غضب وسخرية ومواقف إنسانية.. غرق الإسكندرية يجتاح مواقع التواصل بمصر

من تداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت الإسكندرية المصرية - نوفمبر 2021 - مواقع التواصل الاجتماعي
من تداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت الإسكندرية (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة- ما زالت تفاعلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع ما تواجهه مدينة الإسكندرية المصرية (شمال)، من أمطار غزيرة أدت إلى غرق أجزاء منها وأضرار في الممتلكات الخاصة والعامة، تتسع ما بين غضب وسخرية، وتداول لصور ومقاطع فيديو لآثار هذه الأمطار.

وتتفاقم الأزمة في ظل استمرار فيضان مياه الأمطار بالمدينة الساحلية لمدة 4 أيام على التوالي، ما أدى إلى غرق شوارع وطوابق أرضية في بعض المنازل، فضلا عن شلل حركة المرور بشوارع بعضها رئيسي، بسبب انسداد بالوعات الصرف الصحي وعدم تمكنها من استيعاب مياه الأمطار.

وتحولت العديد من أحياء وسط وشرق وغرب ثاني أكبر المدن المصرية، إلى برك ومستنقعات، ما أعاق حركة المرور بشكل كامل، وأبقى السيارات عالقة في الشوارع والأنفاق، بسبب تراكمات المياه الناجمة عن الأمطار الشديدة.

واتسعت دائرة الغضب هذا العام، حيث لم تقتصر على معارضي السلطة وإنما شملت قطاعا من أنصار النظام، كما عبر إعلاميون معروفون بدعمهم للنظام ومؤسساته، عن غضبهم من أزمة غرق المدينة التي تتكرر كل عام، دون التوصل إلى حل يحول دون ذلك، كما تناولت وسائل إعلام حكومية ما حدث بالإسكندرية بتغطية نقدية غير معتادة.

 

 

وصب عدد من النشطاء غضبهم على المسؤولين المحليين في الإسكندرية، وفي مقدمتهم محافظها محمد الشريف وهو ضابط شرطة سابق برتبة لواء، حيث تنوعت تصريحاته ما بين التصريح بأن المدينة فوجئت بالمطر، والتأكيد على أن كميات الأمطار هذا العام لم تواجهها الإسكندرية في أي وقت سابق، في محاولة لتبرير القصور في مواجهة الأزمة.

كما استنكر العديد من النشطاء تصريح المحافظ بأن كميات مياه الأمطار تم تصريفها جميعا خلال 3 ساعات بفضل التجهيزات التي تمت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في ظل استمرار الواقع المتأزم الذي تواجهه المدينة، وتتابُع الصور ومقاطع الفيديو الموثقة التي تثبت أن الواقع على الأرض يختلف عما يرد في تصريحات المحافظ.

مواقف إنسانية

في الوقت نفسه، حرص العديد من المتفاعلين على إرفاق تعليقاتهم الناقدة والساخرة، بصور ومقاطع فيديو لمشاهد تظهر الضرر الواسع الذي لحق بالمواطنين ما بين منازل غرقت طوابقها الأرضية، إضافة إلى غرق أسواق الخضروات والفاكهة، فضلا عن مشاهد توقف حركة المرور.

كما حملت مقاطع أخرى مفارقات استدعت سخرية واستنكارا لأسلوب تعامل وتفاعل المسؤولين مع الوضع، وكذلك مقاطع حملت مواقف إنسانية مختلفة، منها انجراف سيدة مع مياه الأمطار وقيام مواطنين بمساعدتها، وكذلك توزيع أحد المواطنين مظلات حماية من الأمطار على عمال النظافة.

كما قام بعض شباب الإسكندرية بتنظيم حملة لتوزيع المظلات على عمال النظافة ورجال الأمن.

 

 

بينما استحضر آخرون بشكل ساخر، قيام النظام في أعوام سابقة، بالقبض على عدد من المعارضين واتهامهم بتشكيل تنظيم لسد البالوعات بهدف إحراج النظام، متسائلين عما إذا كان هؤلاء "الإخوان" قد خرجوا من السجون لمعاودة الكَرة مرة أخرى.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عن اعتقالها 17 شخصا وصفتهم بأنهم "خلية إرهابية" ووجهت لهم الاتهامات بارتكاب "أعمال تخريبية" في الإسكندرية منها سد البلاعات مما تسبب في غرق المدينة آنذاك.

فيما تساءل آخرون عما إذا كانت نبوءة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد بدأت بالتحقق حين حذر خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي منذ أيام من تأثير تغير المناخ على مدن عدة من بينها الإسكندرية.

واختار ناشطون زاوية أخرى للتعليق على ما حدث في الإسكندرية، حيث تساءلوا عما إذا كان المحافظ الحالي الذي ينتمي للمؤسسة الأمنية، سيدفع للاستقالة كما حصل مع محافظ المدينة السابق، هاني المسيري، عام 2015، بسبب العجز عن حل أزمة صرف مياه الأمطار حينها، والذي صرح حينها بأن المدينة تعاني من ضعف بنيتها التحتية.

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي