حريق بمقر النهضة في تونس.. إصابة 18 شخصا والنيابة تنسبه لرجل أضرم النار في نفسه

Fire broke out at the headquarters of the Ennahda Movement in Tunisia
الحريق اندلع في الطابق الأرضي بالمقر العام لحركة النهضة في العاصمة تونس (الأناضول)

اندلع حريق في المقر المركزي لحركة النهضة بالعاصمة التونسية اليوم الخميس، وأعلنت الحركة -في بيان- وفاة أحد منتسبيها جراء الحادث، في حين قالت النيابة العمومية إن شخصا أضرم النار بجسده في المقر.

وقالت النيابة -التي سارعت إلى فتح تحقيق في الحادث- إن التحريات أظهرت أن شخصا أضرم النار بجسده في الطابق الأول لمقر حركة النهضة.

من جهتها، كشفت وزارة الداخلية عن المعطيات الأولية التي توصلت إليها، وأعلنت إصابة 18 شخصا جراء الحريق.

وأوضحت الوزارة -في بيان- أنها أرسلت فرق الحماية المدنية "إثر تلقي إشعار الساعة 14:24 بنشوب حريق بمقر حزب حركة النهضة بجهة مونبليزير بالعاصمة".

وأضافت أنه "تم العثور على جثة متفحمة لشخص داخل مقر الحزب المذكور الذي تم التعريف بهويته، وهو من مواليد سنة 1970 قاطن بحي التحرير، تونس العاصمة، عمل سابقا عون استقبال".

وذكرت وزارة الداخلية أن 18 مصابا نقلوا لتلقي العلاج، منهم 16 حالة اختناق بسيط وشخص تعرض لحروق متفاوتة الخطورة وشخص آخر تعرض لكسور متعددة.

وأضافت أن "الأبحاث العدلية جارية -بالتنسيق مع النيابة العمومية- تقصيا للحقيقة وللوقوف على ملابسات الواقعة ومسؤولية كل طرف ولإنارة الرأي العام".

الغنوشي ينعى سامي

من جهته، قال رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي -في تصريحات صحفية- إن الشخص الذي قالت النيابة إنه أضرم النار بجسده هو "شهيد آخر من شهداء النضال، من أجل تحرير تونس من الظلم والدكتاتورية والفساد والتهميش، وضحية أخرى من ضحايا الفقر".

وأضاف الغنوشي خلال ذهابه إلى المستشفى لزيارة علي العريض نائب رئيس الحركة، الذي أصيب في الحادث، "رحم الله سامي (السيفي). لقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجن مناضلا ضد الاستبداد والدكتاتورية".

وتابع "لكنه -وبعد أكثر من 10 سنوات- لم ينل أي تعويض، ولم ينل الحد الأدنى من الكرامة رغم أن مؤسسة الحقيقة والكرامة والعدالة الانتقالية أصدرت مقررات لصالحه، لكنها ظلت حبرا على ورق ولم تفعّل".

Fire broke out at the headquarters of the Ennahda Movement in Tunisia
الحريق أسفر عن إصابة 18 شخصا (الأناضول)

واستنكر الغنوشي تعرض من وصفهم بالمناضلين لحملة كبيرة من السخرية، قائلا "البعض أصبح يسألهم عن ثمن الكيلو من النضال".

وأضاف أن "سامي هو ضحية من ضحايا الحرب الإعلامية الظالمة على المناضلين وتجريمهم وتجريم النضال"، ورأى أن هذا الأمر نتيجة من نتائج الحملات على النهضة وشبابها ومناضليها.

وفي وقت سابق، قالت حركة النهضة -في بيان- إن الحريق أدى -بحسب بعض شهود العيان- إلى وفاة أحد مناضلي الحركة، بالإضافة إلى أضرار متفاوتة لدى عدد من الموجودين بمكاتبهم، نتيجة النيران والدخان المتصاعد في الطوابق العليا.

وقدّمت الحركة تعازيها لأسرة الشخص المتوفى، كما توجهت بالشكر إلى رجال الدفاع المدني الذين تدخلوا على وجه السرعة لإخماد الحريق ونجدة الموجودين بالمقر.

 

 

وكان عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة منذر الونيسي قال -في وقت سابق- إنهم لا يستبعدون أي سبب لاندلاع الحريق بالمقر.

إصابة قياديين

وقد حاصرت النيران بعض الموظفين في المقر؛ وأفاد مراسل الجزيرة في تونس سيف الدين بوعلاق بإصابة علي العريض رئيس الوزراء الأسبق نائب رئيس حركة النهضة، حين قفز من نافذة للمقر، وقد نقل إلى المستشفى.

وأظهرت مقاطع فيديو العريض وهو يقفز من الطابق الثاني، وتناقلت وسائل إعلام محلية صورا يظهر فيها العريض مصابا بكدمات في وجهه جراء وقوعه.

من جانبه، قال هشام العريض ابن علي العريض -في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" (Facebook)- إن والده بخير وإصاباته غير خطيرة، ولكنها ما زالت تستوجب المتابعة في المصحة.

 

كما نقل المراسل عن مصادر في حركة النهضة أن رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم هاروني أصيب أيضا في الحريق.

وقال بوعلاق إن الحريق اندلع في طابق واحد ثم تصاعدت أعمدة الدخان إلى الطوابق الأخرى، ولفت إلى أن العاملين في المقر سارعوا إلى القفز من الشرفات في الطابقين الثاني والثالث.

وأظهرت مقاطع فيديو -التقطت من أمام المقر- محاولات بعض العالقين القفز عبر شرفات الطوابق لتفادي النيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة التونسية