فرنسا.. انتقادات لمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة إثر تصريحات مرتبطة بهجمات باريس

إريك زمور ينافس مارين لوبان على زعامة أقصى اليمين ولديه مواقف معادية للإسلام والهجرة (الأوروبية)

واجه المرشح اليميني المتطرف المحتمل للرئاسة الفرنسية إريك زمور وابلا من الانتقادات -أمس الأحد- بعد شنه هجوما عنيفا ضد سياسة الهجرة التي انتهجها الرئيس السابق فرانسوا هولاند، محملا هذه السياسة مسؤولية هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وأدلى زمور -الذي لم يخف رغبته في الترشح بانتخابات الرئاسة أبريل/نيسان المقبل- بهذه التصريحات خلال زيارته أول أمس السبت مسرح باتاكلان في باريس، حيث قُتل 90 شخصا في سلسلة هجمات منسقة ضربت العاصمة الفرنسية يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وكانت الأكثر دموية بتاريخ فرنسا.

واتهم زمور (63 عاما) -في حديث مع الصحافيين خارج مسرح باتاكلان- الرئيس السابق هولاند بـ"الإهمال الجرمي" لفشله في الكشف عن المهاجمين الذين تسللوا إلى أوروبا، وسط التدفق الهائل للمهاجرين السوريين.

وزمور الذي يحقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي ببرنامجه المناهض للإسلام والهجرة -رغم عدم إعلان ترشحه رسميا- قال للصحافيين إن هولاند "كان يعلم بإمكان وجود إرهابيين، واتخذ القرار الجرمي بترك الحدود مفتوحة".

وقال الصحافي المخضرم السابق إنه حتى أولئك المهاجمون الذين يحملون الجنسية الفرنسية "كان بالإمكان القبض عليهم"، في حال قامت فرنسا بإغلاق حدودها.

لكن الرئيس الفرنسي السابق هولاند، الذي استُدعي للإدلاء بشهادته هذا الأسبوع في محاكمة 20 متهما بتنفيذ هجمات باريس، اتهم إريك زمور بشن هجوم "لا أساس له وفاحش ومعيب"، وقال فرانسوا هولاند لإذاعة الجالية اليهودية "راديو جاي" إنه أمر "فاحش أن تكون أمام باتاكلان، وأن تتحدث عن حرب حضارات".

تنديد الناجين

كما ندد ناجون وأقارب ضحايا هجمات باريس بتصريحات زمور لإقحامه السياسة في ذكرى الهجمات، إذ كتب آرثر دينوفو أحد الناجين من هجوم باتاكلان -الذي يرأس جمعية "الحياة من أجل باريس"- على حسابه في تويتر تعليقا على تصريحات زمور "نحن غاضبون للغاية من هذا الاستغلال السياسي لضحايا الإرهاب".

وينافس إريك زمور زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان (53 عاما) على زعامة تيار أقصى اليمين في فرنسا، وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنه تجاوزها ليصبح أول منافس للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الاقتراع الرئاسي.

وفي سياق متصل، أثارت تصريحات سياسي يميني فرنسي موجة من الاستياء والغضب في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال النائب جوليان أودول -الذي ينتمي لحزب مارين لوبان- إنه يفضل أن يموت المهاجرون العالقون عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا من البرد على أن يدخلوا إلى أوروبا الغربية.

وأضاف أودول أن "100% من الإرهابيين الإسلاميين من حملة الجنسية الفرنسية لا يعتبرون أنفسهم فرنسيين، بل أعداء فرنسا".

وكتب المغرد ياسر العراقي -عبر تويتر- "هذا هو ديدنهم وإنسانيتهم وقيمهم المزعومة المزيفة ووجههم القبيح، فلا عزاء لمن يدافع عن أخلاقيات الغرب"، وأما الكاتب عبد الحميد الجلال، فغرد قائلا "الأزمات الإنسانية كشفت زيف مسألة حقوق الإنسان التي تشدقت بها أوروبا كثيرا".

وباللغة الفرنسية، دونت المغردة منال لورانس "هذا نموذج للشعبوية، الأمر محزن حقا! وهو بمثابة تحذير لنا".

المصدر : الفرنسية