اختتام محادثات بين أنقرة وأثينا.. أردوغان: السعودية طلبت شراء مسيرات تركية ولن نقدم تنازلات في شرق المتوسط

في اجتماع احتضنته إسطنبول في 25 يناير/كانون الثاني، طالبت اليونان فقط بمناقشة ترسيم الجرف القاري لجزرها في بحر إيجة، بينما أصرت تركيا على التحدث عن تعريف المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين

أردوغان يصافح عضو المجلس الرئاسي البوسني ميروراد دوديك في القصر الرئاسي بأنقرة (وكالة الأنباء الأوروبية)

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السعودية طلبت شراء طائرات مسيرة تركية، وأكد تمسك بلاده بموقفها بشأن النزاع في شرق المتوسط، في وقت اختتمت جولة ثانية من المحادثات التركية اليونانية حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين.

فخلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم الثلاثاء مع أعضاء المجلس الرئاسي البوسني في أنقرة، كشف أردوغان عن الطلب السعودي المتعلق بشراء الطائرات المسيرة، مشيرا إلى أن هناك في الوقت نفسه مناورات عسكرية مشتركة بين السعودية واليونان.

وأكد أن تركيا متمسكة بموقفها الحازم من التطورات في شرق المتوسط، ولن تقدم تنازلات بهذا الخصوص.

وكان يشير بذلك إلى النزاع بين بلاده من جهة، واليونان ودول أخرى من جهة ثانية، على حقوق استغلال موارد الطاقة في شرق المتوسط.

ولفت الرئيس التركي إلى أنه لا يعتقد أنه سيكتب لأي مسيرة النجاح في المنطقة دون تركيا، لأنها في موقع صاحب القرار، وفق تعبيره.

وفي ما يتعلق بالاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر، قال أردوغان إنه لا يعتقد أن الشعب المصري لديه مشكلة مع تركيا، وإن ما يحصل اليوم يبدو له كأنه بوادر خطأ مؤقت.

مسؤولون يونانيون وأتراك يشاركون في اجتماعات الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بأثينا (وكالة الأنباء الأوروبية)

أرضية مشتركة

وفي وقت أكد أردوغان أن بلاده لن تقدم تنازلات في ما يتعلق بحقوقها في شرق المتوسط، اختتمت اليوم في أثينا جولة ثانية من المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا حول ترسيم الحدود البحرية.

وعبر وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس عن أمله في التوصل إلى أرضية مشتركة مع تركيا لحل خلافاتهما.

ومن المقرر أن تعقد الجولة المقبلة من هذه المحادثات في مدينة إسطنبول التركية.

وتعقد هذه الاجتماعات في إطار آلية تم تفعيلها أواخر يناير/كانون الثاني بعد توقف 5 سنوات سعيا لتهدئة التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وقبل ساعات قليلة من الجولة الثانية في أثينا، أرسلت أنقرة مذكرة دبلوماسية إلى اليونان والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، تحضّها فيها على الحصول على موافقتها قبل الشروع في أي عمل في الجرف القاري التركي بشرق المتوسط.

وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة بعدما نشرت تركيا في أغسطس/آب سفينة "عروج ريس" للمسح الجيولوجي والتنقيب في مناطق متنازع عليها، ولا سيما قرب جزيرة كاستلوريزو اليونانية الواقعة قرب الساحل التركي، وتعتبر غنية بالمحروقات.

وفي الاجتماع الأخير بإسطنبول في 25 يناير/كانون الثاني، طالبت أثينا فقط بمناقشة ترسيم الجرف القاري لجزرها في بحر إيجة، بينما أصرت أنقرة على التحدث عن تعريف المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.

وعبّرت أنقرة أمس عن أملها في أن تتخلى أثينا عن "سلوكها الاستفزازي والمتصلب في أسرع وقت ممكن"، وحذَّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من أن اليونان تريد تحويل الخلافات الثنائية إلى مشكلة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وبين تركيا والولايات المتحدة.

Turkish FM Mevlut Cavusoglu in Pakistan
جاويش أوغلو قال إن هناك فرصة لتقدم العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي (الأناضول)

العلاقات التركية الأوروبية

على صعيد آخر، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاتحاد الأوروبي لعدم المماطلة بشأن المواضيع الحيوية التي تخص تركيا، والقيام بخطوات ملموسة في هذا السياق.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلوفاكي، قال جاويش أوغلو إن تركيا تخلصت من التوتر في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ولديها فرصة مهمة للتقدم إيجابيا في هذه العلاقة، حسب تعبيره.

وأضاف "لتحقيق تقدم في علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي، يجب عدم تكرار أخطاء الماضي، وعلى الاتحاد التصرف بصدق وإستراتيجية".

المصدر : الجزيرة + الأناضول