون المعاناة ذاتها.

أحد هؤلاء هو عبده سعيد (65 عاما) -وهو مزارع وأب لـ13 طفلا من منطقة ثعبات التي كانت إحدى جبهات القتال في تعز- فقد إحدى ساقيه وأصيب بكسور في الأخرى بعد أن داس لغما أرضيا عام 2019.

يقول سعيد "قبل الحرب كنت أسير بحرية، وكنت أرعى ماشيتي، وأجمع الحطب وأعمل في المزرعة، كنت أقوم بأي عمل متاح وأعيل أسرتي، لكنني الآن رجل معاق جالس في المنزل ولا يمكنني القيام بأي عمل".

ومثل العديد من الأشخاص المعاقين يحتاج سعيد -وفق الموقع- إلى من يعتني به، خاصة عندما يغادر منزله لزيارة مركز الأطراف الصناعية، وينظر للمستقبل بتشاؤم، مؤكدا أن "كل شيء يمكن إصلاحه وإعادة تأهيله، لكن عندما تفقد ساقك تصبح معاقا إلى الأبد، لا أستطيع أن أتمنى أن يكون المستقبل أفضل، وإذا نسي كل الناس هذه الحرب يوما ما فلن ننساها".

الطفلة آلاء وسام ذات الخمس سنوات نموذج آخر يعكس معاناة مبتوري الأطراف اليمنيين ضحايا الحرب، حيث فقدت إحدى ساقيها بعد أن قصف منزل مجاور لبيت عائلتها عام 2017.

تروي أمها منى قصتها لـ"ميدل إيست آي" قائلة "كانت الساعة تشير إلى الثالثة بعد ظهر يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عندما استهدف قصف المنزل المجاور، سقطت شظايا القصف بالقرب من باب منزلنا بينما كانت آلاء في الصالة، مما أدى إلى إصابتها بشظايا في عضلات ساقيها، نقلت للمستشفى وأخذها الأطباء على الفور إلى غرفة العمليات، وكنت حزينة جدا لسماع نبأ البتر لأن الإصابة لم تكن كبيرة في البداية، لكنهم فعلوا ذلك".

وتؤكد أم آلاء أنها حزينة على ابنتها، ولكن أيضا بسبب حقيقة أن العديد من الأطفال في اليمن يعيشون نفس وضعيتها ويحتاجون إلى التكيف مع حياة جديدة بلا أطراف.

Men with amputated legs sit at a prosthetic limbs centre in Sanaa, Yemen
الأجسام المتفجرة عن بعد تسببت بمقتل ما لا يقل عن 5500 يمني منذ 2015 (رويترز)

أحلام مدمرة

دليلة عبده أحمد (30 عاما) حالة أخرى لضحايا الحرب اليمينة ممن فقدوا أطرافهم، كانت مخطوبة لرجل من قريتها عندما دمر لغم أرضي كل أحلامها وقتل سعادتها.

تروي قصتها للموقع قائلة "قبل عامين، كان هناك حفل زفاف في قريتنا، ذهبت لجلب الماء حتى يكون لدينا ما يكفي في المنزل قبل أن أغادر لحضور حفل الزفاف، انفجر لغم أرضي تحت ساقي بالقرب من خزان المياه، حاولت ابنة عمي مساعدتي لكنها داست لغما أرضيا آخر وفقدت ساقها".

فقدت دليلة وابنة عمها الكثير من الدم، مما دفع الأطباء إلى بتر سيقانهما لإنقاذ حياتهما.

وتضيف دليلة "قبل الإعاقة كنت مخطوبة لشخص من قريتنا وكنا على وشك الاحتفال بزفافنا، لكن عندما بترت ساقي لم يزرني لمدة 4 أشهر ثم قرر عدم الزواج بي، ذهب للبحث عن فتاة أخرى، كنت أستمتع بحياة مريحة لكن الآن كما ترون أنا امرأة معاقة، فقدت كل شيء جميل في هذه الحياة".

ويختم "ميدل إيست آي" بأن الأجسام المتفجرة عن بعد في اليمن تسببت بمقتل ما لا يقل عن 5500 شخص منذ عام 2015، 80% من هذه الخسائر البشرية وقعت منذ العام 2017 وفق تقرير أصدره مشروع تتبع بيانات ومواقع الصراعات المسلحة عبر العالم "إيه سي إل إي دي" (ACLED).

المصدر : ميدل إيست آي