بعد تلويح حماس بالتصعيد.. إسرائيل تعلن شروط تخفيف الحصار والأمم المتحدة تؤكد تفاقم الوضع الإنساني بغزة

Israel reveals underground barrier along the Gaza Strip border
غانتس عند الجدار الذي أقامته إسرائيل على حدود قطاع غزة (رويترز)

ردت إسرائيل على تلويح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتصعيد بوضع شروط لتخفيف الحصار عن غزة، وأعلنت اكتمال بناء جدار على حدود القطاع، في حين أكدت الأمم المتحدة أن الحصار فاقم الوضع الإنساني في غزة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمس الثلاثاء -خلال الاحتفال بانتهاء جيش الاحتلال الإسرائيلي من تشييد جدار على الحدود مع قطاع غزة بعد 3 سنوات ونصف السنة من البدء فيه- إن إسرائيل تستخدم وسائط بسيطة لوقف ما وصفه بالإرهاب وتعاظم قوة حركة حماس، وتحقيق هدوء لأمد طويل، وإعادة البناء، حسب تعبيره.

وأضاف "من أجل تغيير الواقع في غزة مطالبنا بسيطة وواضحة: وقف التعزيز العسكري لحماس، والهدوء طويل الأمد، وعودة أبنائنا الجنود الأسرى والمفقودين".

ودعا غانتس حركة حماس إلى الاهتمام بهذه الأمور بدل الاشتغال بما وصفها بتهديدات فارغة.

وفي ما يخص الجدار الذي يمتد تحت الأرض، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه مشروع مبتكر ومتقدم تكنولوجيا يحرم حماس من إحدى القدرات التي حاولت تطويرها، ويوفر للإسرائيليين شعورا بالأمن، على حد تعبيره.

ووفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن الجدار يمتد 65 كيلومترا ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار، ومجهز برادارات وكاميرات ونظام للمراقبة البحرية، وجزء منه حاجز بحري مجهز بوسائل لكشف التسلل عن طريق البحر ونظام أسلحة يتم التحكم فيه عن بعد.

خيار التصعيد

وكان مصدر قيادي في حركة حماس قال للجزيرة إن القيادتين السياسية والعسكرية للحركة تدرسان خيارات التصعيد مع إسرائيل، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة والتباطؤ في إعادة الإعمار وتفاقم الأزمات الإنسانية، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي، وتشديد الإجراءات ضد الأسرى.

وأكد القيادي في حماس أن الخيارات المطروحة هي التصعيد الشعبي وكسر الحصار البحري بقوة المقاومة والخيار العسكري المطروح بقوة.

وتابع "لن نسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول".

وعبّر المصدر عن استياء الحركة الشديد من سلوك مصر التي تتلكأ في تنفيذ وعودها تجاه غزة ولم تلتزم حتى اللحظة بما تعهدت به للحركة والفصائل الفلسطينية في ما يتعلق بإعادة الإعمار، حسب تعبيره.

وقال المصدر القيادي في حماس للجزيرة إن سلوك مصر يعد تخليا عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة.

وحمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية تداعيات المماطلة في رفع الحصار عن قطاع غزة والتلكؤ في إعادة الإعمار، في حين دعا وزير الدفاع الإسرائيلي الفصائل لتحقيق هدوء طويل الأمد في القطاع.

وتعليقا على موقف حركة حماس، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا -في مقابلة مع الجزيرة- إن رسالة الحركة تعطي ما عدّه ضوءا أحمر بشأن معاناة قطاع غزة جراء الحصار وتباطؤ وعود الإعمار التي أدت إلى تهدئة مايو/أيار الماضي.

وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن الهدف مما يجري في غزة هو تدجين الفلسطينيين ليقبلوا الأمر الواقع، وأضاف في -مقابلة مع الجزيرة- أن الفلسطينيين سيردون بالمقاومة.

وكان الاحتلال الإسرائيلي شنّ لمدة 11 يوما عدوانا على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار في 21 مايو/أيار الماضي؛ وتسبب الهجوم في تدمير 1335 منشأة سكنية بشكل كامل أو بليغ، في حين لحق الضرر المتوسط والجزئي بنحو 12 ألفا و886 منزلا، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

U.N. High Commissioner for Human Rights Bachelet attends a news conference in Geneva
باشليه قالت إن القيود على وصول السلع والخدمات تولد معاناة كبيرة لسكان غزة (رويترز)

آثار الحصار

وقالت المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه -خلال اجتماع اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف- إن سكان غزة ما زالوا يعانون من حصار بري وبحري وجوي منذ 15 عاما، أدى إلى تدهور مستمر ومدمر للغاية في حالة حقوق الإنسان والوضع الإنساني.

وقالت باشليه إن القيود الشديدة على الحركة والوصول إلى السلع والخدمات الأساسية تولد معاناة كبيرة.

وأعربت المسؤولة الأممية عن قلقها بسبب الظروف الإنسانية رغم السماح بدخول بعض البضائع عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، فضلا عن معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر.

المصدر : الجزيرة + وكالات