نووي إيران.. طهران تعلن استئناف المفاوضات قبل نهاية نوفمبر وواشنطن تبدي استعدادها للعودة

بدأت في أبريل/نيسان الماضي مفاوضات بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ولكن مفاوضات فيينا توقفت مؤقتا بعد تولي إبراهيم رئيسي رئاسة إيران في أغسطس/آب الماضي.

Iran Nuclear Talks Resume In Vienna
جانب من جولة مفاوضات سابقة في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني (إيميجز-أرشيف)

أعلنت طهران أنها اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني قبل نهاية الشهر المقبل، مؤكدة أنها ستحافظ على الإطار السابق للمحادثات، فيما عبرت واشنطن عن استعدادها للعودة إلى المفاوضات النووية، غير أن شددت على أن هذه الفرصة لن تبقى متاحة إلى الأبد.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -أمس الأربعاء- إن بلاده لن تستأنف مفاوضات فيينا من نقطة الانسداد التي وصلت إليها في الجولات السابقة. وأكد عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي، أن طهران مصممة على خوض المفاوضات النووية قريبا، وأنها ستحافظ في الوقت نفسه على الإطار السابق للمحادثات.

من جانبه، ذكر علي باقري مساعد وزير الخارجية الإيراني أنه اتفق مع ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات النووية أنريكي مورا على استئناف مفاوضات فيينا قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأوضح باقري -في تغريدة- أنه سيتم الإعلان عن موعد الجولة القادمة الأسبوع المقبل، ووصف مباحثاته في بروكسل مع الجانب الأوروبي بالجدّية والبنّاءة، وأكد أنها شملت الملفات الضرورية التي ستُبحث في المفاوضات.

عبد اللهيان: إيران لن تستأنف مفاوضات فيينا من نقطة الانسداد التي وصلت إليها الجولات السابقة (رويترز)

من ناحية أخرى، أكدت وزارة الخارجية الأميركية للجزيرة استعداد واشنطن للعودة إلى مفاوضات فيينا، مشيرة إلى أنها اطلعت على التقارير حول احتمال عودة إيران إلى مفاوضات فيينا في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن ليس لديها أي تفاصيل أخرى عن الموضوع.

فرصة محدودة

غير أن الخارجية الأميركية شددت على أن هذه الفرصة لن تبقى متاحة إلى الأبد، مع استمرار إيران في اتخاذ خطوات استفزازية في المجال النووي، بحسب وصفها.

وأضافت الوزارة أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى تفاهم بشأن العودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي، وذلك من خلال حل العدد القليل من القضايا التي ظلت عالقة في نهاية الجولة السادسة من المحادثات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن ستبقى ملتزمة بالمضي قدما في المسار الدبلوماسي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، مضيفة في تصريحات صحفية أن الإطار الذي تعمل بلادها وفقه لا يزال هو الامتثال المتبادل للاتفاق النووي.

وبدأت في أبريل/نيسان الماضي مفاوضات بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، ولكن مفاوضات فيينا توقفت مؤقتا بعد تولي إبراهيم رئيسي رئاسة إيران في أغسطس/آب الماضي.

تأكيد العودة

ولا يزال يتعين على الأطراف الأخرى المشاركة في المحادثات -التي تشمل مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وطهران- إعلان تأكيد العودة إلى طاولة التفاوض.

وباتت مفاعيل الاتفاق بين إيران ودول الغرب لإيجاد حل طويل الأمد لأزمة البرنامج النووي المثير للجدل في حكم الملغاة، منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه في مايو/أيار 2018، وإعادته فرض عقوبات مشددة على طهران.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق بشرط احترام إيران شروطه، ومنها الامتثال التام لبنوده التي تُتهم طهران بخرقها مرارا عبر توسيع أنشطتها النووية، منذ انسحاب واشنطن منه.

ولم تحرز محادثات فيينا -التي تجرى عبر وسطاء- تقدما يذكر، قبل أن تتوقف عقب انتخاب رئيسي وتعليقها منذ الأشهر الأربعة الماضية، وتتركز الخلافات حول مدى القيود التي ستفرض على البرنامج النووي الإيراني، ونوعية العقوبات الأميركية التي يجب أن ترفع عن طهران.

التقارير المفصلة

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي إن إقدام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نشر تقارير مفصلة بشأن البرنامج النووي الإيراني، غير مقبول ويتعارض مع أسس المعاهدات الدولية.

وأضاف كمال وندي أن انتشار تقارير عن برنامج إيران النووي سياسة جديدة اتخذتها الوكالة تحت ضغوط أطراف خاصة، وقال إن بلاده عبّرت عن استيائها بشأن هذا الأمر عدة مرات للوكالة دون جدوى.

ولوح المتحدث بأن طهران ستتخذ خطوات مناسبة لوقف هذا السلوك، مؤكدا أن بلاده ستضطر لمراجعة تعاملها مع الوكالة في حال استمرت في ما دعاه انتهاك سرية المعلومات التي تحصل عليها خلال عمل مفتشيها في إيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات