أفغانستان.. طالبان تعلن إرسال وفد إلى مؤتمر السلام بموسكو وواشنطن تؤكد مشاركتها

المبعوث الأميركي للسلام زلماي خليل زاد قدم في نهاية الأسبوع الماضي مقترحا للحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وإنهاء الحرب بشكل دائم، وانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان

Members of a Taliban delegation leave after peace talks with Afghan senior politicians in Moscow
وفد من حركة طالبان بقيادة الملا برادر خلال مؤتمر حول أفغانستان عقد في موسكو عام 2019 (رويترز)

أكدت حركة طالبان أنها ستشارك في مؤتمر السلام الأفغاني الذي سيعقد في موسكو بحضور المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، في وقت تواصل واشنطن مساعيها لإقناع كابل وطالبان بقبول خطتها المقترحة لإنهاء الحرب.

فقد أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم الاثنين أن رئيس المكتب الملا عبد الغني برادر سيرأس وفدا من 10 أشخاص للمشاركة في اجتماع موسكو الذي ينتظر أن يجمع الأطراف الأفغانية الخميس المقبل.

وفي واشنطن، أكدت الخارجية الأميركية الاثنين أن مبعوثها إلى أفغانستان زلماي خليل زاد سيحضر اجتماع موسكو.

وقالت الوزارة إن مؤتمر السلام الأفغاني بالعاصمة الروسية يأتي ضمن جهود دولية أخرى لدعم عملية السلام في أفغانستان.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان سيشارك في الاجتماع.

وبالإضافة إلى اجتماع موسكو، من المقرر أن تحتضن إسطنبول الشهر المقبل لقاء آخر في إطار مساعي إحلال السلام بأفغانستان، وكانت واشنطن اقترحت عقد اللقاء في تركيا.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في وقت سابق أن هذا اللقاء ليس بديلا عن المفاوضات الأفغانية الجارية في الدوحة.

المقترحات الأميركية

في السياق، ذكر بيان للرئاسة الأفغانية أن الرئيس أشرف غني التقى الاثنين في كابل المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد وبحث معه الخطوات المقبلة لعملية السلام.

وخلال اللقاء، عرض المبعوث الأميركي نتائج محادثاته في جولته التي شملت قطر وباكستان.

وفي وقت سابق الاثنين، قال مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية للجزيرة إن زلماي خليل زاد وصل إلى كابل في زيارة هي الثانية خلال أقل من أسبوعين، والتقى رئيس اللجنة (الحكومية) عبد الله عبد الله.

وقبل ذلك، قال مصدر في لجنة المصالحة للجزيرة إن اللجنة تعتبر المقترح الأميركي بتشكيل حكومة انتقالية مثيرا للجدل، وتفضل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وكشف المصدر أن لجنة المصالحة الأفغانية طلبت تفسيرا لبعض النقاط تتعلق بكيفية انتخاب الرئيس ونوابه.

وكان خليل زاد قدم نهاية الأسبوع الماضي مقترحا للحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وإنهاء الحرب بشكل دائم، وانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان.

ونفى متحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأحد صحة التقارير التي تحدثت عن رفض الحركة الخطة الأميركية، وقال إن قيادة الحركة ما زالت تدرسها.

سياسيا أيضا، استقبل وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة الأحد كلا من المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد ورئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر.

وجرى خلال اللقاء بحث المسارين السياسي والأمني في المفاوضات الأفغانية-الأفغانية التي تستضيفها الدوحة، بالإضافة إلى متابعة آخر تطورات اتفاق إحلال السلام في أفغانستان.

عبوة ناسفة استخدمت في التفجير الذي استهدف حافلة ركاب في كابل (رويترز)

تفجير في كابل

على الصعيد الأمني، نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان معن الخضر عن مسؤول أمني أن تفجيرا بعبوة ناسفة استهدف الاثنين حافلة للركاب في العاصمة الأفغانية، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 15 آخرين.

وقال المراسل إن كابل شهدت خلال 24 ساعة 3 تفجيرات أوقعت 4 قتلى وأكثر من 30 جريحا.

وأشار إلى أن الحراك الدبلوماسي لإحلال السلام في أفغانستان لا يبدو أنه ينعكس على الحالة الأمنية، حيث تتواتر أعمال العنف.

وأوضح مراسل الجزيرة أن العنف متواصل وإن كان بوتيرة أقل من يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.

وذكر أنه منذ بداية الشهر الجاري قتل 120 شخصا، أغلبيتهم من العسكريين الأفغان، وفق إحصائيات إعلامية أفغانية.

ومؤخرا، اتهمت كابل وواشنطن طالبان بتكثيف الهجمات، وربطتا أي انسحاب للقوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو/أيار المقبل حسبما ينص عليه اتفاق السلام المبرم بالدوحة أواخر فبراير/شباط 2020.

في المقابل، نفت الحركة هذه الاتهامات، وأكدت التزامها باتفاق السلام، مشددة على ضرورة انسحاب تلك القوات في الموعد المتفق عليه.

المصدر : الجزيرة + وكالات