وسط معارك طاحنة.. الجيش الإثيوبي يقطع طرق إمداد لجبهة تيغراي وواشنطن قلقة من الفظائع

أعلنت أديس أبابا -الأربعاء- أن الجيش الإثيوبي قطع خطوط إمداد لجبهة تحرير تيغراي وحلفائها بعد سيطرته على مناطق في إقليم أمهرة، وسط معارك طاحنة بين الطرفين، في حين أعربت واشنطن عن قلقها مما وصفته "بالفظائع".

فقد قال مدير مكتب الاتصال الحكومي في إقليم أمهرة للجزيرة إن قوات الحكومة الإثيوبية سيطرت على مدينة لاليبيلا التي تضم كنائس قديمة محفورة في الصخر على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وتعدّ موقعا مقدسا لملايين المسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين، وذلك خلال العمليات العسكرية الجارية التي يقودها رئيس الوزراء آبي أحمد بنفسه.

كما قال مكتب رئيس الوزراء آبي أحمد، في تغريدة على موقع تويتر، إنه "تم تحرير بلدة لاليبيلا التاريخية وتخليصها من احتلال الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وأضاف المكتب أن القوات الإثيوبية باتت تسيطر الآن على بلدة "شواربيت" (220 كيلومترا شمال شرق أديس أبابا) وعلى 8 بلدات وقرى أخرى، مشيرا إلى "تحرير" مناطق ميزيزو ومولالي وراسا من قوات جبهة تيغراي.

وبعد بلدة لاليبيلا التاريخية ومطارها الدولي، يتجه الجيش إلى مدينة سيكوتا في أمهرة، وفقا للمكتب الإعلامي للحكومة الإثيوبية، وذلك وسط معارك طاحنة بين طرفي الصراع.

وكانت الحكومة أعلنت سيطرتها على مدن وبلدات وقرى عدة في جنوب إقليم أمهرة وشماله وغربه خلال الحملة العسكرية التي تشنّها على مسلحي جبهة تيغراي.

وذكر متحدث باسم الحكومة أن قوات الجيش سيطرت على 15 بلدة تتوزع على 4 جبهات من أبرزها بلدة (شواربيت)، مما يوقف خطط جبهة تيغراي للزحف نحو العاصمة أديس أبابا.

في المقابل، تحدثت جبهة تحرير تيغراي عن استمرار المعارك، وعبّرت عن قلقها في رسالة للأمم المتحدة عن تدخل دول غير أفريقية في الحرب.

واتهمت الجبهة القوات الحكومية باستهداف سد يوفر الكهرباء لإقليم تيغراي (شمال غربي إثيوبيا).

وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة الموجود حاليا في جبهة "كاسا غيتا" بإقليم عفر (شمال شرقي إثيوبيا) بأن الجيش الفدرالي دفع بتعزيزات عسكرية نحو إقليم أمهرة بعد إحكام سيطرته على كامل عفر.

ضربة لجبهة تيغراي

ومن شأن التقدم الذي أحرزه الجيش الإثيوبي في إقليم عفر وأمهرة أن يوجه ضربة قوية لجبهة تحرير تيغراي وحلفائها من قومية الأورومو وغيرها.

وكانت جبهة تيغراي تخطط للزحف من أمهرة جنوبا نحو العاصمة، أو التقدم شرقا وتهديد طريق الإمداد الرئيسي الذي يربط إثيوبيا بجيبوتي.

وقبل أسبوع من توجه رئيس الوزراء الإثيوبي لجبهات القتال، كانت القوات المتحالفة ضد حكومته قد باتت على مسافة 220 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا، كما أنها خاضت معارك للسيطرة على طرق إسترتيجية في الشمال.

ودفع التقدم السريع لقوات جبهة تيغراي وحلفائها دولا غربية في مقدمتها الولايات المتحدة إلى دعوة رعاياها لمغادرة إثيوبيا على الفور.

وأعربت مولي فيي مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية عن قلق بلادها مما وصفتها بالفظائع في إثيوبيا، وأكدت أن واشنطن لا تتحيز لأي طرف في الصراع الذي تسبب بعواقب وخيمة لمئات الآلاف من الأشخاص.

وأضافت مولي أن الولايات المتحدة تعمل بجد لوقف الصراع، وتحث الأطراف على وقف القتال، والبدء بحوار شامل.

كما حثت الإثيوبيين في الولايات المتحدة على الابتعاد عن خطاب الكراهية، وعلى لعب دور مسؤول، بدلا من تأجيج الصراع. حسب تعبيرها.

رحلات إنسانية

في الأثناء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء إن الرحلات الإنسانية للمنظمة الدولية بين أديس أبابا ومدينة ميكيلي (عاصمة إقليم تيغراي) استؤنفت، مشيرا أيضا إلى وصول 157 شاحنة مساعدات إلى هذه المدينة.

وفي تصريحات للصحفيين في مقر المنظمة بنيويورك، دعا غوتيريش مجددا إلى وقف فوري للقتال في إثيوبيا، ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من دون عوائق.

وفي وقت سابق اليوم، وصل وزير الخارجية الصيني إلى أديس أبابا، وتأتي الزيارة في وقت أكدت فيه بكين رفضها التدخل في شؤون إثيوبيا الداخلية.

وتصاعد القتال أخيرا على الرغم من محاولات الوساطة الأميركية والأفريقية، والتحذيرات من تفتت إثيوبيا جراء الصراع المسلح على أساس عرقي.

المصدر : الجزيرة + وكالات