من طرابلس.. وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا يدعون لانسحاب المرتزقة

تتولى السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا مسؤولية توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حلول موعد انتخابات 24 كانون الأول/ديسمبر، عندما تنقضي مدتها بموجب خارطة الطريق الأخيرة.

السيسي خلال استقباله المنفي اليوم في القاهرة في أول زيارة له لدولة عربية (مواقع التواصل)

دعت وزيرة الخارجية الليبية في حكومة الوحدة الوطنية اليوم الخميس إلى انسحاب "فوري" لكافة المرتزقة من البلاد، بينما أعلن وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وفرنسا من طرابلس دعمهم للحكومة الجديدة.

وقالت الوزيرة نجلاء المنقوش خلال مؤتمر صحفي مع نظرائها الفرنسي والألماني والإيطالي في طرابلس، "نؤكد على خروج كافة المرتزقة وبشكل فوري من بلادنا".

وشددت المنقوش على أهمية الإسراع في عودة نشاط السفارات والقنصليات في ليبيا، إلى جانب تفعيل وإعادة بناء الثقة في الحراك الاقتصادي.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو دعم الاتحاد الأوروبي لمسار الاستقرار في ليبيا، وشدد على أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية.

وبيّن أنه ونظراءه أكدوا على ضرورة وقف إطلاق النار وفتح الطريق بين سرت ومصراتة وخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من التراب الليبي، معربا عن تقديره لما وصفه بوطنية وعزم أعضاء لجنة (5+5) في دعم هذا المسار.

وبيّن أن أوروبا ستواصل التزامها في تطبيق وقف إطلاق النار، ويجب عليها مضاعفة الجهود في تدريب حرس الحدود البرية والبحرية.

المنقوش شددت على أهمية الإسراع في عودة نشاط السفارات والقنصليات في ليبيا (رويترز)

دعم وأهمية

أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فقد أكد دعم بلاده والاتحاد الأوروبي لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.

وقال إن ليبيا جارة مهمة لأوروبا وإن استقرارها هو مفتاح لاستقرار منطقة الساحل وشمال أفريقيا والمتوسط.

وبيّن أنه خلال المباحثات مع الليبيين تم بعث رسالة مساندة لحكومة الوحدة من أجل انتقال ديمقراطي، لإنجاز انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل في الوقت المحدد.

كما أكد استعداد باريس وروما وبرلين لتقديم كل الدعم لتنظيم هذه الانتخابات.

ماس أكد دعم برلين لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا (رويترز)

وجدد التأكيد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار على الأرض، وفتح الطريق الساحلي مما يعطي الأولوية إلى انسحاب كل القوات والمرتزقة الأجانب من ليبيا حتى تستعيد وحدتها وسيادتها.

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعم برلين لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وأشاد بما وصفه بالإنجاز السياسي الذي تحقق في هذا البلد.

وقال "نحن اليوم نجني ثمار مسار برلين والفضل يعود لليبيين في تحقيق هذا النجاح وصولا للإعداد لانتخابات ديسمبر/كانون الأول. هذا كله ثمرة جهد دبلوماسي كبير وتنسيق بين الليبيين والأطراف الدولية".

رئيس الحكومة الدبيبة (وسط) خلال لقائه الوزراء الأوروبيين (رويترز)

لقاء في القاهرة

في هذه الأثناء، التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ونائبه عبد الله اللافي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين، في أول زيارة لهما إلى دولة عربية منذ تولي مهامهما أوائل الشهر الجاري.

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قد التقى الرئيس المصري الشهر الماضي في القاهرة، عقب اختياره لتولي منصبه من الملتقى السياسي الليبي الذي عقد في جنيف.

وفي الخامس من فبراير/شباط الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي -برعاية الأمم المتحدة- سلطة تنفيذية موحدة، تضم حكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومجلسًا رئاسيا برئاسة محمد المنفي؛ لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

Prime Minister of Government of National Unity, Abdul Hamid Dbeibeh in Tripoli
يأمل الليبيون في أن تنهي الحكومة الجديدة سنوات الصراع المسلح (الأناضول)

إنهاء الصراع

ويأمل الليبيون أن تسهم السلطة الموحدة في إنهاء سنوات من الصراع المسلح، جراء منازعة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الحكومة المعترف بها دوليا على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

وتتولى السلطة التنفيذية الجديدة مسؤولية توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية إلى حلول موعد انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول، عندما تنقضي مدتها بموجب خارطة الطريق الأخيرة.

يضاف إلى ذلك التحدي الأبرز المتمثل في إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة البالغ عددهم نحو 20 ألفاً منتشرين في معظم مناطق ليبيا.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير سلّمه إلى مجلس الأمن أمس الأربعاء عن "قلقه العميق" إزاء "التقارير حول استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية