بذخ مقبرة مبارك يجدد أوجاع المصريين إزاء متاعبهم المعيشية

قال ناشطون إن مقبرة مبارك كلفت الملايين وتزيد مساحتها على ألف متر مربع (الأوروبية)

لم يكد المصريون يفرغون من استذكار إيجابيات عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك في ذكرى وفاته الأولى وتعداد حسنات هذا العهد مقارنة بالصعوبات في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ثم الترحم على عصر مبارك حتى جاءت صور وفيديوهات زيارة عائلة مبارك لقبره في ذكرى وفاته لتربك حالة التعاطف وتعيد تذكير المصريين بمشاق معيشتهم مقابل فخامة قصور وقبور حكامهم.

وقام علاء وجمال -ابنا الرئيس الأسبق الراحل مبارك- برفقة والدتهما سوزان مبارك بزيارة مقابر العائلة في منطقة مصر القديمة بالقاهرة قبل أيام في الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الذي حكم مصر لنحو 30 عاما، قبل أن يضطر للتنحي عن السلطة تحت وطأة ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

لكن الأيام التالية شهدت تركيز كثير من المصريين في مواقع التواصل الاجتماعي على تداول صور للزيارة تظهر نوعا من الفخامة والبذخ، سواء في مساحة المقبرة أو تجهيزاتها، بداية من واجهة تتصدرها صورة ضخمة للرئيس الراحل، مرورا بصالة استقبال رحبة فارهة، لتندلع حالة من الجدل المختلط بسخرية مريرة من الواقع الصعب الذي يعيشه المصريون مقابل فخامة المقبرة التي دفن فيها الرئيس الأسبق.

مقبرة أم فندق؟

وقال مغردون إن مبارك يبدو أنه أراد لنفسه "مقبرة ترد الروح"، وهو تعبير مصري متداول لوصف أماكن السكن الجميلة حيث توصف بأن "هواءها يرد الروح".

ووصف آخرون مقبرة مبارك بأنها أقرب إلى فندق من فئة 5 نجوم، حيث تبلغ مساحتها نحو ألف متر مربع، وفيها قاعة استقبال كبيرة مجهزة برخام طارد للحشرات ومغطاة بالسجاد الأحمر الفاخر، فضلا عن أثاث فرنسي وصالون أثري مذهب يعود إلى عصر أسرة محمد علي باشا، بتكلفة قدرها مغردون بملايين الجنيهات.

 

 

 

 

 

 

 

وشكلت صور المقبرة صدمة لمغردين اعتبروا أن المقبرة امتداد لترسيخ فكرة أن حاكم مصر الراحل أراد أن يموت فرعونا كما عاش فرعونا، حيث اشتهرت مقابر الفراعنة بالفخامة واحتوائها على ثروات ضخمة من الذهب.

مقبرة بألف مسكن

واستدعى مغردون آخرون أحد التصريحات الشهيرة لمبارك التي قال فيها في بداية عهده في ثمانينيات القرن الماضي إنه لن يمكث في السلطة أكثر من فترتين، مشيرا بأصبعيه الوسطى والسبابة، مضيفا أن الكفن بلا جيوب، وهو ما سخر منه مغردون عند رؤية بذخ مقبرته بأن كفنه بلا جيوب، لكن مقبرته مليئة بالذهب.

 

 

وتندر مغردون على أوضاعهم بسبب صعوبة الحصول على مسكن، فيما يدفن رئيسهم الأسبق -الذي "كان جزءا من أزمتهم المعيشية"- في مقبرة يمكن أن تحل مشكلة آلاف من الشباب بإيوائهم في شقق مناسبة للمعيشة بنفس تكاليف مقبرته.

وذهب البعض إلى المقارنة مع بساطة مقبرة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رغم أنه دولته من أثرى دول العالم، فيما قارن آخرون مع المقبرة البسيطة التي دفن فيها الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.

 

 

في المقابل، برر مناصرو مبارك مستوى فخامة مقبرته بأن ذلك أمر طبيعي لرئيس ظل يحكم مصر لمدة 30 عاما وكانت لديه أموال خاصة به نتاج مرتبه الكبير كرئيس للجمهورية، كما أشار بعضهم إلى ما اعتبروها أفضالا من جانب مبارك الذي لم يجعل المصريين يعانون مثل هذه المعاناة الراهنة.

وأشار آخرون إلى أن الفخامة لا تقتصر على مقبرة مبارك، مؤكدين أن الحال هو نفسه في مقبرة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

 

 

وتوفي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 25 فبراير/شباط الثاني 2020 عن عمر يناهز 92 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

وحوكم الرئيس مبارك في عدة قضايا، منها قضايا فساد وجرائم قتل المتظاهرين إلا أنه أدين فقط في قضية القصور الرئاسية بحكم نهائي بالسجن والغرامة المالية.

وانتهت قضية القصور الرئاسية في يناير/كانون الثاني 2016 برفض الطعن المقدم من مبارك ونجليه جمال وعلاء على حكم إدانتهم، وهو الحكم الذي بموجبه يحرم الثلاثة من مباشرة حقوقهم السياسية، لأن القضية تمثل جناية فساد مالي تتعلق بالمال العام.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي