حشود وزحف وتطويق.. معارك محتدمة في إثيوبيا والحكومة تشترط للتفاوض مع المتمردين

تفيد التقارير باحتدام المعارك في العديد من جبهات القتال في إثيوبيا وسط تضارب الأنباء بشأن مكاسب كل فريق، في حين وضعت الحكومة الفدرالية الخميس شروطا للتفاوض مع المتمردين.

وقد أعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي سيطرتَها على مدن ديسي وكومبولُشا وكيميسي في منطقة أمهرة، وتوعد مقاتلو الجبهة بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا التي تبعد عن قواتهم أقل من 400 كيلومتر.

وقالت الجبهة إنها تزحف شرقا باتجاه بلدة ميلي على الطريق المؤدي إلى جيبوتي، مما يهدد بإغلاق خط إمداداتٍ أساسي لأديس أبابا.

ومن جانبه، يسيطر جيش تحرير أورومو -وهو حليفُ للجبهة- على بعض أراضي إقليم أُوروميا المحيطِ بالعاصمة، وفي المقابل يحتشد مقاتلو أمهرة في الإقليم لصدّ أي هجوم محتمل.

أما القوات الحكومية فبعضها موجودٌ قرب إقليم تيغراي وبعضُها حول العاصمة بعد إعلان حالة الطوارئ.

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن مسؤول في العاصمة قوله إنه تم تجنيد أكثر من 27 ألفا و500 شاب للمساعدة في العمليات الأمنية في أديس أبابا.

الانسحاب أولا

سياسيا، أعلنت حكومة إثيوبيا الخميس شروطها لمحادثات محتملة مع متمردي إقليم تيغراي، بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة لمبعوثين دوليين لتجنب تصعيد جديد في النزاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية دينا مفتي إن الشروط لمحادثات ممكنة والتي شدد على أنه لم يتم الاتفاق على إجرائها، ستكون انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة المتاخمتين لتيغراي.

وأضاف "من أجل أن يكون هناك حل سلمي (..) هناك شروط: الأول أوقفوا هجماتكم. ثانيا اتركوا المناطق التي دخلتموها (أمهرة وعفر). ثالثا اعترفوا بشرعية هذه الحكومة".

ولكنه شدد "بالمناسبة، لا تسيئوا الفهم، هذا لا يعني أنه تم اتخاذ قرار بخوض مفاوضات".

وكان الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا قال في وقت سابق إن الانسحاب من أمهرة وعفر قبل المحادثات "غير مطروح إطلاقا".

وأعلنت الحكومة الفدرالية الأسبوع الماضي حالة الطوارئ على مستوى البلاد، مما أدى إلى موجة جديدة من الاعتقالات الجماعية أعاقت إيصال المساعدات.

وقال المسؤولون إن الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانغو المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى المنطقة، يغادر الخميس بعد اجتماع أخير مع آبي أحمد.

وانتقل أوباسانغو مؤخرا إلى ميكيلي عاصمة تيغراي للقاء قادة جبهة تحرير شعب تيغراي.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع أوباسانغو الأربعاء وأعلن "دعما قويا" لجهود الوساطة التي يبذلها، كما أعرب عن أمله في وجود "إمكان" للتقدم.

ويقترح الاتحاد الأفريقي إجراء مباحثات أولية بين أديس أبابا وجبهة تيغراي، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين، تمهيدا لدخولهم في حوار من أجل إيجاد حل توافقي ينهي الحرب الدائرة.

في سياق متصل، أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها إزاء تقارير عن احتجاز مواطنين أميركيين في إثيوبيا.

ونقلت قناة الحرة عن متحدث من الخارجية الأميركية قوله إن واشنطن تجري نقاشات نشطة مع حكومة إثيوبيا حول هذه المسألة من خلال السفارة الأميركية في أديس أبابا.

جذور النزاع

وتعود جذور النزاع الحالي إلى عام 2018، عندما تولى آبي أحمد السلطة في أديس أبابا وأعلن إصلاحات سياسية.

وشملت هذه الإصلاحات تنحية قادة في الجيش والمخابرات من أبناء إقليم تيغراي، وتعيين قادة من قوميتي الأمهرة والأورومو في مواقعهم.

وتعمقت الأزمة بعد تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس/آب 2020 بسبب جائحة كورونا، مما أدخل البلاد في نزاع دستوري.

واتهمت قوى المعارضة -ومنها جبهة تحرير تيغراي- آبي أحمد باستغلال الجائحة لتمديد ولايته، ونُظمت الانتخابات في الإقليم من جانب واحد في 9 سبتمبر/أيلول 2020، لكن الحكومة المركزية رفضت الاعتراف بنتائجها.

واشتدت حدة الخلاف بين أديس أبابا وجبهة تحرير تيغراي، وتحولت إلى نزاع مسلح منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إثر ذلك تدخل الجيش الإثيوبي في الإقليم، ونظمت فيه الحكومة المركزية انتخابات جديدة لتشكيل حكومة محلية جديدة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، استعادت جبهة تحرير تيغراي السيطرة على العاصمة ميكيلي، وشهدت المدينة احتفالات لأنصار الجبهة، بينما أعلنت الحكومة وقفا لإطلاق النار، لكن الأوضاع لم تعرف الاستقرار منذ ذلك الحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات