كورونا.. جدل بشأن فعالية اللقاحات الحالية ضد أوميكرون ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى إجراءات "منطقية" لاحتوائه

يتواصل الجدل بشأن فعالية اللقاحات الحالية ضد متحور كورونا الجديد "أوميكرون" (Omicron)، في وقت دعت فيه منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إجراءات احترازية "منطقية" لاحتوائه.

وعبّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الثلاثاء عن قلقه من إقدام بعض الدول على اتخاذ إجراءات غير مبنية على أدلة فعالة ضد دول في جنوب أفريقيا، لا سيما تلك التي أبلغت سريعا عن المتحور أوميكرون.

وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للمنظمة المنعقدة في جنيف، قال غيبريسوس "ندعو جميع الدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض المخاطر. لا تزال لدينا أسئلة أكثر من الأجوبة بشأن تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض وفعالية الفحوص والعلاجات واللقاحات".

وأكدت منظمة الصحة العالمية -في وثيقة توجيهية- أن حظر السفر لن يوقف انتشار أوميكرون، معتبرة أنه يضع عبئا ثقيلا على سير الحياة وسبل العيش، ولكنها أضافت أنه "يجب نصح الأشخاص الذين لا يتمتعون بصحة جيدة أو المعرضين لخطر الإصابة -بما في ذلك الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق- بتأجيل السفر".

وكانت المنظمة أوصت الدول الأعضاء فيها باتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية للاستجابة للمتحور الجديد، محذرة من أن مخاطره تعد عالية جدًا بالنظر إلى احتمال سرعة انتشاره.

وقالت مديرة وكالة الأدوية الأوروبية إيمير كوك إن اللقاحات المعدة خصيصا لمتحور أوميكرون يمكن الموافقة عليها في غضون 3 إلى 4 أشهر إذا كانت هناك حاجة إليها، موضحة أن اتخاذ قرار بشأن ضرورة منح جرعات لقاح إضافية يعود إلى هيئات أخرى.

وأضافت كوك أمام لجنة في البرلمان الأوروبي "إذا كانت هناك حاجة لتغيير اللقاحات الحالية، فقد نكون في وضع يسمح لنا بالموافقة على تلك اللقاحات في غضون 3 إلى 4 أشهر".

وتأتي تعليقاتها بعد أن نُقل عن رئيس شركة تصنيع الأدوية الأميركية "مودرنا" (Moderna) قوله إن اللقاحات الحالية قد لا تقي من المتحور أوميكرون، حيث سبق أن أعلنت مودرنا أنها تعمل على لقاح خاص بأوميكرون، مثل شركة "فايزر" (Pfizer) الأميركية.

ولفتت كوك إلى أن وكالة الأدوية الأوروبية لا تعرف -حتى الآن- إذا كانت اللقاحات الحالية لا تزال فعالة ضد أوميكرون، وأن التأكد من ذلك سيستغرق نحو أسبوعين.

مطار نيويورك الأميركي يشترط قيودا جديدة على القادمين من عدة دول أفريقية (الفرنسية)

جدل اللقاحات

ويتواصل الجدل من منتجي اللقاحات بشأن فعالية ما ينتجونه على المتحور الجديد، إذ قالت أكسفورد إنه لا دليل حتى الآن بشأن عدم فاعلية هذه اللقاحات.

وفي أحدث التصريحات، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) عن مؤسس مختبر "بيونتك" (BioNTech) أوغور شاهين قوله إن المطعمين سيحظون بحماية من أي مضاعفات خطيرة إذا أصيبوا بأوميكرون.

وأبدى ستيفان بانسل رئيس مختبرات مودرنا تشاؤما إزاء فعالية اللقاحات، فقال لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) إن البيانات بشأن فعالية اللقاحات الحالية ستكون متاحة في غضون الأسبوعين المقبلين، إلا أن العلماء غير متفائلين في هذا الصدد.

أما شركة فايزر فأعلنت جاهزيتها لإنتاج لقاح فعال ضد متحور أوميكرون خلال 100 يوم، مضيفة أنها بدأت تجريب لقاحها الحالي على أوميكرون.

من جهتها، أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) أنها تعمل على لقاح خاص بأوميكرون، وأنها ستتقدم في هذا العمل حسب الحاجة، مشيرة إلى أنها تقوم بتجريب لقاحها الحالي على متحور أوميكرون.

وأعلنت روسيا أنها تعمل على تطوير نسخة من "سبوتنيك-في" (Sputnik-V) تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللقاح المتوافر حاليا فعالا، "وهو أمر غير مرجح".

وأعلن المعهد الأميركي للأمراض المعدية أن اللقاح وجرعاته المعززة منح أجساما مضادة ضد متحورات سابقة.

مطار طوكيو يبدو فارغا بعد وقف استقبال الرحلات القادمة من الخارج (غيتي)

انتشار أوميكرون

وانتشر المتحوّر الجديد -الذي اكتشف في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي- في كل القارات، من كندا إلى إيطاليا مرورا باليابان وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، مما دفع العديد من الدول إلى تعليق الرحلات مع جنوب أفريقيا وفرض تدابير وقائية.

ويبدو أن أوروبا -التي أصبحت منذ أسابيع بؤرة الوباء- هي القارة الأكثر تضررا حاليا بأوميكرون، إذ أكد رئيس وكالة الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي رصد 120 إصابة خفيفة على الأقل في 10 دول أوروبية.

ففي بريطانيا، أعلن وزير الصحة ارتفاع حالات الإصابة بأوميكرون إلى 22 حالة، كما سُجلت 14 حالة في هولندا، وإصابة واحدة في السويد، وحالتان في إقليم مدريد في إسبانيا.

وقال المستشار الألماني المقبل أولاف شولتس إن البرلمان سيصوت على إلزامية اللقاحات بحلول نهاية العام، مضيفا أن التلقيح الإلزامي يجب أن يكون ساري المفعول "في بداية فبراير/شباط أو مارس/آذار" المقبلين.

وفي كندا، أكدت مقاطعة كيبيك تسجيل حالة إصابة بعد يوم من إعلان حالتين مؤكدتين في أوتاوا.

وتحقق السلطات في البرازيل بشأن إصابة محتملة لراكب وصل إلى ساو باولو قادما من جنوب أفريقيا، بينما تم منع الرحلات الجوية من 6 دول أفريقية.

كما أعلنت السلطات الفرنسية تسجيل أول حالة إصابة في جزيرة لاريونيون الفرنسية في المحيط الهندي.

وفي القارة الآسيوية، أعلنت اليابان تسجيل أول إصابة بعد يوم واحد من إعادة فرض حظر على دخول الأجانب إلى البلاد، بينما تتحقق السلطات الهندية من بؤرتي إصابة للمتحور الجديد مشتبه فيهما في ولايتي ماهاراشترا وكارناتاكا.

وفي أستراليا، تم رصد سادس حالة إصابة بمتحور أوميكرون، في حين قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن بلاده لن تفرض حالة الإغلاق بسبب المتحور الجديد.

أما في واشنطن، فقال البيت الأبيض إن مسؤولو الصحة في الإدارة الأميركية لم ينصحوا بفرض مزيد من قيود السفر جراء انتشار أوميكرون.

وحذر رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول -أمس الاثنين- من أن أوميكرون قد يلقي بظلاله على الاقتصاد والتضخم، مشددا على "مخاطر تراجع التوظيف والنشاط الاقتصادي".

كما أقرت الصين -اليوم الثلاثاء- بأن أوميكرون سيصعّب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير/شباط 2022، لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث.

المصدر : الجزيرة + وكالات