أزمة سد النهضة.. مصر تتهم إثيوبيا بمحاولة فرض الأمر الواقع وبأنها لا ترغب في التوصل لتسوية

إثيوبيا تعتبر أن من حقها تشغيل السد حتى قبل التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان (الفرنسية)

نددت مصر بإعلان إثيوبيا عزمها استكمال ملء سد النهضة حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق، واعتبرته محاولة لفرض الأمر الواقع على القاهرة والخرطوم، ودليلا على غياب إرادة أديس أبابا السياسية للتوصل إلى تسوية.

وقالت الخارجية المصرية -في بيان اليوم الخميس- إن تصريحات جديدة لوزيري الخارجية والري الإثيوبيين عن المضي في ملء وتشغيل السد، "تكشف مجددا عن نية إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، وهو أمر ترفضه مصر لما يمثله من تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني، ولتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأضاف البيان أن من المؤسف استخدام المسؤولين الإثيوبيين لغة السيادة في أحاديثهم عن استغلال موارد نهر عابر للحدود، فالأنهار الدولية هي ملكية مشتركة للدول المُشاطئة لها، ولا يجوز بسط السيادة عليها أو السعي لاحتكارها، بحسب وصفه.

كما أشارت الخارجية المصرية إلى أن التصريحات الإثيوبية صدرت في الوقت الذي تبذل فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية -التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي- جهودا لإعادة إطلاق مسار المفاوضات، والتوصل لاتفاق قبل موسم الفيضان المقبل، وهو ما يعكس "غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي للتفاوض من أجل التوصل لتسوية لأزمة سد النهضة".

وأضاف البيان المصري أن مصر والسودان أكدتا على أهمية الانخراط النشط للمجتمع الدولي في مفاوضات تقودها وتُسَيّرُها جمهورية الكونغو الديمقراطية، من خلال رباعية دولية تضمّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ويأتي ذلك بعد تصريحات وزيري الخارجية والري الإثيوبيين خلال مؤتمر عُقد في أديس أبابا أمس بمناسبة مرور 10 سنوات على تدشين سد النهضة الإثيوبي، حيث جددا التأكيد على ما تعتبره إثيوبيا حقها في تشغيل السد حتى قبل التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان.

وفي الجانب السوداني، قال رئيس الفريق الفني للحكومة السودانية مصطفى الزبير إن بلاده تسلمت ردودا إيجابية جدا من الأطراف الدولية التي دعيت للتوسط الرباعي، معتبرا أن إصرار إثيوبيا على الملء الثاني للسد في يوليو/تموز القادم دون التوصل لاتفاق يمثل تماديا من جانب إثيوبيا، بحسب تعبيره.

ودعا المسؤول السوداني أديس أبابا للاحتكام إلى صوت العقل، واحترام القوانين الدولية الراعية فيما يخص المياه العابرة للحدود.

المصدر : وكالات