وسط معارك محتدمة.. الجيش الإثيوبي يعلن استعادة السيطرة على إقليم عفر وتأمين طريق ميلي الإستراتيجي

أعلنت القوات العفرية الخاصة المساندة للجيش الإثيوبي، استعادة سيطرتها الكاملة على إقليم عفر شمال شرقي البلاد، بينما تتواصل المعارك بين القوات الحكومية وقوات جبهة تيغراي والفصائل المتحالفة معها في عدة جبهات.

وقال الجيش الفدرالي للجزيرة إنه سيواصل زحفه -انطلاقا من إقليم عفر- نحو إقليم أمهرة، خصوصا إلى مناطق "باتي" و"وكومبُلشا".

وأكد مراسل الجزيرة في إقليم عفر محمد طه توكل أن القوات الحكومية تمكنت من تأمين طريق ميلي الإستراتيجي الذي يمر عبره أكثر من 90% من الواردات الإثيوبية القادمة عبر ميناء جيبوتي، حيث يمر به أكثر من ألف شاحنة إلى العاصمة أديس أبابا.

وأضاف المراسل أن أصوات المدافع ومختلف أنواع الأسلحة كانت تُسمع طوال الليل في عدة بلدات على تخوم عفر وأمهرة.

ولا تزال المعارك محتدمة في مناطق عدة شمالي إثيوبيا. وقد ظهر رئيس الوزراء آبي أحمد لليوم الثاني على التوالي من جبهات القتال بزي عسكري.

وقال أحمد إن بلاده فخورة بجنودها وجيشها الوطني، وإنهم سيصدون هجوم العدو وسيحققون النصر، وإن جبهة تيغراي لن تستطيع التغلب على جنود بلاده.

وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت أمس السبت تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق بورقا وشيفرا على الحدود بين إقليمي عفر وأمهرة.

وقالت الحكومة إن قواتها تتقدم باتجاه مدينة باتي وصولا إلى وكومبلشا في عمق شرق إقليم أمهرة، لكن جبهة تحرير شعب تيغراي لم تعلّق عن هذه المستجدات.

وأعلن مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي أن الجيش الفدرالي سيطر على مناطق بورقا، والجبال المحيطة بمدينة باتي شفرا، كما تمكن من السيطرة على جبهة باتي كاساجيتا، واتجه إلى مناطق باتي ووكومبلشا.

أما في جبهة شواربيت، فما زالت المعارك دائرة بين القوات الحكومية من جهة، وتحالف جبهة تيغراي وجماعة أنوق شني الأورومية من جهة أخرى.

قلق أميركي

وفي ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد العسكري في إثيوبيا.

وأضاف برايس -بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وبلينكن- أن الوزير شدد على الحاجة إلى التحرك العاجل لإجراء مفاوضات.

وعلى صعيد متصل، قالت السفارة الأميركية في أديس أبابا إن الوضع الأمني في البلاد يستمر في التدهور، وحثت رعاياها على المغادرة بشكل فوري وباستخدام الخيارات التجارية المتاحة.

الجوع يتربص

على الصعيد الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 9 ملايين شخص باتوا يواجهون الجوع كنتيجة مباشرة للصراع.

وتتركز الأزمة الإنسانية في الأقاليم الثلاثة: تيغراي، وأمهرة، وعفر. فقد شهد إقليم أمهرة أكبر قفزة في الأرقام من حيث عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية ماسة، بما يقارب 4 ملايين شخص.

وتوسّع نطاق سوء التغذية في مناطق القتال، حيث تشير الأرقام إلى أن نحو 50% من الحوامل والمرضعات اللائي تم فحصهن في أمهرة وتيغراي، يعانين من سوء التغذية.

أما الأطفال، فأشارت بيانات الفحص إلى أن معدلات سوء التغذية بينهم في الأقاليم الثلاثة تتراوح بين 16% و28%.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون الاتصالات في إثيوبيا سلامويت كاسا إن المساعدات الإنسانية في إقليم تيغراي استؤنفت منذ أيام قليلة.

وأضافت كاسا -في بيان- أن المساعدات وصلت عبر طائرات للمنطقة بتنظيم وتنسيق مع الأمم المتحدة، وأوضحت أن عدد النازحين من منطقتي أمهرة وعفر تجاوز 1.6 مليون، حيث تم توزيع أكثر من 265 ألف طن من الأغذية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأضافت الوزيرة الإثيوبية أن الدعم الأساسي المقدم للنازحين بسبب الهجوم يتم بشكل أساسي من خلال الحكومة والمنظمات الشريكة.

المصدر : الجزيرة + وكالات