مخاوف أوميكرون بمصر.. نفي تعطيل الدراسة والحكومة تشدد الإجراءات

أطباء مصريون أمام إحدى حجرات الحجر الصحي المخصصة لمصابي فيروس كورونا (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة – مع تصاعد القلق عالميا بشأن متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" (Omicron)، يبدو أن الأنباء عن إصابة سائحة بلجيكية قادمة من مصر بالمتحور الجديد لن تمر دون تأثير، إذ أعلنت كل من كندا وكازاخستان حظر دخول المسافرين القاديمن من مصر.

وتنفي السلطات المصرية رصد حالات مصابة بالمتحور الجديد على أراضيها حتى الآن، لكنها أكدت استعدادها في حالة وصول المتحور، وشددت الإجراءات الوقائية تجاه الجائحة.

وفي ظل مخاوف المصريين من انتشار المتحور الجديد، نفت وزارتا التعليم والتعليم العالي الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات تحسبا لظهور أوميكرون.

كندا وكازاخستان

واعتبارا من اليوم الأربعاء، حظرت كندا دخول المسافرين القادمين من كلّ من مصر ونيجيريا وملاوي، وذلك خشية تفشّي أوميكرون، بعد أن فرضت الإجراء نفسه على 7 دول أفريقية أخرى.

وفي مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، قال وزير الصحة الكندي جان إيف دوكلو إن الرعايا الأجانب الذين عبروا أو أقاموا في هذه البلدان العشرة لا يمكنهم دخول كندا إذا كانوا قد أقاموا فيها خلال الأسبوعين الماضيين.

يأتي ذلك بعدما أعلنت كازاخستان أمس الثلاثاء أيضا أنها ستحد من دخول مواطني عدد من الدول الأفريقية الأخرى إلى جانب هونغ كونغ، وتفحص الوافدين من البلدان التي رُصدت فيها حالات إصابة بالسلالة.

وعزت سلطات كازاخستان وقف الرحلات مع مصر إلى رصد حالة إصابة بسلالة أوميكرون في بلجيكا لمسافرة قادمة من مدينة الغردقة المصرية.

والجمعة الماضية، قال وزير الصحة البلجيكي فرانك فاندنبروك إن لدى بلاده حالة إصابة مؤكدة بالمتحور الجديد، وهي الحالة الأولى التي يعلن عنها في أوروبا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، ولم يقدم الوزير مزيدا من التفاصيل، غير أن عالم الأوبئة البلجيكي مارك فان رانست كتب على موقع تويتر أن الشخص المصاب عاد من مصر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

لكن السلطات المصرية نفت علاقتها بالمتحور الجديد، وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار التواصل مع منظمة الصحة العالمية للاستفسار عن صحة ذلك، وإخطار السلطات المصرية بالنتائج لاتخاذ ما يلزم من إجراءات حال ثبوت ذلك.

نفي واستعداد

ورغم نفيه لظهور أي حالة حتى الآن، فإن المتحدث باسم وزارة الصحة أكد عدم قدرة أي دولة في العالم على منع المتحور الجديد من الوصول إليها، موضحا أن بلاده تتخذ الإجراءات فقط لتقليل إمكانية الوصول والحد من سرعة انتشاره حال ظهوره على أراضيها.

هذا التأكيد أعرب عنه أيضا مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين، مشددا في تصريحات متلفزة على أن المتحور الجديد لم يظهر في مصر حتى الآن، ومضيفا أن مسألة دخوله أو عدم دخوله قضية لا يجب أن تشغلنا كثيرا، لأن هذا المتحور سيدخل مصر خلال المرحلة المقبلة بنسبة 100%، والمهم هو العمل على تقليل الإصابة به قدر الإمكان.

كما قال رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا حسام حسني إنه لا توجد أي حالات في مصر، والدولة تتعامل بشفافية ووضوح مع الملف وجاهزة للتصدي للفيروس، مناشدا المصريين التلقيح وتطبيق الإجراءات الاحترازية لتفادي المتحور الجديد.

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد إن هناك رعبا من المتحور أوميكرون، رغم عدم وجود دليل علمي على خطورته، موضحا أن القطاع الصحي لا يشهد وجود أزمات في المستشفيات أو قطاع العناية المركزة.

وأضاف سعد في تصريحات متلفزة، أنه من الوارد أن يثبت استجابة هذا المتحور للقاحات، وحينها لن نكون في حاجة لاتخاذ هذه الإجراءات، ويجب حينها التعامل مع المتحورات بشكل ليس فيه تهوين ولا تهويل، موضحا أن مصر لا تنوي اتخاذ مزيد من الإجراءات التقييدية بسبب المتحور الجديد.

وفي سياق متصل، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في تصريحات متلفزة أن بلاده استقبلت أول أمس الاثنين 11 مواطنا قادمين من جنوب أفريقيا عبر "الترانزيت"، وكانت نتيجة المسحة الخاصة بهم سلبية، ويخضعون حاليا للحجر الصحي، لكنه لم يستبعد تحوّل حالات منهم إلى إيجابية خلال الأيام المقبلة.

وحول التعامل مع أي حالة تثبت إيجابية إصابتها من القادمين من جنوب أفريقيا، أوضح عبد الغفار أنه إذا كانت الحالة مصرية يتم حجزها في المستشفى ووضعها تحت الرقابة المشددة، أما إذا كانت الحالة غير مصرية فيتم إعادتها إلى الجهة التي قدمت منها.

تشديد الإجراءات الوقائية

وفي إطار الإجراءات الوقائية تجاه الجائحة، يبدأ اليوم الأربعاء سريان قرار الحكومة بمنع دخول الموظفين الحكوميين غير الحاصلين على لقاح كورونا إلى مقار أعمالهم، وكذا عدم السماح للطلاب الجامعيين الذين لم يتلقوا اللقاح بدخول الجامعات.

من جهته، قال خالد عبد الغفار القائم بعمل وزير الصحة إن الحكومة تتوسع في عملية تطعيم المواطنين، إذ يتم تقديم ما يزيد على 500 ألف جرعة في اليوم الواحد، كما تم تطعيم ما يزيد على 90% من طلاب الجامعات المنتظمين، مؤكدا أنه لن يدخل الامتحانات سوى الطلاب الذين تم تطعيمهم.

بدوره، دعا المتحدث باسم وزارة الصحة أولياء الأمور للذهاب مع أطفالهم الذين يبلغون من العمر 12 إلى 18 عاما أثناء تلقيهم اللقاح الخاص بفيروس كورونا، مضيفا في تصريحات متلفزة أن وجود ولي الأمر مع متلقي اللقاح شرط أساسي، إذ تشترط السلطات موافقة ولي الأمر على تلقي أبنائه اللقاح وأن يوقع إقرارا بذلك.

وأوضح أن الأطفال من سن 12 إلى 18 عاما سوف يتلقون لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer- BioNTech)، وأن إجراءات التسجيل ستكون من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة، مشيرا إلى أن الطالب سيتلقى رسالة بمكان تلقي اللقاح فور إنهاء إجراءات التسجيل مباشرة.

وسجلت وزارة الصحة المصرية 949 إصابة جديدة بفيروس كورونا و62 وفاة بنهاية يوم أمس الثلاثاء.

وحسب البيان الرسمي للوزارة، فقد بلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا 358 ألفا و578 إصابة، بينهم 297 ألفا و536 حالة تم شفاؤها، و20 ألفا و474 وفاة.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي