مصدر حكومي أفغاني للجزيرة: واشنطن تريد تعديل بنود اتفاق السلام مع حركة طالبان

قبل أسبوعين أكد وزير الدفاع الأميركي أن قوات بلاده لن تقوم بالانسحاب "المتسرع وغير المنضبط" من أفغانستان أو بشكل يهدد قوات حلف الناتو الموجودة هناك

خليل زاد خلال لقائه رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله في كابل (رويترز)

أكد مصدر حكومي أفغاني للجزيرة أن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد بحث في العاصمة كابل تعديل اتفاق السلام المبرم قبل عام بين واشنطن وحركة طالبان، ومن المقرر أن يزور الدوحة للقاء ممثلين للحركة لدفع المفاوضات من أجل اتفاق دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية.

فقد قال المصدر الحكومي الأفغاني لمراسل الجزيرة إن خليل زاد أكد -خلال لقاءاته مع القادة الأفغان في كابل، أمس الاثنين- أن الإدارة الأميركية لا تريد الخروج من اتفاق الدوحة، وإنما تنوي تعديله.

وسلّم خليل زاد نسختين من الرؤية الأميركية الجديدة بخصوص أفغانستان إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله.

كما ناقش مسألة مراجعة عدد من بنود اتفاق الدوحة، بينها توقيت انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وفقا لنفس المصدر.

كما طرح المبعوث الأميركي عقد اجتماع على مستوى أعلى بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وعقد مؤتمر إقليمي حول عملية السلام.

 

تسريع خطوات السلام

وكان بيان للرئاسة الأفغانية أفاد بأن غني والمبعوث الأميركي ناقشا الخطوات المقبلة بشأن عملية السلام، وشددا على ضرورة تسريعها.

من جهته، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر حكومي أن خليل زاد وعبد الله عبد الله بحثا مراجعة الإدارة الأميركية الجديدة لاتفاقية السلام مع حركة طالبان التي أبرمت في 29 فبراير/شباط 2020 بالعاصمة القطرية.

وأشار المصدر إلى أنهما ناقشا أيضا الجولة الثانية من مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة، والحد من العنف.

وقال مراسل الجزيرة إن المبعوث الأميركي التقى أيضا في كابل قيادات أفغانية أخرى بينها الرئيس السابق حامد كرزاي.

مباحثات في الدوحة

وتأتي هذه التطورات في وقت قالت السفارة الأميركية بأفغانستان إن خليل زاد وفريقَه سيتوجهون إلى الدوحة لإجراء لقاءات مع ممثلي حركة طالبان.

وسيزور خليل زاد وفريقُه عواصم أخرى لبحث التوصل إلى تسوية سياسية "عادلة" في أفغانستان، وإعلان وقف شامل لإطلاق النار.

وأضافت السفارة -في تغريدة لها على تويتر- أن خليل زاد كان قد أنهى سلسلة لقاءات واسعة مع القادة الأفغان، ومنهم الرئيسُ ورئيس لجنة المصالحة.

وكانت مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان انطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي في الدوحة، قبل أن تتعثر لاحقا بسبب تصاعد العنف.

توقيت انتهاء المراجعة

في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، أمس الاثنين، إن الوزارة تتوقع أن تنتهي المراجعة التي تجريها بشأن وضع القوات في الخارج منتصف العام الجاري.

وأضاف كيربي أنه لا جديد بشأن وضع القوات الأميركية بأفغانستان، والتي يبلغ تعدادها حاليا 2500 فرد. وينص اتفاق السلام المبرم قبل عام بالدوحة على انسحاب القوات الأميركية والأجنبية الأخرى من أفغانستان بحلول مايو/أيار المقبل.

وقبل أسبوعين، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن قوات بلاده لن تقوم بالانسحاب "المتسرع وغير المنضبط" من أفغانستان، أو بشكل يهدد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مشددا على أن بلاده لم تتخذ أي قرار بشأن القوات هناك.

وفي حين قررت ألمانيا تمديد وجودها العسكري بأفغانستان إلى ما بعد مايو/أيار، أوضح مسؤولون أوروبيون من دول لها وجود عسكري كبير في أفغانستان أنهم يربطون مستقبل وجود قواتهم هناك بالخطط الأميركية، نظرا إلى أنهم يعتمدون عليها في عدة مسائل مثل المهام اللوجستية.

وفي وقت أكدت حكومة كابل أن أي انسحاب للقوات الأجنبية يجب أن يكون محسوبا، حثت حركة طالبان واشنطن على الالتزام باتفاق الدوحة مؤكدة أنها بدورها ملتزمة به.

ولوّحت الحركة باستئناف القتال ضد القوات الأجنبية في حال لم تنسحب بالموعد الذي حدده اتفاق السلام، نافية الاتهامات الموجهة لها بتصعيد أعمال العنف.

وجاء التحذير الأحدث من قبل سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان، يوم الجمعة الماضي، حين قال إن لدى الحركة طائرات مسيرة وصواريخ، مضيفا أنه سيكون قتالا "لم يشهده الأعداء من قبل".

المصدر : الجزيرة + وكالات