بعد تهديد جيش تحرير أورومو بالسيطرة على العاصمة الإثيوبية.. واشنطن توفد مبعوثها إلى أديس أبابا وتتحدث عن أدوات ضغط

يزور الموفد الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إثيوبيا اليوم الخميس وغدا الجمعة للدعوة إلى إيجاد حل سلمي في البلاد بعدما توسعت رقعة القتال هناك، حيث أعلن جيش تحرير أورومو أن دخول مقاتلي الجيش المتحالف مع جبهة تحرير شعب تيغراي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مسألة أسابيع فقط. في حين تعهد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بإفشال تحول البلاد إلى ما يشبه ليبيا أو سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة منزعجة بشدة من توسيع رقعة العمليات القتالية والعنف في إثيوبيا وتراقب الوضع عن كثب.

وِأشار برايس إلى أن لدى الإدارة الأميركية أدوات للضغط على الحكومة الإثيوبية فيما يخص الأوضاع في إقليم تيغراي. وأضاف الناطق في مؤتمر صحفي أن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لهما دور مهم في التعامل مع الأزمة في إثيوبيا.

وجدد المتحدث الأميركي مطالبة واشنطن لإريتريا بسحب قواتها من إقليم تيغراي بشكل كامل. كما حذر من أن أي محاولة من قبل إثيوبيا لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى الإقليم ستقابل برد مناسب.

وفي إطار أدوات الضغط الأميركية أعربت الحكومة الإثيوبية عن أسفها لقرار واشنطن تعليق امتيازات أديس أبابا في قانون النمو والفرص في أفريقيا، وأشارت إلى أن المخاوف بشأن حقوق الإنسان لا تبرر تعليق الامتيازات الإثيوبية في قانون النمو والفرص بأفريقيا.

وفي سياق التحركات الدولية، أعرب المتحدث الإقليمي باسم الاتحاد الأوروبي للجزيرة عن قلق الاتحاد من انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

جبهة تحرير تيغراي قالت يومي السبت والأحد الماضيين إنها سيطرت على مدينتين إستراتيجيتين هما ديسي وكومبولشا على بعد 400 كلم شمال العاصمة الإثيوبية، ولم تستبعد الجبهة الزحف نحو أديس أبابا.

أسابيع وليس أشهرا

في غضون ذلك، قال الناطق باسم جيش تحرير أورومو أودا طربي، ردا على سؤال عن احتمال دخوله العاصمة أديس أبابا، "إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فستكون حينئذ مسألة أشهر إن لم تكن أسابيع"، وأضاف المتحدث نفسه أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد "أمر محسوم".

وأشار المتحدث باسم جيش تحرير أورومو، الذي تحالف في أغسطس/آب الماضي مع جبهة تحرير شعب تيغراي، إن الجيش دخل إلى مدن عدة في جنوب مدينة كومبولشا الإستراتيجية، ومن تلك المدن كيميسي على بعد 320 كيلومترا من أديس أبابا.

وفي السياق أعلن المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا مساء الأربعاء أن الجبهة تتحرك جنبًا إلى جنب مع جيش تحرير أورومو للتقدم في أراضي في كيميسي في منطقة أمهرة. وقال على تويتر إن "العمليات المشتركة ستستمر في الأيام والأسابيع المقبلة".

تشكل هذه التصريحات تكرارا لما أكده رضا لوكالة الصحافة الفرنسية في يوليو/تموز الماضي، حيث قال "إذا اضطررنا للسير إلى أديس أبابا لحماية تيغراي فسنفعل ذلك".

وكانت جبهة تحرير تيغراي قالت يومي السبت والأحد الماضيين إنها سيطرت على مدينتين إستراتيجيتين هما ديسي وكومبولشا على بعد 400 كلم شمال العاصمة الإثيوبية، ولم تستبعد الجبهة الزحف نحو أديس أبابا.

 

حالة الطوارئ

ونفت الحكومة الإثيوبية سقوط المدينتين بيد المتمردين، وأعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد في مواجهة التهديدات الأمنية المتمثلة في إحراز المتمردين مكاسب ميدانية واقترابهم من العاصمة.

ودعت سلطات أديس أبابا السكان إلى تنظيم صفوفهم للدفاع عن المدينة عن طريق حمل السلاح والدفاع عن أحياء العاصمة.

وبعد إعلان حالة الطوارئ، تواترت أنباء عن اعتقال أشخاص من إقليم تيغراي في العاصمة على أساس عرقي واقتياد الشرطة لهم مساء الثلاثاء، وقال أحد السكان لوكالة رويترز إنه رأى الشرطة في حي بولي وسط العاصمة توقف الناس عشوائيا في الشارع، وتطلب منهم إبراز بطاقات هوياتهم التي تحدد عرقيتهم.

ومن المتوقع أن يصادق البرلمان الإثيوبي على حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات، وسيتيح هذا الأمر للسلطات تجنيد "أي مواطن في سنّ القتال ويملك سلاحا"، أو تعليق وسائل الإعلام التي يشتبه في أنها "تقدم دعما معنويا مباشرا أو غير مباشر" لجبهة تحرير شعب تيغراي، حسب ما أوردت قناة "فانا" الحكومية.

ووصف الناطق باسم جبهة تحرير تيغراي الإجراءات التي أعلنتها أديس أبابا بأنها "تفويض مطلق لسجن أو قتل عناصر جبهة تيغراي"، وكتب الناطق على حسابه بتويتر "بينما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق آبي أحمد ومساعدوه أجواء رعب وانتقام".

 

آبي أحمد اتهم تحالف جبهة تحرير تيغراي وجيش تحرير أورومو بتحويل إثيوبيا إلى ما يشبه ليبيا أو سوريا (الأناضول)

تصريحات آبي أحمد

واتهم رئيس وزراء إثيوبيا تحالف جبهة تحرير تيغراي وجيش تحرير أورومو بتحويل إثيوبيا إلى ما يشبه ليبيا أو سوريا، وتعهّد بإفشال هذه المساعي، وقال في رسالة بمناسبة مرور الذكرى الأولى على بدء الحرب في إقليم تيغراي شمالي البلاد "يريدون تدمير دولة لا بناءها".

ووعد آبي أحمد بدفن أعداء حكومته "بدمائنا وعظامنا، وسنعلي مجد إثيوبيا من جديد".

 

السفارات الأجنبية

وعقب تدهور الوضع الأمني بإثيوبيا، جددت السفارة الأميركية في أديس أبابا اليوم دعوة مواطنيها للاستعداد لمغادرة البلاد، كما حذرت رعاياها من السفر إلى إثيوبيا بسبب خطر تصاعد النزاعات المسلحة

ودعت وزارة الخارجية الكويتية -في بيان على صفحتها بتويتر الأربعاء- المواطنين الكويتيين الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرتها فورا، وطلبت من الراغبين بالسفر إلى البلد الأفريقي التريث وتأجيل سفرهم.

كما دعت السفارة القطرية في إثيوبيا الأربعاء المواطنين القطريين إلى مغادرة الأراضي الإثيوبية في أسرع وقت ممكن، واتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة.

تقرير أممي

وفي الجانب الإنساني من الصراع في إثيوبيا، كشف أول تحقيق للأمم المتحدة أن جميع أطراف النزاع في إقليم تيغراي ارتكبت وبدرجات متفاوتة انتهاكات لحقوق الإنسان، قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقد قدمت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بعضًا مما ورد في التقرير الأممي الإثيوبي المشترك، وقالت إن المدنيين في تيغراي "تعرضوا لعنف وحشي، وكشف فريق التحقيق المشترك عن العديد من الانتهاكات، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون، والإعدامات والتعذيب، والاعتداء الجنسي، والعنف العرقي، والانتهاكات ضد اللاجئين، والتهجير القسري للمدنيين".

المصدر : الجزيرة + وكالات