بعد يوم من مبادرة الرياض.. الحوثيون يعلنون قصف مطار أبها السعودي والتحالف يغير على مناطق مختلفة باليمن

قالت جماعة الحوثي إنهم قصفوا مطار أبها الدولي في السعودية بطائرة مسيرة، من جانب آخر شن طيران التحالف السعودي الإماراتي 21 غارة جوية على مناطق مختلفة باليمن، وذلك بعد يوم من إطلاق الرياض مبادرة لحل الأزمة اليمنية تتضمن وقف إطلاق النار.

فقد قال الناطق العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن سلاح الجو المسير نفذ ظهر اليوم عملية هجومية على مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة من نوع قاصف "كي 2" (K2)، وكانت الإصابة دقيقة، وفق تعبيره، وأكد أن العمليات العسكرية مستمرة طالما استمر ما أسماه "العدوان والحصار".

وبشكل متكرر، يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيّرات على مناطق سعودية، وقد خلّف بعضها خسائر بشرية ومادية، في حين تعلن الرياض أنها اعترضت معظم تلك الصواريخ والمسيرات قبل الوصول إلى أهدافها.

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد أعلن أمس مبادرة بلاده لحل الأزمة اليمنية، وتتضمن وقف إطلاق النار، وبدء مشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية أممية، معربا عن أمله في استجابة الحوثيين "صونا للدماء اليمنية".

كما تضمنت المبادرة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة.

وأعرب الأمير خالد بن سلمان آل سعود، نائب وزير الدفاع، عن أمله في سرعة قبول الحوثيين بالمبادرة، مؤكدا في سلسلة تغريدات التزام بلاده بتنفيذها حال قبول الحوثيين بها تحت إشراف أممي.

وقد رحبت أوساط عديدة عربية ودولية بالمبادرة السعودية، وقال وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة جيمس هيبي -في لقاء خاص مع الجزيرة يبث لاحقا- إنه يأمل أن تسهم هذه المبادرة في تجنيب اليمن ما وصفها بالمآسي التي تسببت بها سنوات الصراع.

وأضاف هيبي أن هذا الصراع لا طائل منه، وهو يكلف كلا الطرفين غاليا، والأهم أنه يتسبب بأزمة إنسانية لا يمكن لأحد أن يقبلها. ويأمل الوزير أن تكون المبادرة إشارة لعزم حقيقي ليس فقط من السعودية ومجلس التعاون الخليجي بل للإيرانيين أيضا، كي تجتمع الأطراف أخيرا وتجنب اليمن هذه المآسي التي تسببت بها سنوات من الخلافات.

وأكد أن بلاده ستبقي أنظمة دفاع جوي في السعودية لمساعدتها في التصدي لهجمات الحوثيين، مشددا على أن هذه الأنظمة دفاعية.

ومن جانبه رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان السعودية خطوات للمساعدة في إنهاء القتال، وبدء عملية سياسية في اليمن، وأضاف أن اليمنيين لا يزالون يواجهون وضعا إنسانيا مزريا بما في ذلك احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق.

ودعا غوتيريش إلى السماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة، وإزالة العقبات أمام التوزيع الداخلي.

من جانبها، أعلنت إيران دعمها لأي خطة سلام باليمن تبنى على إنهاء الحصار وبدون تدخل أجنبي.

كما غرد متحدث الحوثيين محمد عبد السلام عبر تويتر قائلا "‏أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ 6 سنوات، فهي غير جادّة ولا جديد فيها".

على الصعيد الميداني، قالت وسائل إعلام مقربة من جماعة الحوثي إن طيران التحالف السعودي الإماراتي شن 21 غارة جوية توزعت على مناطق مختلفة باليمن.

وأكد حساب "المسيرة عاجل" على موقع تويتر أن الغارات الجوية توزعت على مديريات صرواح ومدغل بمحافظة مأرب شرق صنعاء، ومحافظتي صعدة وحجة شمالي اليمن، ومحافظة الجوف (شمال شرق).

وفي الجانب الآخر، قالت مصادر عسكرية يمنية إن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين قوات الجيش والحوثيين في عدة جبهات بمحافظة مأرب، بالتزامن مع غارات شنتها طائرات التحالف السعودي الإماراتي استهدفت مواقع وآليات للحوثيين.

في غضون ذلك، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الحوثيين أطلقوا قذائف مدفعية وصواريخ على مناطق مكتظة بالسكان في محافظة مأرب، منذ الشهر الماضي، مما سبب نزوحا جماعيا وفاقم الأزمة الإنسانية بمأرب.

وفي تقرير نشرته اليوم، دعت المنظمة الحقوقية الحوثيين إلى وقف الهجمات التي وصفتها بغير القانونية، وبالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين في مأرب.

وكانت مصادر محلية قالت إن مخيمات للنازحين شمال غربي مأرب تعرضت لقصف مدفعي من قبل الحوثيين على مدار الأيام الثلاثة الماضية، مما أسفر عن تعرض امرأة وطفلين لإصابات طفيفة.