اليمن.. معارك متزامنة في 3 جبهات ومفوضية اللاجئين تتحدث للجزيرة عن تفاصيل المأساة الإنسانية

قال المتحدث باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في اليمن إنه لا توجد لديهم موارد تغطي الاحتياجات الطارئة جراء النزوح المتواصل بسبب الحرب

مسلحون حوثيون في أحد شوارع صنعاء (وكالة الأنباء الأوروبية)

تتواصل المعارك بين قوات الجيش اليمني والحوثيين على جبهات عدة في محافظات حجة وتعز ومأرب، في حين تتواصل موجات النزوح الداخلي في بعض المناطق مع استمرار الحرب.

ففي مديرية عبس الساحلية بمحافظة حجة تدور اشتباكات عنيفة بعد إحراز الجيش تقدما في 10 قرى على الطريق الدولي مع السعودية.

وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش صد هجوما للحوثيين في المديرية، وأن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا جراء غارة للتحالف السعودي الإماراتي استهدفت مبنى كانوا يتجمعون فيه مع عربات لهم في سوق "البداح" بمديرية عبس. ولم ترد تفاصيل بشأن حصيلة قتلى الغارة من جانب الحوثيين أو من مصادر مستقلة.

وفي مأرب، تتواصل المعارك على الجبهات غربا وجنوبا، ولا سيما في صرواح والكسارة والمشجح وهيلان.

أما في تعز فقد سيطر الجيش اليمني على مواقع في مديرية مقبنة، سعيا للسيطرة على منطقة البرح الرابطة بين تعز والمناطق الساحلية.

قتلى وجرحى

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل جندي من الجيش اليمني وإصابة 8 في مواجهات مع الحوثيين بمنطقة الطوير الأعلى في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، كما سقط قتلى وجرحى من الحوثيين خلال المواجهات.

وقال المراسل إن قوات الجيش اليمني في منطقة مقبنة تمكنت من الالتحام مع قواتها بمنطقة الكدحة، وفتح الطريق بين منطقتي الكويحة والقشعة.

وكان الجيش تقدم خلال الأيام الماضية على طول مناطق الريف الغربي لمحافظة تعز، في محاولة للسيطرة على مدينة البرح الرابطة بين غرب محافظة تعز والساحل الغربي لليمن وصولا إلى المخا، في ظل وضع إنساني صعب ونزوح أهالي تلك المناطق باتجاه مدينة تعز.

نزع الألغام

وبالتوازي مع التقدم الميداني، تواصل فرق خاصة من الجيش اليمني نزع الألغام التي خلفها الحوثيون في المناطق التي استعادها الجيش مؤخرا غربي محافظة تعز.

ويحاول الجيش مدعوما بقوات المقاومة الشعبية تأمين الطرقات والمسالك أمام القوات الوطنية وحماية المدنيين من حوادث تفجير هذه الألغام.

وتقول الفرق إنها قامت حتى الآن بتطهير منطقتي سائلة الطوير والرحبة الرئيسيتين وتستمر في التقدم إلى المناطق الأخرى، وذُكر أن بعض الألغام التي تم نزعها وتفكيكها مر على زرعها نحو 4 سنوات.

موجة نزوح

وقد رصد مراسل الجزيرة نزوح عشرات من أبناء منطقتي الطوير الأسفل والأعلى في جبهة مقبنة غربي مدينة تعز.

وقال المراسل إن قذائف أطلقها مسلحو الحوثي سقطت على منازل المواطنين بالمنطقة خلال الاشتباكات مع قوات الجيش.

وأشار إلى خوف النازحين من الألغام التي تنتشر قرب الطرق العامة والفرعية، موضحا أن عشرات من النازحين فروا من مناطقهم باتجاه مركز مدينة تعز، وأنهم في أوضاع صعبة.

يذكر أن سكان هذه المناطق من أصحاب الدخل المحدود، ويعتمدون على الزراعة ورعي المواشي.

الأوضاع الإنسانية

وتعليقا على هذه التطورات، قال المتحدث باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين لدى اليمن جون نيكولا بوز في اتصال مع الجزيرة إن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي، بسبب اشتعال المعارك في 3 جبهات، هي مأرب وتعز والحديدة.

وأوضح أن نحو 3 ملايين يمني اضطروا للنزوح بسبب هذه المعارك في ظروف إنسانية صعبة للغاية.

وأضاف أن مئات الآلاف من اليمنيين يبحثون عن مأوى حاليا، في وقت تتفشى فيه الأوبئة بشكل كبير.

وذكر ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن 5 ملايين يمني على الأقل يعانون من المجاعة، ودعا إلى أن يقدم المجتمع الدولي المساعدة للشعب اليمني.

كما أشار إلى أن المنظمات الدولية تلقت نصف ما وُعدت به من التمويل لمواجهة هذا الوضع، وأنها لا تستطيع أن تستمر في العمل في هذه الظروف مع نقص الموارد واستمرار الحرب.

وتعيد التحذيرات من موجات نزوح واسعة النطاق في اليمن بسبب اندلاع المعارك في 3 جبهات التذكير بوعود المجتمع الدولي للشعب اليمني، ففي وقت سابق من هذا الشهر تعهدت الدول المانحة بتقديم 1.7 مليار دولار لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن.

ويمثل هذا الرقم أقل من نصف مبلغ الـ3.85 مليارات دولار الذي كانت الأمم المتحدة تسعى للحصول عليه هذا العام لتجنب مجاعة واسعة النطاق.

ويحتاج نحو 80% من اليمنيين إلى المساعدة، إذ يعاني 400 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، كما يعاني 16 مليون شخص -أي أكثر من نصف سكان البلاد- من الجوع، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ودفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات اليمن إلى الانزلاق نحو ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ عقود.

المصدر : الجزيرة