دبلوماسي موريتاني يقود وساطة أفريقية بين السودان وإثيوبيا

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قال إن بلاده ستشعر بالامتنان في حال توسطت تركيا بينها وبين السودان من أجل حل النزاع الحدودي القائم

منطقة الفشقة على الحدود السودانية الإثيوبية
منطقة الفشقة على الحدود السودانية الإثيوبية باتت مركز الصراع بين البلدين (مواقع التواصل الاجتماعي)

قالت مصادر إعلامية سودانية مطلعة إن مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات سيصل الخرطوم خلال الساعات المقبلة لبحث دور للاتحاد الأفريقي في التوتر الحدودي الحاصل بين السودان وإثيوبيا.

وأفاد إعلام موريتاني أمس الأربعاء بأن لبات سيبدأ مهمة الوساطة رسميا وسيقوم بزيارة عاجلة إلى العاصمة السودانية دون تفاصيل.

ولم يصدر عن الاتحاد الأفريقي، أو الخرطوم وأديس أبابا تفاصيل عن تلك الوساطة، في حين قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إن موقف بلاده يتمثل في ضرورة الهدوء وتخفيف حدة التوتر بين البلدين دون إلقاء للاتهامات.

وعين ولد لبات في نهاية التسعينيات وزيرا لخارجية موريتانيا ثم سفيرا لبلاده في إثيوبيا، وممثلا دائما لموريتانيا في الاتحاد الأفريقي في الفترة بين 2003-2005، وعينه الاتحاد الأفريقي ممثلا له في كيغالي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى للمساعدة في إعادة الاستقرار والسلم الأهلي هناك آنذاك.

وعاد إلى المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي منذ 2017 كمستشار إستراتيجي لرئيس المفوضية الأفريقية، وتولى ملفات من بينها الأزمة السياسية في الكونغو.

كما قاد ولد لبّات كمبعوث من الاتحاد الأفريقي، مفاوضات ناجحة للتوافق بين أطراف الأزمة السودانية في 2019 عقب إطاحة الجيش بنظام عمر البشير.

استدعاء السفير

واستدعت الخرطوم سفيرها جمال الشيخ في أديس أبابا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي للتشاور، في مؤشر على توتر العلاقات بين البلدين.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن بلاده ستشعر بالامتنان في حال توسطت تركيا بينها وبين السودان من أجل حل النزاع الحدودي القائم.

وفي حديث مع وكالة الأناضول خلال زيارته لتركيا برفقة وزير الخارجية، أشار مفتي إلى إمكانية حل الأزمة الحدودية بين البلدين في منطقة الفشقة الحدودية بالطرق الدبلوماسية.

وأوضح أن بلاده لا تفكر في الحرب في الوقت الحالي، مضيفا "سنشعر بالامتنان إذا عرضت تركيا القيام بدور الوساطة بيننا".

والسبت الماضي، أعلنت الخارجية الإثيوبية استعدادها لقبول وساطة من أجل تسوية النزاع الحدودي بمجرد إخلاء الخرطوم جيشها من المنطقة التي احتلتها بالقوة، كما تقول أديس أبابا.

ومنذ فترة، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، حيث أعلنت الخرطوم في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرة الجيش على كامل أراضيها في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا.

وفي 13 يناير/كانون الثاني الماضي اتهم السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل أراضي إثيوبيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 1902 التي وقعت في أديس أبابا في 15 مايو/أيار من العام نفسه بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين.

المصدر : الجزيرة + وكالات