قضية تشغل حركة فتح.. هل يترشح الأسير البرغوثي لرئاسة فلسطين وماذا لو فاز؟

ناشطون فلسطينيون يتفاعلون مع التسجيل المصور الذي سربته إسرائيل للأسير المضرب عن الطعام مروان البرغوثي.
البرغوثي قضى 19 عاما في سجن الاحتلال ومحكوم عليه بالمؤبد 5 مرات (مواقع التواصل)

منذ إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس منتصف يناير/كانون الثاني مرسوما رئاسيا يحدد مواعيد الانتخابات، تصاعد الجدل داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حول نية القيادي الأسير مروان البرغوثي خوض الانتخابات.

وفي الأسبوع الماضي، وعقب انتهاء جلسات الحوار بالقاهرة بين الفصائل الفلسطينية واتفاقها على احترام الانتخابات ودعم إجرائها، توجه عضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ في زيارة استثنائية للبرغوثي في سجنه، من أجل إقناعه بالعزوف عن الترشح لانتخابات الرئاسة ودعم قائمة موحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية.

ومساء السبت، عقدت قيادة فتح اجتماعا برئاسة عباس لمناقشة نتائج الزيارة، وقالت الحركة إن الرئيس تلقى رسالة من البرغوثي، وأكد فيها الأخير أن فتح ستخوض انتخابات المجلس التشريعي بقائمة واحدة موحدة.

وإزاء ذلك، قال عضو المجلس الثوري للحركة حاتم عبد القادر، في مقابلة مع الجزيرة نت، إن رسالة البرغوثي للرئيس تدعم تشكيل قائمة موحدة ولكن بشروط.

ووفق المرسوم الذي أصدره عباس، ستجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني في مايو/أيار ويوليو/تموز وأغسطس/آب المقبل.

وحسب عبد القادر، فإن البرغوثي قرر الترشح في انتخابات الرئاسة فقط، ويدعم قائمة واحدة لفتح بشرط أن تمثل تيارات الحركة المختلفة، وأن يتم اختيار القائمة بشفافية ووفقا للأسس والمعايير الديمقراطية، وأن يتميز مرشحوها بالكفاءة وتستطيع أن تحظى بثقة الناخب الفلسطيني، في ضوء ما سماه عبد القادر "الثقة المتآكلة بالحركة جراء ممارسات السلطة التنفيذية الحالية".

وقال عبد القادر: نأمل أن تلبي اللجنة المركزية و"أبو مازن (عباس)" توصية البرغوثي، وأن تشكَّل كتلة جامعة يتم اختيارها على أسس ديمقراطية وليس على أسس المحسوبيات.

قائمة تيار البرغوثي

وفي حال لم تلب قائمة فتح الرسمية تطلعات البرغوثي، قال عبد القادر إن ما أسماه " تيار مروان" قد يلجأ لتشكيل قائمة أخرى، دون أن يكون مرشحا فيها.

و"تيار مروان" حسب القيادي الفتحاوي مجموعة من قيادات فتح المؤيدين لأفكار البرغوثي، ويعتقدون أن بإمكانه بعث أمل جديد في الحركة وفي النظام السياسي الفلسطيني.

وفي رام الله، يدور الحديث عن قائمة سيشكلها ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لفتح، بدعم من البرغوثي. وقال عبد القادر إنه لم يقرر بعد إن كان سيشارك بها أم لا.

وفي ظل الأحاديث عن دعم محمد دحلان القيادي المفصول من فتح لقائمة البرغوثي، قال عبد القادر "لدى دحلان قائمة خاصة ولا علاقة لها بأي قائمة محسوبة على البرغوثي أو أي قائمة رسمية لفتح". وأضاف "ليس هناك تحالف في أي قائمة بين مروان ودحلان".

إلى ماذا يستند البرغوثي؟

 فتح لم تتخذ قرارا نهائيا بعد بشأن ترشيح الرئيس عباس للانتخابات القادمة، ويستند البرغوثي إلى أفضلية تمنحها له استطلاعات الرأي الفلسطينية في حظوظ المتنافسين بالانتخابات التشريعية والرئاسية.

وأظهر آخر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث المسحية، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن 69% من الفلسطينيين سيشاركون بالانتخابات التشريعية القادمة، وستحصل قائمة فتح الموحدة على 38% من الأصوات مقابل 34% لقائمة حماس.

ولو شكّل البرغوثي قائمة مستقلة عن قائمة فتح الرسمية فإن 25% من الجمهور سيصوتون لها، و19% لقائمة فتح الرسمية. وإذا شكّل دحلان قائمة في مواجهة قائمة فتح الرسمية فإنه سيحصل على 7% من الأصوات مقابل 27% لقائمة الحركة الرسمية.

ولو جرت انتخابات رئاسية وترشح فيها اثنان فقط هما عباس وإسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس) يحصل الأول على 43% من الأصوات والثاني على 50%، أما لو كانت المنافسة بين البرغوثي وهنية فإن البرغوثي يحصل على 61% وهنية على 37%.

الإفراج أو تعيين نائب

وفي حين يقرأ محللون سياسيون توجه البرغوثي للترشح في انتخابات الرئاسة محاولة منه للدفع بملف الإفراج عنه بعد 19 عاما في السجون الإسرائيلية مع حكم بالسجن المؤبد 5 مرات، إلا أن عبد القادر قال إن ترشحه لا ينطوي على أهداف شخصية، و"نعتقد أن الذي شجع مروان على ذلك هو الرأي العام الفلسطيني الذي دعمه أكثر من مرة".

وقال عبد القادر إن لدى مروان برنامج رؤية وإستراتيجية مختلفة يجب أن يجربها الفلسطينيون. وأضاف "الآن هناك ضرورة ومصلحة وطنية بتغيير الطبقة السياسية التي وصلت بالفلسطينيين إلى طريق مسدود".

وفي حال فوز البرغوثي وهو قيد الأسر، قال عبد القادر "هذه لن تكون مشكلة، فحسب القانون الفلسطيني يستطيع ترشيح نفسه من السجن، وفي حال انتخابه ستتجند ضغوط محلية ودولية للإفراج عنه، وحتى لو بقي في السجن يمكن أن يُعيّن نائبا له".

تشكيل القائمة بمعايير

وفضلت قيادات فتح في اللجنة المركزية ومقربون منها الامتناع عن الحديث بشأن ترشّح البرغوثي للرئاسة، واشتراطاته لدعم قائمة واحدة للحركة بالانتخابات التشريعية.

لكن أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب قال إن فتح ستخوض الانتخابات التشريعية بقائمة واحدة، ووفق معايير سيتم تحديدها خلال الأسابيع المقبلة، وقال إن هذه المعايير "سيشارك بها الجميع".

وتحدث الرجوب خلال "برنامج ملف اليوم"، على تلفزيون فلسطين مساء الأحد، عن إجماع اللجنة المركزية ووحدة موقفها، بمن فيهم عضواها الأسيران البرغوثي وكريم يونس، على خوض الانتخابات بقائمة موحدة.

ودعا أمين اللجنة المركزية أبناءَ الحركة إلى التكاتف والوحدة فيما سمي "المحطة المفصلية" التي تمر بها فتح، وقال "كل الهيئات التنظيمية والهيئات القيادية في الأسر شركاؤنا وآذاننا صاغية لآرائهم".

وحسب الرجوب، فإن اللجنة المركزية هي التي ستصوت على تشكيل القائمة، على أن يبدأ اختيار مرشحيها الأسبوع المقبل لتصبح جاهزة خلال مارس/آذار.

المصدر : الجزيرة