النووي الإيراني.. واشنطن تريد اتفاقا أقوى وأطول وروحاني يطالبها بالخطوة الأولى

المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي قال إن الولايات المتحدة لن تهرع للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق بشأن الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية

قالت واشنطن إنها ستسعى إلى اتفاق أقوى بشأن برنامج إيران النووي، وإنها لا تستعجل الدخول في مفاوضات معها، فيما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الظروف الآن مناسبة للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وخلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه "إذا عادت إيران لالتزاماتها وفعلنا الشيء نفسه فسنستخدم ذلك كمنصة لبناء اتفاقية أطول وأقوى".

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة مهتمة بإعادة إيران إلى الاتفاق النووي، مؤكدا أن واشنطن قبلت الدعوة الأوروبية لعقد محادثات مع طهران، وأن الأخيرة رفضت الدعوة.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن مصممة على التشاور مع الكونغرس وحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط بشأن أي تحرك تجاه إيران.

وقال الوزير الأميركي إنه لم يحصل أي تحرك بشأن رفع العقوبات عن إيران.

Mediterranean Dialogue Forum in Rome
مالي قال إن بايدن لن يتخذ إجراءات أحادية فيما يتعلق برفع العقوبات عن إيران (وكالة الأناضول)

لا إجراءات أحادية

من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي إن المحادثات المباشرة مع الجانب الإيراني أكثر فعالية وأقل عرضة لسوء الفهم.

وفي مقابلة نشرها موقع أكسيوس (Axios) الإخباري الأميركي ذكر مالي أن الرئيس بايدن لن يتخذ إجراءات أحادية فيما يتعلق برفع العقوبات عن إيران.

وفي أول تصريحات يدلي بها منذ أن عينه بايدن لهذه المهمة أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أكد مالي أن الولايات المتحدة لن تهرع للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق بشأن الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.

وفي هذا السياق، قال "ما يحدد الوتيرة هو إلى أي مدى يمكننا أن نصل بما يتوافق مع الدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي".

وكان 140 نائبا جمهوريا وديمقراطيا طالبوا إدارة بايدن -في رسالة وجهوها أول أمس الثلاثاء- بالتفاوض على اتفاق أوسع نطاقا وأكثر صرامة مع إيران.

وتعثرت مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني في ظل إصرار كل من إيران والولايات المتحدة على أن يبادر الطرف الآخر بالخطوة الأولى، حيث تطالب الأولى برفع العقوبات الأميركية أولا، فيما تؤكد الأخيرة على ضرورة عودة طهران إلى التزاماتها بموجب اتفاق 2015.

وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

ظروف مناسبة للعودة

وفي الجانب الآخر، تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء عن إستراتيجية حكومته إزاء التعاطي مع واشنطن وبقية أطراف الملف النووي.

وقال روحاني في تصريحات بثها الإعلام الرسمي إن الظروف باتت مناسبة لعودة جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق النووي، ودعا الولايات المتحدة إلى أن تتخذ الخطوة الأولى وتبادر برفع العقوبات والالتزام بتعهداتها "لأنها أول دولة انتهكت الاتفاق".

وأكد أن بلاده تتبع سياسة خطوة مقابل خطوة، موضحا أن رفع جميع العقوبات ستقابله طهران بالتراجع عن جميع إجراءات خفض التزاماتها النووية.

وفي حال رفع جزء من العقوبات قال روحاني إن إيران ستتراجع فقط عن جزء من الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في اتصال مع روحاني الأربعاء إنه يتعين على إيران وقف جميع أنشطتها النووية التي تنتهك شروط خطة العمل الشاملة المشتركة، والعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي، وفق تعبيره.

وأكد جونسون على أهمية اغتنام إيران ما وصفها بالفرصة التي يتيحها استعداد الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق إذا عادت إيران إلى الالتزام به، حسب ما نقله المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني.

وشدد جونسون خلال الاتصال الهاتفي على ضرورة وقف إيران ما وصفه بالنشاط المزعزع للاستقرار، وأن تكون قوة إيجابية في منطقة الخليج.

المصدر : الجزيرة + وكالات