العراق.. تعزيزات أمنية في ديالى لاحتواء عنف طائفي بعد هجوم لتنظيم الدولة

استنفار أمني في المقدادية بعد هجوم لتنظيم الدولة (رويترز)

وصل وفد أمني حكومي رفيع المستوى اليوم الخميس إلى محافظة ديالى (شرقي العراق) لاحتواء عنف طائفي، بعد هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية على قرية الرشاد ليل الثلاثاء؛ مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وبعد الهجوم شنّ مسلحون من قرية الرشاد "هجوما انتقاميا" على قرية مجاورة أدى إلى قتلى وتدمير بساتين.

وقالت مستشارية الأمن القومي العراقية -في بيان- إن وفدا أمنيا برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعضوية وزير الداخلية عثمان الغانمي، ورئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يار الله، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق؛ وصل إلى محافظة ديالى.

وقال مصدر أمني بقيادة شرطة ديالى إن الوفد جاء لاحتواء التصعيد الطائفي بين سكان قضاء وقرى المقدادية، مشيرا إلى أنه منذ ليل الثلاثاء بعد هجوم تنظيم الدولة شهدت بعض القرى في قضاء المقدادية موجة نزوح خوفا من عمليات انتقام لأسباب طائفية.

ويتزامن وصول الوفد مع إرسال تعزيزات من الجيش والشرطة إلى محافظة ديالى في أعقاب الهجومين.

يأتي ذلك بينما بحث المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي برئاسة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الأوضاع المتوترة في قرى المقدادية بمحافظة ديالى.

ووجه الكاظمي تعليماته للقادة الأمنيين والعسكريين في محافظة ديالى؛ من أجل تثبيت الأمن والاستقرار، ومنع أي محاولة لبثّ الفرقة الطائفية ومنع عودتها حسب قوله.

من جهتها قالت وزيرة الهجرة والمهجرين في العراق إيفان فائق إن عدد العائلات التي نزحت بسبب التوترات الأمنية في قرى المقدادية، بلغ 227 عائلة. وأضافت في مؤتمر صحفي خلال زيارتها رفقة قادة أمنيين للعائلات النازحة بالمنطقة، أن من الممكن إيواء هذه العائلات ونقلها إلى مخيم خانقين مؤقتا إلى أن يستقر الوضع الأمني في قرى المقدادية.

من جهته استنكر المجمع الفقهي العراقي لكبار علماء الدعوة والإفتاء بشدة ما وصفها بالجريمة الانتقامية المروعة بحق أهالي قرية نهر الإمام بالمقدادية، وطالب الحكومة المركزية بتحمل مسؤلياتها في ردع من سماهم بالإرهابيين والخارجين عن القانون.

جثامين قتلى المقدادية الذين قضوا على يد تنظيم الدولة (رويترز)

هجوم انتقامي

وكانت مصادر ذكرت للجزيرة أن قرية نهر الإمام التابعة لمدينة المقدادية في محافظة ديالى العراقية تشهد نزوحا جماعيا لعشرات العائلات خوفا من عمليات قتل انتقامي، بعد تعرضها فجر أمس الأربعاء لهجوم شنه مسلحون ملثمون.

وذكرت المصادر أن العائلات نزحت بسبب عدم تمكن القوات الأمنية من فرض الأمن ومنع المسلحين من اقتحام القرية بعد هجوم تعرضت له ليل الثلاثاء قرية الرشاد المجاورة، موضحة أن ضحايا عمليات القتل في قرية نهر الإمام بلغ عددهم 14 قتيلا.

وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت مساء الثلاثاء مقتل 11 عراقيا في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على قرية الرشاد. وأشارت تقارير إلى أن الهجوم تسبب في مقتل وجرح عشرات المدنيين من عشيرة "بني تميم".

ووصفت وسائل إعلام الهجوم بأنه الأكبر للتنظيم منذ سنوات.

وكان العراق أعلن عام 2017 تحقيق النصر على تنظيم الدولة باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، والتي اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أنه لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة ويشن هجمات بين فترات متباينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات