أميركا تحث رعاياها على مغادرة إثيوبيا الآن.. آبي أحمد يتوعد "بدفن العدو" والأمم المتحدة تحذر من مجاعة تتهدد السكان شمالا

قالت السفارة الأميركية في أديس أبابا إن الوضع الأمني في إثيوبيا يستمر في التدهور. وحثت السفارةُ الأميركيين في إثيوبيا على المغادرة الآن باستخدام الخيارات التجارية المتاحة.

وبينما تتصاعد حدة المعارك بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير تيغراي توعد رئيس الوزراء آبي أحمد من خط الجبهة الأمامي أمس الجمعة "بدفن العدو"، في حين حذرت الأمم المتحدة من مجاعة تهدد مئات آلاف السكان في أقاليم تيغراي وأمهرة وعفر شمال البلاد.

وقد أعلنت أديس أبابا استعادة منطقة جيفرا بإقليم عفر، ومنطقتي بورقا وشيفرا على الحدود بين إقليمي عفر وأمهرة، وسْط تقدمٍ للقوات بمحور باتي كامبولتشا، في حين تحتدم المعارك على جبهات عدة.

وكانت قوات إقليم عفر في إثيوبيا قد قالت إنها استكملت مع القوات الحكومية سيطرتها على جميع المديريات في الإقليم، وطَردت مسلحي جبهة تحرير تيغراي من كاسا قيتا آخرِ معاقلهم في جبهة عفر بعد معارك عنيفة استمرت نحو أسبوع.

أول ظهور على الجبهة

وفي أول ظهور له من جبهات القتال بزيه العسكري، قال رئيس الوزراء أبي أحمد إن الجيش الإثيوبي حقق ما وصفها بانتصارات كبيرة على جبهة تيغراي.

وفي صور نشرها تلفزيون أوروميا، تحدث أبي أحمد باللغتين الأورومية والأمهرية، وقال إنهم سيستمرون في القتال حتى القضاء على الإرهاب، حسب تعبيره.

وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي -الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2019- "إلى أن ندفن العدو، إلى أن يتأكد استقلال إثيوبيا، لن نعود عن المسار. ما نريد رؤيته هو إثيوبيا صامدة فيما نحن نموت".

وبُثت مقابلة آبي أحمد قبل ساعات على إعلان الحكومة الإثيوبية عن قواعد جديدة تحظر نشر مستجدات الحرب التي لم تعلنها قنوات رسمية، في خطوة قد تحمل عقوبات بحق صحفيين.

موقف قوات تيغراي

وتهدد قوات تيغراي بالزحف صوب العاصمة أديس أبابا أو محاولة قطع الطريق الرابط بين إثيوبيا الحبيسة وأكبر ميناء بالمنطقة في جيبوتي.

وأمس الجمعة، قال غيتاشيو رضا المتحدث باسم جبهة تحرير تيغراي إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اختار الحرب وأغلق الأبواب أمام الحوار.

وأضاف رضا أن آبي أحمد "لم يستفد من بصيص الأمل للسلام وأعلن قيادته للمعركة بنفسه".

كما أعلنت الجبهة استمرار القتال في جميع الجبهات، مناشدة شعب إقليم عفر التخلص من المجموعات التي تعمل لصالح الحكومة.

وأشار المتحدث إلى أن ميكيلي عاصمة تيغراي تعرضت لهجمات جوية بعضها بطائرات مسيرة.

 أزمة جوع

وقد تسببت الحرب بتداعيات إنسانية كبيرة في إثيوبيا، وفي هذا السياق قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة إن عدد المحتاجين لمساعدة غذائية في شمال إثيوبيا ارتفع إلى أكثر من 9 ملايين شخص، مقارنة بنحو 7 ملايين في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأضاف برنامج الأمم المتحدة أن إقليم أمهرة شهد أعلى نسبة زيادة مع نحو 4 ملايين شخص الآن بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية نتيجة النزاع المستمر.

ويواجه مئات آلاف الأشخاص خطر المجاعة، في حين يبذل عمال الإغاثة جهودا مضنية لإيصال إمدادات عاجلة لأشخاص هم بأمس الحاجة لها في أقاليم تيغراي وأمهرة وعفر.

كما ازداد خطر سوء التغذية في الأقاليم الثلاثة حيث أظهرت فحوص أن ما بين 16% و28% من الأطفال يعانون من سوء التغذية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ساعة متأخرة الخميس إن المعارك دمرت أكثر من 500 مرفق صحي في أمهرة وحدها.

جذور النزاع

وتعود جذور النزاع الحالي إلى عام 2018، عندما تولى آبي أحمد السلطة في أديس أبابا وأعلن إصلاحات سياسية.

وشملت هذه الإصلاحات تنحية قادة في الجيش والمخابرات من أبناء إقليم تيغراي، وتعيين قادة من قوميتي الأمهرة والأورومو في مواقعهم.

وتعمقت الأزمة بعد تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس/آب 2020 بسبب جائحة كورونا، مما أدخل البلاد في نزاع دستوري.

واتهمت قوى المعارضة -ومنها جبهة تحرير تيغراي- آبي أحمد باستغلال الجائحة لتمديد ولايته، ونُظمت الانتخابات في الإقليم من جانب واحد في التاسع من سبتمبر/أيلول 2020، لكن الحكومة المركزية رفضت الاعتراف بنتائجها.

واشتدت حدة الخلاف بين أديس أبابا وجبهة تحرير تيغراي، وتحولت إلى نزاع مسلح منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020. إثر ذلك تدخل الجيش الإثيوبي في الإقليم ونظمت فيه الحكومة المركزية انتخابات جديدة لتشكيل حكومة محلية جديدة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، استعادت جبهة تحرير تيغراي السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي، وشهدت المدينة احتفالات لأنصار الجبهة، بينما أعلنت الحكومة وقفا لإطلاق النار، لكن الأوضاع لم تعرف الاستقرار منذ ذلك الحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات