السودان.. قتلى وجرحى في مظاهرات 17 نوفمبر والولايات المتحدة تتمسك "بشرعية" حمدوك

أكدت وزارة الصحة السودانية مقتل وإصابة العشرات جراء قمع المظاهرات الرافضة لقرارات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في حين شددت الولايات المتحدة على "شرعية" رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن الضحايا.

ونقلت رويترز عن مسعفين قولهم إن قوات الأمن السودانية قتلت بالرصاص 15 شخصا على الأقل وأصابت العشرات.

وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المدمع لمنع التجمعات في أنحاء مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، بعد قطع اتصالات الهاتف المحمول في وقت سابق أمس الأربعاء.

وفي ولاية القضارف شرقي السودان، أفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات منعت تنظيم مظاهرة في وسط المدينة تزامنا مع مظاهرات الخرطوم ومدن سودانية أخرى.

وأوضح المراسل أنه تم نشر قوات مشتركة من الجيش والشرطة في الأماكن المستهدفة بالتجمع وكذلك ميدان المدينة لمنع تجمع المتظاهرين.

وقال شهود عيان إن قوات مدججة بالسلاح نفذت حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين والناشطين.

وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير دعت -في بيان- إلى استمرار المظاهرات "حتى سقوط الانقلاب"، كما دعا تجمع المهنيين السودانيين -في بيان- إلى "الحشد في مواكب الأربعاء".

مواقف دولية

من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن التقارير بشأن وقوع قتلى في مظاهرات السودان مقلقة. كما دعا السلطات العسكرية بالسودان إلى العودة إلى المرحلة الانتقالية.

بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الكينية في نيروبي- إلى انتقال ديمقراطي في السودان.

وأكد بلينكن، الأربعاء، أن رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك هو مصدر الشرعية في السودان.

وأضاف بلينكن أن الإدارة الأميركية تعمل مع الأسرة الدولية للإفراج عن المعتقلين السياسيين في السودان، وقال إن الدعم سيعود إذا تراجع الجيش عن الاستيلاء عن السلطة.

من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي العنف ضد المتظاهرين واعتقال الصحفيين وحمّل الجيش السوداني المسؤولية عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان، ودعا للعودة إلى مسار الحوار مع المدنيين.

أما بريطانيا والنرويج وسويسرا فأدانت ما سمته التعيين المزعوم لمجلس السيادة الجديد في السودان في "انتهاك" للإعلان الدستوري الموقع في 2019، ودعت للعودة إلى حكومة انتقالية يترأسها مدنيون.

في المقابل، تتواصل المشاورات في السودان لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة عبد الله حمدوك المعزولة.

وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان -خلال لقائه مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في- إن الجيش السوداني غير راغب في الاستمرار بالسلطة، وملتزم بالوثيقة الدستورية.

من جهتها، قالت المسؤولة الأميركية في تغريدة على تويتر إنها ناقشت مع عبد الله حمدوك سبل استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني السودان أزمة حادة، حيث أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها انقلابا عسكريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات