دعوات أممية وأفريقية للحوار ووقف القتال.. صور حصرية للجزيرة من جبهات القتال في شمال إثيوبيا

تمكنت الجزيرة من الحصول على صور من جبهات القتال في شمال إثيوبيا، وذلك بعد أشهر من الصراع بين الحكومة الإثيوبية ومقاتلي جبهة تحرير تيغراي، وسط دعوات أفريقية وأممية لوقف القتال وإجراء حوار وطني شامل.

وتُظهر هذه الصور التي التقطت قبل يومين مقاتلي تيغراي وهم يتدفقون عبر سلسلة الجبال السهلية بين إقليمي أمهرة وتيغراي، وينسحبون باتجاه أقصى الشمال بعد معارك مع القوات الحكومية على تخوم إقليم أمهرة.

كما توثق صور أخرى مشاهد من اعتقال مسلحي تيغراي لمئات من القوات الحكومية والقوات المناوئة لهم، مطلع هذا الشهر، في مدينة كمبولتشا بولاية أمهرة، وتوثق مشاهد معسكرا لقوات تيغراي أعادت التمركز فيه خلال الأيام الماضية في إقليم أمهرة.

ولم تستطع أي وسيلة إعلامية الوصول إلى مناطق المواجهات ونقل الصورة من هناك، بسبب انقطاع الاتصالات واحتدام المعارك بين كرّ وفرّ.

إزالة التهديد

من جانبه، أكد الجيش الفدرالي الإثيوبي أنه تمكن من إزالة التهديد العسكري من محيط العاصمة أديس أبابا والطرق الإستراتيجية.

وتتواصل المواجهات العسكرية على عدد من الجبهات في محافظات إقليم أمهرة بين قوات الحكومة ومسلحي جبهة تيغراي، ما أسفر عن تعطل مطار مدينة سمرا، بينما طالب مسؤولون محليون في الإقليم بوقف الحرب والتوجه إلى التفاوض.

وطالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جبهة تحرير تيغراي بالاستسلام، معتبرا ذلك خيارها الوحيد بعد الهزيمة العسكرية التي منيت بها، حسب تعبيره.

تعهد آبي أحمد

وفي فيديو جديد بثه التلفزيون الرسمي، تعهد آبي أحمد بتكرار ما وصفها بالانتصارات التي تحققت شرقي وغربي البلاد.

وقال إن "الانتصارات التي حدثت في شرق البلاد وغربها ستتكرر في مناطق أخرى، معنويات الجيش مرتفعة للغاية، وسيتم تحرير المزيد من البلدات التي احتلها الإرهابيون الغازيون.. لقد هزم العدو وتفرق.. والخيار الوحيد المتبقي لهم هو الاستسلام. ندعو المواطنين في المناطق المحررة إلى الإسراع في تشكيل الإدارات. دعونا نسلم دولة ذات سيادة للأجيال المقبلة".

وفي السياق ذاته، قال القائد العسكري الإثيوبي في بلدة شواربيت نجوسي طلاهون في تصريح للجزيرة إن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها الكاملة على محافظة شوا المتاخمة للعاصمة من الشمال، موضحا أن الجيش الفدرالي يتقدم حاليا نحو بلدات في عمق إقليم أمهرة.

وفي أول تعليق رسمي، وصفت جبهة تيغراي انسحابها من تلك المناطق بالتكتيكي الذي يهدف لتنفيذ هجمات إستراتيجية حاسمة، وقالت إن المعركة على وشك الانتهاء، وإنه لا أحد يمكنه دفع مقاتليها إلى الوراء.

مأساة إنسانية

وفيما يخص الجانب الإنساني، حذّر مارتن غريفيث، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من أن تطور النزاع في إثيوبيا إلى أعمال عنف طائفية يمكن أن يؤدي إلى نزوح يُذكّر بمشاهد الفوضى بمطار كابل في أغسطس/آب الماضي.

وقال غريفيث في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الأسوأ هو وصول المعارك إلى أديس أبابا، ما قد يؤدي إلى تزايد أعمال العنف الطائفية في كل أنحاء البلاد.

ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، اليوم الجمعة، إلى وقف عاجل لإطلاق النار في إثيوبيا وإجراء حوار وطني شامل لحفظ السلام في البلاد.

وجاء ذلك في بيان مشترك لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسي فكي.

وطالب البيان بـ"وقف عاجل لإطلاق النار في إثيوبيا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الآمنة دون عوائق للمدنيين، وحماية حقوق الإنسان".

كما شدد البيان على "أهمية إجراء حوار وطني شامل وحقيقي للحفاظ على السلام والاستقرار والديمقراطية والحكم الرشيد والمصالحة في إثيوبيا".

المصدر : الجزيرة + وكالات