حادثة إطلاق النار في كولورادو.. غموض بشأن دوافع المهاجم وعائلته تتحدث عن اضطرابه عقليا

الهجمات بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة أوقعت العام الماضي أكثر من 19 ألف قتيل، ورغم ذلك تظل قضية تقييد حمل السلاح في البلاد محل خلاف كبير بين الديمقراطيين والجمهوريين.

محققون في موقع إطلاق النار بمدينة بولدر في كولورادو (الأوروبية)

لا يزال الغموض يحيط بدوافع المهاجم الذي أطلق النار داخل متجر في ولاية كولورادو الأميركية، وقتل 10 أشخاص قبل أن تعتقله الشرطة. وبينما أشارت عائلته إلى أنه مضطرب عقليا، دعا الرئيس جو بايدن إلى حظر الأسلحة الهجومية.

والاثنين، فتح أحمد العليوي العيسى (21 عاما) النار على زبائن متجر "كينغ سوبرز" في مدينة بولدر التي يقطنها 110 آلاف، وتقع على بعد 50 كيلومترا شمال غرب دنفر، مركز الولاية، وكان من بين القتلى شرطي.

وخلال تبادل إطلاق النار مع الشرطة، أصيب العيسى بالرصاص في إحدى ساقيه، ونقل إلى المستشفى للعلاج، ولاحقا أودع في سجن في بولدر.

وقالت رئيسة شرطة المدينة إنه تم توجيه تهمة ارتكاب 10 جرائم قتل إلى المهاجم الذي يقطن في إحدى ضواحي مدينة دنفر، ومن المقرر أن  يمثل غدا الخميس أمام المحكمة.

من جهتها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس استنادا إلى مذكرة التوقيف، أن العيسى اشترى سلاحا ناريا قبل 6 أيام من الهجوم.

ووفقا لوسائل إعلام أميركية، فإن السلاح المستخدم في الهجوم هو رشاش من نوع "إيه آر-15" (AR-15)، وهو سلاح شائع جدا في الولايات المتحدة، واستخدمه قسم كبير من مرتكبي عمليات القتل الجماعي التي أوقعت العام الماضي فقط أكثر من 19 ألف قتيل.

وقال المحققون إنهم واثقون من أن ما جرى كان عملا فرديا، ولم يتطرقوا لأي تفاصيل بشأن الدوافع المحتملة للهجوم الذي وقع بعد أسبوع من هجمات استهدفت صالونات تدليك آسيوية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص بينهم 6 نساء، وأدت إلى احتجاجات على تصاعد جرائم الكراهية ضد الجالية الآسيوية.

العيسى من سكان ضواحي مدينة دنفر (رويترز)

اضطرابات عقلية

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن عائلة العيسى أبلغت المحققين بأنه كان يعاني من اضطرابات عقلية تشمل توهم أشياء غير حقيقية.

وأضافت أن أفرادا من العائلة قالوا للمحققين إن الشاب تحدث لهم سابقا عن قيام أشخاص بملاحقته أو مطاردته.

وأشاروا إلى أن هذه الاضطرابات ربما تفسر إقدامه على إطلاق النار.

وكشفت مذكرة التوقيف عن سوابق للمتهم تشمل مهاجمة طالب وتعنيفه عام 2018.

بايدن قال إن قضية حظر الأسلحة الهجومية يجب ألا تكون حزبية (الأوروبية)

حظر الأسلحة الهجومية

في الأثناء، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بتنكيس الأعلام على المباني الفدرالية حدادا على الضحايا، قائلا إن كثيرا من التفاصيل لا تزال غير معروفةٍ في حادثة إطلاق النار في مدينة بولدر.

وشدد بايدن على ضرورة حظر الأسلحة الهجومية، داعيا مجلس الشيوخ إلى التصديق على مشروعيْ قانونيْن كان مجلس النواب قد مرّرهما سابقا، ويهدفان إلى سد الثغرات الخاصة بنظام التدقيق الأمني المعتمد لشراء الأسلحة.

وقال إن هذه القضية يجب ألا تكون حزبية بل أميركية، لأنها ستنقذ أرواح أميركيين، بحسب تعبيره.

من جهتها، قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، إن بايدن لا يستبعد إصدار أمر تنفيذي بشأن حيازة الأسلحة النارية، لكنها أوضحت أنه قبل ذلك ينبغي أن يتحرك الكونغرس بهذا الشأن.

من جهتها، دعت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي إلى التحرك الآن لوقف ما قالت إنها آفة تستمر في إلحاق الضرر بالمجتمع الأميركي.

أما زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فدان من جهته ما سماه "الوباء المستمر لعنف السلاح الذي يزهق أرواح الأبرياء بوتيرة مروعة".

يذكر أن الجمهوريين يعارضون تقييد حمل الأسلحة النارية، ويدعمهم في ذلك لوبي أسلحة قوي.

المصدر : الجزيرة + وكالات