مسلمو الإيغور بالصين.. بايدن يكمل مسيرة ترامب

كومبو لترامب وبايدن
سياسة التشدد ضد الصين بشأن الإيغور لم تتغير مع تسلم بايدن السلطة من ترامب (الفرنسية)

في اليوم الأخير من عهد الرئيس دونالد ترامب، صنفت الولايات المتحدة الأعمال التي تقوم بها الحكومة الصينية ضد الأقلية المسلمة، المعروفة باسم الإيغور في إقليم شينجيانغ كإبادة جماعية، وجريمة ضد الإنسانية.

ودفع ذلك بوزارة الخارجية الأميركية لفرض عقوبات على مسؤولين صينيين، وأدرجت عشرات الوكالات الصينية على القائمة السوداء المرتبطة بانتهاكات في شينجيانغ.

ولم يتغير الوضع بعد انتهاء حكم ترامب وبدء حكم الرئيس جو بايدن الذي يتمسك بالتشدد تجاه الصين في ما يتعلق بانتهاكاتها المستمرة ضد مواطنيها المسلمين.

وتتهم منظمات حقوقية الصين باحتجاز ما يصل إلى مليون مسلم من الإيغور المسلمين، الذي يقترب إجمالي عددهم من 11 مليون شخص، بمعسكرات اعتقال في شينجيانغ منذ 2017، وإخضاع من لم يتم احتجازهم لمراقبة مكثفة، فضلا عن فرضها قيودا دينية عليهم، واستغلالهم في أعمال قسرية.

وتنفي الصين بشكل قاطع هذا الأمر، وتقول إن هذه المعسكرات هي "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى إبعاد السكان عن التطرف الديني والنزعات الانفصالية بعد ارتكاب أفراد من الإيغور العديد من الاعتداءات الدامية ضد مدنيين.

وثيقة التوجيه الإستراتيجي

أصدرت إدارة بايدن في بداية مارس/آذار الجاري وثيقة "التوجيه الإستراتيجي المؤقت لإستراتيجية الأمن القومي"، التي تتضمن توجهات الإدارة الجديدة لوكالات الأمن القومي حتى تتمكن من العمل على مواجهة التحديات العالمية.

وأشارت الوثيقة، في ضوء تفصيلها للتحديات الصينية، أن الولايات المتحدة ينبغي أن "تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، بما في ذلك في هونغ كونغ وشينجيانغ والتبت".

وقبل ذلك أقرّ وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن، خلال جلسة تثبيته في مجلس الشيوخ، بأن الصين تشكل التحدي الأكبر للولايات المتحدة، وقال "إنني أعتقد أن الرئيس ترامب كان على حق في اتخاذ موقف حازم تجاه الصين"، ثم قال في أول مؤتمر صحفي له إن "إدارة بايدن تتفق مع تقييم إدارة ترامب بأن بكين ترتكب إبادة جماعية ضد الإيغور المسلمين في الصين".

وكانت قضية الإيغور على رأس موضوعات المحادثة الهاتفية الوحيدة التي جمعت الرئيس بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينغ في 11 فبراير/شباط الماضي.

المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي ذكرت أن "قضية الانتهاكات ضد الإيغور قد أثارها الرئيس في محادثته مع نظيره الصيني"، وأضافت "يمكنني أن أؤكد لكم، من الواضح أننا سنقيم الخطوات التالية المناسبة بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم".

مصطلح الإبادة الجماعية

استخدم الرئيس جو بايدن مصطلح الإبادة الجماعية للإشارة إلى انتهاكات الصين ضد مسلميها أثناء حملته الانتخابية.

كذلك أيد بايدن توقيع الرئيس السابق ترامب على تشريع، تم تمريره بدعم ساحق من الكونغرس في يونيو/حزيران 2020، يسمح بفرض عقوبات على أي مسؤول صيني يشارك في قمع الإيغور.

كما يشترط القانون على الشركات والمواطنين الأميركيين الذين يبيعون المنتجات إلى شينجيانغ أو يعملون فيها ضمان عدم مساهمة أنشطتهم في انتهاكات حقوق الإنسان.

من جانبها، فرضت إدارة بايدن الأسبوع الماضي عقوبات على مسؤولي الحكومة الصينية بسبب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" ضد الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ، وحذرت الصين بأنها ستواصل فرض العقوبات إذا استمرت الانتهاكات.

وفرضت وزارة الخزانة كذلك عقوبات على اثنين من المسؤولين، وهما وانغ جوتشنج سكرتير لجنة الحزب الشيوعي فى إقليم شينجيانغ، وتشن مينغ مدير مكتب الأمن العام في الإقليم.

وقالت وزارة الخزانة إنها "ملتزمة باستخدام كامل صلاحياتها المالية لتعزيز المساءلة عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تحدث في شينجيانغ".

وقال مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أندريا جاكي "إن السلطات الصينية ستظل تواجه عواقب طالما استمر وقوع فظائع في شينجيانغ".

ودعم وزير الخارجية أنتوني بلينكن الإجراءات التي اتخذت، وقال إنها "تظهر التزامنا المستمر بالعمل لتعزيز احترام حقوق الإنسان وتسليط الضوء على أولئك المسؤولين عن هذه الفظائع في حكومة جمهورية الصين الشعبية والحزب الشيوعي الصيني".

وجاءت العقوبات بعد محادثات ثنائية متوترة جرت مع مسؤولين في إدارة بايدن ومسؤولين صينيين في آلاسكا الأسبوع الماضي.

اتهامات لبايدن بالضعف

هاجمت نيكي هيلي، التي شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الإدارة السابقة، الرئيس بايدن ورأت أنه لم يُظهر القوة اللازمة تجاه الصين خلال أول مؤتمر صحفي عقده الجمعة الماضي بالبيت الأبيض.

وكتبت هيلي في تغريدة على منصة تويتر ردا على مقطع لبايدن يناقش الصين "إن قيادته الضعيفة ستكون لها آثار كارثية على مستقبل أميركا".

واتهمت بايدن بعدم الإيمان بضرورة انتقاد الصين، حتى مع ارتكابها الإبادة الجماعية بنشاط.

وقالت هيلي "لا يعتقد بايدن أنه من الضروري انتقاد الصين -وهي بلد يرتكب بنشاط الإبادة الجماعية- لأنها تريد أن تصبح أقوى بلد في العالم".

وقال بايدن في الفيديو الذي غردت به هيلي على تويتر، "الصين لديها هدف عام، وأنا لا أنتقدها على تحديد هدفها، لكن هدفهم أن يصبحوا البلد الرائد في العالم، وأغنى دولة في العالم، وأقوى دولة في العالم".

وعلى الرغم من أن الفيديو انقطع بعد ذلك التعليق، فإن بايدن شرع في القول خلال المؤتمر الصحفي "لن أسمح بذلك في عهدي، لأن الولايات المتحدة ستستمر في النمو والتوسع".

المصدر : الجزيرة